المستشارة الالمانية أنجيلا ميرغل ، التي أعاد الشعب الالماني انتخابها للمرة الثالثة ، من عمالقة النساء اللواتي تقلدن في سلم كراسي السلطة أرفع المناصب، حتى وصلت الى هذه المرحلة التي بلغتها الان ، كأحد أفضل ساسة أوربا إصرارا على الدفع بإتجاه وحدة أوربا وإظهار معالم قوتها بين العالم المتمدن.ورغم ان ميرغل مولعة بعلوم الفيزياء ، وقضت معظم شبابها في تتبع ثنايا هذا العلم، الا انها وجدت في السياسة ضالتها، لتحقق حلم بلادها، في أن تبقى المانيا تتصدر واجهة العالم في مراكز القوة والعلم والتفوق، وحازت على إعجاب رؤساء العالم، حتى انها تعد ( المرأة الحديدية ) الثانية بعد ( مارغريت تاتشر ) رئيسة وزراء بريطانيا السابقة.ورغم ان هتلر هو الذي أوصل المانيا الى هذه المكانة ، ورغم ان هتلر اتهم بـ ( النازية ) الا ان الالمان في طبيعتهم مولعون بـ ( هتلر) في دواخلهم رغم إظهارهم ( الكراهية ) له في تصريحاتهم أمام العالم، الا انهم لازالوا يعتقدون ان مكانة المانيا لم تكن قد وصلت الى هذه المرحلة لولا مكانة هتلر، الذي عد المانيا على انها الدولة الاولى في العالم بلا منازع، والجنس الالماني هو ارقى العقول واكثرها نقاء ، واوصلهم من حيث تعداد الصفات المثالية الى بلد لاترقى اليه كل الدول المتقدمة في العالم، وكان هتلر محقا في وصفه لبنية شعبه، لان الألمان منحهم الله بنية راقية فعلا، وهم يعدون أنفسهم من أرقى انواع الجنس البشري نقاء وعلو منزلة، ولا نريد ان نغمط الألمان حقهم، وان إختلفنا معهم في هذه النظرة، الا انه في داخل كل منا من يعطيهم الحق، في ان يحتلوا هذه المكانة عن جدارة.ورغم ان ميرغل لم تعلن في يوم ما انها (هتلرية) أو تنتمي الى شخصية (هتلر) الا ان في دواخلها مايحمل بعض هذه السمات، فالألمان يحملون في دواخلهم (شخصية هتلر) ويجدون فيها رقيهم وقوتهم، حتى وان أظهروا خلاف ذلك، لكي لايتهمون بأنهم (نازيون) التي عاداها الغرب لفترة غير قصيرة وأدخل من يعتنق النازية في سلم ( الاجرام السياسي) .وما إن تقف ميرغل بين زعماء أوربا في أي مؤتمر ، حتى تجد المانيا وقد ظهرت بعظمتها وتألقها، إذ تقف وهي شامخة، تعتلي كبرياء المجد ، وهي المرأة التي وهبها الله من معالم قوة الشخصية وحسن الطلعة، ما يضفي على المانيا تلك المكانة التي تليق بها، وهي التي عشقت شعبها وأحبته، وسهرت من اجل تقدمه، كما هو حال كل رجال الساسة الألمان، ليظهروا قوة بلدهم ومكانتها بين الدول الأوربية على انها ( زعيمة ) الوحدة الاوربية، التي ما تركت المانيا فرصة الا وأصرت على أن تأخذ أوربا مكانتها بين دول العالم المتقدم، والأكثرها حرصا على وحدة أوربا وعودة امجادها القديمة .واحدة من مآثر ميرغل ، كما يقال، والعهدة على ( الراوي ) ، ان قضاة المانيا طالبوا قبل فترة بتحسين اوضاعهم، وزيادة رواتبهم، فقالت لهم ميرغل، وكيف أحسن من أوضاعكم بينما يبقى معلمو بلدكم أقل منكم راتبا، وهم الذين علموكم ، واوصلوكم الى هذه المنزلة؟.. الا يعد هذا التقييم لمعلمي واساتذة المانيا فلسفة رائدة في الاخلاق والقيم وحب المعرفة والتعلم، وعدم انكار دور من بنوا شعوبهم وعلموا أجيالهم حروف العلم والمعرفة؟؟ انها قمة الاحساس بقيمة البشر.. ويكاد يقارب الاحساس بحقوق الانسان في العراق ، رغم ان الكثير من العراقيين متهمون بـ ( النازية ) حتى وان لم ينتموا، ومع هذا فتهمة ( النازية ) تلاحق بعض الألمان حتى يومنا هذا ، رغم اعتزاز الكثير من الألمان بأنهم ينتمون الى ذلك الجيل الذي رفع من مكانة بلادهم وأوصلها الى مكانة، لا تضاهيها مكانة، ورغم ان العالم وقف بوجه زعيمهم هتلر انذاك، الا انهم عدوها في جانــــــب ( الحسد) و ( الغيرة ) على المانيا لانها أرادت أن تتبوأ مكانة تليق بها بين شعوب الارض.كان أحد أساتذة كلية الآداب في السبعينات ، وهو أستاذ فلسفة، مولع بهتلر ، ولا تمر محاضرة الا ويذكر فيها فضائل هذا الرجل، ودوره في نهضة المانيا، وفي ولعه بحب بلاده ودفاعه المستميت عن ( وطنية هتلر ) ، وولعه ينطلق من معاداة هتلر لليهود انذاك، ويوم كان الصراع الصهيوني العربي يحتل مكانة متقدمة في السياسات العربية، وكان الرجل يرغمنا على كتابة شعاره المعروف ( لاوطن لليهود الا في المريخ) على أعلى الصفحة التي نؤدي فيها الامتحانات في مادة الفلسفة، واضطرنا ذلك لان نقرأ كتاب هتلر الشهير الضخم ( كفاحي ) وهو يؤرخ تاريخ هذا الرجل ودفاعه المستميت عن بلده، وتجد فيها ( وطنية خالصة ) قلما تجدها في رجال السياسة في العصر الحديث.ولهذا فمن حق ميرغل أن تفخر ببلدها، ومكانة المانيا، وهي التي ، سعت الى إظهار مكانة بلدها، حالها حال كل مستشاري المانيا، الذين سبقوها، فهل يجد بعض سياسيينا في وفاء كبار الساسة لبلدهم مثلا عليا، نستفيد من دروسها في حب الاوطان والدفاع عنها، بدل هذا الفساد السياسي والأخلاقي الذي ملأ عالم السياسة في وطن الحضارات، واذا به ينحدر الى قاع التاريـــــــــــخ، لأن أهلوه لم يحترموا مكانة بلدهـــــــــم، وتنكر الكثيرون له، رغم انه علم شامخ، موغل في الحضارة والتقدم، واذا به، ينحــــــدر الى منزلق، خطير، بفعل ساسته، الذين لم يعطوا لحضارة بلدهم آذانا صاغية، ولم يعطوا لحقوق الانسان في هذا البلد، من قيمة، وباعوا كرامة شعبهم في المزاد العلني.. بثمن بخس!