برغم عجز “طهران” ومهاجمة وكلائها بالداخل .. العراق يحول وجهه شطر “الخليج” لتعويض احتياجاته من الكهرباء !

برغم عجز “طهران” ومهاجمة وكلائها بالداخل .. العراق يحول وجهه شطر “الخليج” لتعويض احتياجاته من الكهرباء !

وكالات – كتابات :

تناول موقع (المونيتور) الأميركي تعقيدات قضية مصادر الطاقة والكهرباء في “العراق”، وخلص إلى أن ما يواجهه “العراق” من خلال انخفاض إمدادات الكهرباء من “إيران”، قد يدفع “بغداد”، برغم المصاعب والتحديات، إلى محاولة إنجاح خطط ربط البلاد بالخليج، كهربائيًا.

وبداية، ذكر التقرير الأميركي؛ بأن الحكومة العراقية وقعت مذكرة تفاهم؛ في 25 كانون ثان/يناير الماضي، هدفها ربط شبكتها الكهربائية مع الشبكة السعودية، وهو بمثابة إنهاء لاحتكار إمدادات الطاقة من “إيران”.

“إيران” أصبحت عاجزة عن تلبية احتياجات العراق..

وأوضح التقرير أن “العراق” يعتمد بشكل كبير؛ في الوقت الحالي، على “إيران” للحصول على الكهرباء والوقود لمحطات الطاقة الخاصة به، مضيفًا أن “إيران” لم تتمكن مؤخرًا من تأمين الكميات المتفق عليها بين الطرفين.

ولفت إلى أنه كان من المقرر أن تقوم “إيران” بتصدير ما بين: 35 و50 مليون متر مكعب من “الغاز”، لكنها لم توفر سوى: 08 ملايين في الوقت الحالي، في حين أن: الـ 1500 ميغاواط من الكهرباء المحددة للتصدير إلى “العراق” تراجعت إلى: 200 ميغاواط مؤخرًا، وهو ما تسبب في انقطاع كبير للتيار الكهربائي عن المستهلكين العراقيين.

وأوضح التقرير أن غالبية محطات توليد الكهرباء في “العراق” تستخدم مولدات “الغاز”، ولهذا؛ فإن اقتطاع كميات “الغاز”، يؤثر على الكهرباء أيضًا.

البحث عن بدائل في الخليج..

وتابع تقرير (المونيتور) القول؛ أن: “العراق كان يسعى إلى إيجاد بدائل عبر الخليج أو الأردن ومصر، لكن أي شيء من ذلك لم يتم الإنتهاء منه”.

وخلال “منتدى التجارة العراقي-السعودي”؛ في “الرياض”، في 24 كانون ثان/يناير الماضي، قال أمين مجلس الوزراء العراقي؛ “حميد الغزي”، أن: “البلدين يعملان على العديد من القضايا، بما في ذلك ربط شبكات الكهرباء وتطوير المدن الصناعية”.

ولفت التقرير إلى أن هذه التصريحات جاءت بعد ساعات على إعلان رئيس الحكومة العراقية؛ “مصطفى الكاظمي”، أن الحكومات العراقية السابقة هي التي تتحمل مسؤولية أزمات الكهرباء في البلاد.

وتابع التقرير؛ أنه في اليوم التالي، تمكن المسؤولون العراقيون والسعوديون من الاتفاق على مذكرة تنص على ربط شبكتي الكهرباء في البلدين، ووقعها من الجانب السعودي؛ وزير الطاقة السعودي، الأمير “عبدالعزيز بن سلمان”، و”حميد الغزي”؛ من الجانب العراقي، يرافقهما في التوقيع وزيرا “النفط” و”الكهرباء” العراقيان: “إحسان عبدالجبار” و”عادل كريم”.

الاتفاقية “العراقية-السعودية”.. تقصف قبل جفاف حبرها !

وبحسب “بن سلمان”؛ فإن المذكرة تتلاءم مع رؤية “المملكة السعودية”؛ لعام 2030، في حين قال الوزير العراقي؛ “عادل كريم”، أن ربط الشبكة سيكتمل في غضون عامين.

وأضاف التقرير؛ أن الخطوة “السعودية-العراقية”، أثارت انتقادات شديدة، حيث وصف أحد قادة ائتلاف (الفتح)؛ “عدي الخدران”، هذا الربط بأنه بمثابة هدر للأموال العراقية؛ وليس له جدوى اقتصاديًا ومؤذ سياسيًا، مضيفًا أن المشروع سيؤمن لـ”العراق”: 500 ميغاواط من الكهرباء، وهو ما لا يكفي حتى “بغداد” نفسها بالطاقة.

كما أن النائب العراقي؛ “علي شداد”، وجه انتقادات حتى قبل التوقيع على المذكرة “السعودية-العراقية”، مطالبًا الحكومة العراقية: “بالكشف عن تفاصيل عقد ربط الكهرباء بين العراق والسعودية، وبالكشف أيضًا عن الاتفاقات التي جرى التوقيع عليها سابقًا في مجال الطاقة مع دول الخليج وتركيا وحتى الأردن”.

ومن جهته؛ فإن النائب؛ “فالح الخزعلي”، تحدث عن امتلاكه أدلة على فشل الحكومة في إدارة ملف الكهرباء، مشيرًا إلى أن سعر الكهرباء من “السعودية” سيتراوح بين: 8.8 و11.8 سنتًا للكيلوواط/ساعة، وهو أكثر بكثير من السنتات الأربعة التي تؤمنها “إيران”؛ في الوقت الحالي لـ”العراق”.

مساعي منع العراق..

وبعدما لفت التقرير إلى أن غالبية الانتقادات تُصدر من جانب القوى المقربة من “إيران”، ذكر بتقارير أشارت؛ في آيار/مايو الماضي، إلى محاولة من جانب “إيران” لمنع “العراق” من الإرتباط بالخليج كهربائيًا، كما أن قناة (سكاي نيوز) تحدثت عن أن المسؤولين الإيرانيين عرضوا بيع الكهرباء بسعر مخفض إلى “العراق” بهدف وقف مشروع الربط العراقي مع الخليج.

وتابع أن “العراق” لجأ إلى الدول المجاورة بسبب الانقطاع المتكرر في صادرات الكهرباء والغاز من “إيران”، مشيرًا إلى أنه؛ في 10 آب/أغسطس الماضي، قطعت “إيران” بشكل كامل صادرات الكهرباء إلى “العراق” بسبب ارتفاع درجة الحرارة وقتها.

وقبل ذلك بشهر؛ عمد وزير الكهرباء العراقي؛ “ماجد حنتوش”، إلى تقديم استقالته بسبب توقف آخر لصادرات “إيران” من الكهرباء، ناجم عن عدم قدرة “بغداد” على تحويل الأموال إلى “إيران”.

ونقل التقرير عن الأمين العام السابق لغرفة التجارة “الإيرانية-العراقية” المشتركة؛ “مهدي مقدم”، وهو خبير اقتصاديات الطاقة، قوله إن “العراق” على غرار الدول الأخرى، يُفضل أن يشتري مصادر الطاقة من عدة بائعين مختلفين، بسبب العقوبات القاسية المفروضة على “طهران”.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن ربط الشبكة العراقية بـ”المملكة السعودية”؛ ليس أمرًا سهلاً، حيث لا يوجد حاليًا خطوط نقل بين البلدين، كما أنه وفقًا لخبير الطاقة؛ “بلال آل خليفة”، فإن “العراق” مضطر أن يدفع الكثير من الأموال من أجل مد هذه الخطوط.

وإلى جانب ذلك؛ فإن خطوط هذه الشبكة يجب أن تمر عبر أراضٍ غير مأهولة، وهو ما يجعلها عُرضة لهجمات إرهابية، كما أن طول خطوط النقل تتسبب أيضًا في فقدان وخسارة الكثير من الطاقة المحولة إلى “العراق”.

وتابع التقرير أن “العراق” يبحث أيضًا عن خيارات أخرى، مثل استيراد “الغاز”؛ من “قطر”، من أجل تغذية محطات الطاقة الخاصة به، أو التوصل إلى ترتيب ثلاثي الأطراف، مع: “تُركمانستان” و”إيران”.

وخلص التقرير الأميركي إلى القول أنه من المُرجح استمرار مشكلة الكهرباء في “العراق”؛ طالما أنه ليس لديه خطة شاملة لتقوية الإنتاج أو لتطوير الشبكة التي تُهدر ما يصل إلى: 35% من الكهرباء.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة