18 نوفمبر، 2024 5:56 ص
Search
Close this search box.

بورصة المبادئ والاعلام الرخيص

بورصة المبادئ والاعلام الرخيص

على مدى المرحلة المنصرمة, تحملت الكثير من اللوم من بعض اصدقائي المثقفين (غالباً من توجه معين ) لما كنت اراه واصرح به مراراً و تكراراً حول الستراتيجية التي تنتهجها قناة ( الشرقية نيوز) الفضائية  في مخاطبة المجتمع العراقي بالضرب على اوتار الاثارة الطائفية  والمناطقية التي لا اضنها تخفى على المتلقي الذي يحمل قدراً معقولاً من الحس الوطني والعقل المتقتح والذي تهمه وحدة المجتمع العراقي والذي ينظر بواقعية الى اخطاء القيادات السياسية السابقة واللاحقة التي ينتج  ويظافر ويغذي بعضها بعضاً.
كان واضحا لدى كل عراقي صاحب ضمير يضع نصب عينه العراق اولاً وقبل كل ماعداه, فيتحسر على ايام كان يستشعر فيها لذة اللحمة العراقية التي لم يكن متوقعا انها ستتلاشى امام المصالح الرخيصة والدواخل المريضة بالسرعه التي حصل فيها هذا التلاشي.
من يراجع ويتفحص بصدق وتجرد الاساليب التي كانت تسلكها تلك القناة ( الواضح انها سياسة ومنهج تعتمده) والالفاظ والتعابير التي تصدر عن مذيعيها ومقدمي برامجها وكأنها تصدر من عقل وقلب ولسان ونفس واحد تم  استنساخه على عددهم, يدرك دون شك التوجه المبرمج والمحسوب للعب على اوتار الفرقة والخلاف بادعاء ان تلك المؤسسة تتعاطف مع فصيل واحد دون غيره من فصائل الشعب العراقي وباسلوب يدعو الى التطرف باتجاه معين مخاطبا البسطاء الطيبين من ابناء هذا المجتمع وبشكل يشعل نيران الاحقاد والضغائن تجاه الاخر.
اليوم اجدني غير متفاجئ (كما اصدقائي الذين اجزم انهم سيفاجؤن حد الصدمة ويتذكرون ما كنت أراه واقوله لهم وهم يستمعون الى تلك القناة ومذيعيها ومقدميها بقدارتٍ مثيرة للعجب في التناقض والتقلب حد الانقلاب).
نعم, لم اتفاجأ بل ايقنت بمدى صدق تنبؤاتي بشكل مطلق ( مع ان ذلك كان شديد الايلام, وكنت اتمنى ان اكون مخطئاً وتصدق اراء اصدقائي).
منذ فترة وجيزة, انقلب كل شئ لدى تلك القناة كما يحصل في كل القنوات الرخيصة والمتاجرة بالعراق وارواح ودماء ابناءه وبوحدته ولحمة مكوناته.
نعم, لم يعد يخفى على ابسط البسطاء تحول تلك القناة من النقيض الى النقيض ومن اقصى المواقف الى اقصاها حيث مسك العصا من وسطها لم يعد يحقق المصالح الرخيصة والضيقة, وحيث الجهد من اجل اصلاح ذات البين لم يكن يوما لغير الصادقين المعتدلين الوطينيين الذين يضعون نصب اعينهم رضى الله والضمائر ووحدة الوطن والشعب ودماء الابرياء المغرر بهم من ابناء العراق الذي اصبحو يرونه فريسة يطمعون كما  غيرهم بالحصول على اكبر قدرٍ ممكن من لحمها.
اليوم, ودون ادنى حياء او مبادئ او خجل ينبري كادر الشرقية من مذيعين ومذيعات ومقدمي برامج لاحقاق الباطل وابطال الحق, ومؤكدٌ ان الهدف لم يتغير, فلم يكن هؤلاء المأجورون قبل ايام يدافعون عن جهة من اجل الحقيقة, كما ان وقوفهم اليوم على نقيض ماكانو عليه هو ايضاً يصب في نفس مسارهم المبني على مصالح غير نضيفة, فهم اداوات لمن يشتريهم بعيداً عن المصداقية والحق والمبادئ. وللأسف اقول, حتى  برامجهم التي  كان ضاهرها انسانياَ وفرحنا به تأكد الان أنه دعائيٌ رخيص.
اتمنى ان يقرأ كلامي هذا اصدقائي الذين كان يضيرهم حديثي عن قناة الشرقية عندما كانت تقف الى جانت المحافظات الثائرة باسلوب ليس هدفه الحق والحقيقة بل اثارة الحساسيات ضد الحكومة والطعن بها لاغراضهم الرخيصة وهاهم الان يقفون وقفه الباطل بالاتجاه المعاكس لما كانو عليه ولنفس تلك الاغراض بعدما تاكد لكل الناس انهم غيروا سترتيجياتهم القلقة بثمن. كما ارجو من الذين كانو لا يستسيغون التوجه السابق لتلك القناة  ان لا يغيرو رائيهم في سوء تلك القناة والقائمين عليها وان يعيدو الاطلاع على ما كان يصدر عن هؤلاء البهلوانات (مذيعي ومذيعات ومقدمي برامج الشرقية نيوز) قبل انقلابهم على انفسهم, فالداوفع لم تتغير لانها والقائمين عليها لا  تحكمها المبادئ بل هم أناس مرحليون يتقلبون من اقصى اليسار الى اقصى اليمين دون ان يكونوا يوماً ( ولن يكونوا ) في حالة التوسط والاعتدال.
في الوقت نفسه انصح مذيعي ومذيعات قناة الشرقية الى ترك مواقعهم والتحول الى التمثيل الذي لا يوجب عليهم تجسيد قناعاتهم بل القيام بدور الشخصية التي يجسدونها حفاظاً على شرفهم الوظيفي الذي اهتز في عيون المشاهدين الى حد الاستخفاف والأسف .
هاهي قناة الشرقية تحتضر بعد عنفوانها الذي مع اني لم اتفق معه إلا أنه كان يبدو لي توجهاً تحكمه قناعات ومبادئ . نعم, وهي في تحول مريب تلصق طوال مدة بثها صورة السيد المالكي على شاشتها وتتحدث بأسمه وتسوق خطاباته التي انكشف زيفها للقاصي والداني بما يربو على ما كانت عليه صورة صدام حسين تحتل شاشة تلفزيون بغداد, وها هو المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء السيد علي الموسوي يصول ويجول على شاشتها وكأن الاستاذ البزاز بكل تاريخه وامجاده ليس سوى بيدق يتحرك بين اصابع المستشار.
في الختام أوجه كلامي ( ناصحاً ) الى الاستاذ سعد البزاز..
أليس من المؤسف أن تختزل أمجادك التي بنيتها عبر عقود من الزمن في موقف غير محسوب ( اوحسب خطأ ) وبغفلة من الزمن لتضيع في هذا الانقلاب الشنيع؟!
ماهكذا تورد يا سعد الابل !!
أصحو من هذا الصعقة التي اصابتك من بريق لايعدو ومضةً اصابت بصيرتك ولن تدوم غير لحضة غفلة.. و أعلم أن ما أنت مقدم عليه ستكون الخاسر الاول فيه و انك لو اصبحت به رئيساً للعراق حتى اللا نهاية سوف لن يساوي عشر معشار خسارتك وأنت تهدم تاريخك المهني العريق, مع أن الصفقة لا تحتملُ أكثر من أن تجعلك وزيراً للأعلام ( مثلاً ) منصبً مغمساً بدماء اهلك العراقيين ستلاحقك به لعنة كل نخلة عراقية و كل قطرة ماء من دجلة والفرات وشط العرب وكل ذرة تراب من وطنك الجريح ألذي لم يكن يليق بك أن تكون جزءاً من البورصة ألتي أنشأت لبيعه بأبخس ثمن ..

أحدث المقالات