عام 1997، انتشر اسم السيد محمد محمد صادق الصدر (رض).. وصارت مواقفه وأخباره فاكهة الموظفين في دائرتنا..يتناولها الكثير.. ممن لا يجد طعاما يتناوله في سنوات الحصار..والتي أذابت الشحم.. وأذلت مترفين.. وسحقت المواطنين..
كانت مؤسستنا الصناعية الضخمة، وقد وصل تعداد منتسبيها اكثر من ثلاثة الاف..مسرحا لصراع كلامي وجدال انفعالي بين من يدافع عن (الصدر) ومن يتهمه..
ولاول مرة يقف حزب السلطة متفرجا..ولا يفهم ماذا يحصل!!
واشتد الصراع..لاحقا..بعد اقامة صلاة الجمعة من قبل السيد الصدر..بين المؤيدين لها والمعارضين!!
ولان الانتاج..تقريبا.. شبه متوقف، بسبب الحصار الاقتصادي، الذي فرضته الامم المتحدة، ولعدم وصول المواد الاولية، حصل فراغ عند الموظفين لساعات طويلة، ملئت بالنقاش الديني، والشجار حول السيد الصدر..
فضلا عن (تكريز) حب الشمسي (حب عباد الشمس) الرخيص السعر..والذي انتشرت تجارته داخل المؤسسات والدوائر حينها.. مع بيع السكائر بالمفرد..
كنت..غالبا، اجلس مع المهندس سعد السعد، ابن الوزير حسين السعد (من وزراء الملكية)..وهو شخصا خبيرا ومتحضرا الى حد بعيد.. وكان شجاع وجريء ومستقل سياسيا، ويسخر من السلطة وحزبها..وفي حديثه، غالبا، يستهزيء بالديكتاتور (صدام) ..
كذلك، كان الاخ سعد يسخر من جماعة المعارضة، ويسميهم جماعة ابو ابريج (ابو ابريق)..وهويقول: يمكن الاستعاضة عن الابريق بالحنفية (الصنبور)..يقصد عند الوضوء..
وهو بذلك يتهم المعارضة العراقية بالتخلف والتقليدية، في اسلوب العمل..وكنت اعارضه وادافع عنهم..واعتقدت بمشروعيتهم وقدسيتهم..!!
وكان يقول: ستثبت لك الايام صحة كلامي!! سترى ان جماعة أبو ابريج ما يصير برأسهم خير..
والشيء الغريب..ان المهندس سعد ..أتخذ موقفا ايجابيا من حركة السيد الصدر، وصار مدافعا عنه..وكان يتابع فتاوى السيد الصدر..
واخبرني سعد، انه راسل السيد الصدر عن طريق سكرتيره (سكرتير سعد) المرحوم عبد الكريم (ابو احمد) وكان على اتصال بالشيخ قاسم الطائي، حينها..لاخذ راي السيد في موضوع ترك الدوام والاستقالة..وفهمت لاحقا، ان السيد امره بالاستقالة..وقد استقال سعد..
الا ان النقاش بين الصدريين وغيرهم لم ينتهي.. واصبحت له مقرات ورموز..
ومن تلك القيادات النقاشية، ملاحظ فني اسمه عادل ..من اهالي المسيب، وكان متحمسا للدفاع عن السيد الصدر، الى حد بعيد..وكان من ابرع الفنيين في قسم صيانة العدة، وعنده امكانية ان ينجز ابعاد بدقة مايكرونية..
وحصلت نقاشات عديدة بيننا، لاني اشكك في كل ما يطرحه، لاجل التحقق، الا ان اجاباته كانت موضوعية، وياتي لي بنصوص كلام السيد الصدر..وله دور في توضيح بعض الامور لي ..وازالة عدد من الشبهات..
ثم حصلت الجريمة البشعة من قبل الديكتاتور..وقتل السيد الصدر عام 1999..
ويبدو ان عادل شارك في عمليات ضد حزب السلطة.. وكان يأتي لي بإخبار خطيرة وعمليات ضد الرفاق (اعضاء حزب السلطة).. وكان يشيد بشجاعة السيد مقتدى الصدر..
وصار يتحدث كثيرا عن السيد مقتدى..وكيف واجه ازلام السلطة في الفاتحة.. وكيف (يهج) ازلام السلطة الذين يتبعوه باستمرار..
وافادني عادل، كثيرا، في التعرف على ما يجري من تحركات صدرية ضد الحكومة، حينها، والتعرف على ما يدور في النجف وعن سفر السيد جعفر..اوما يفعله السيد مقتدى..
ثم نقل لي حادثة قتل الشيخ النعماني، وانه قد قبضت عليه المعارضة العراقية على الحدود الايرانية وسلمته الى سلطة صدام ..ليقوم باعدامه..
وتذكرت كلام المهندس سعد عن (ابو ابريج)..