جاءت نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من اكتوبر الماضي محملة بالعديد من المتغيرات بالنسبة لترتيب القوى السياسية ، لكن المتغير الاكبر والاهم كان بحصول المستقلين على اكثر من ٤٢ مقعد مع إقرار الترشيح الفردي وبدفع من رغبة الجمهور بالتغيير… فماذا فعل المستقلون؟ وهل هم على قدر المسؤولية التي انيطت بهم؟ وهل يتوحدون ويشكلون قوة ضاغطة في البرلمان القادم ام ينغمسون في مزايا السلطة وتذهب ريحهم متفرقين دون وجهة؟؟؟.
لقد حقق المستقلون تواجدا وظهورا في الساحة بعد اعلان النتائج؛ مع بعض القوى الصغيرة منها تحديدا الجيل الجديد صاحب الثمانية مقاعد؛ وبأسماء مثل الكتلة الشعبية المستقلة ب ٣٠ مقعد وحركة امتداد بتسع مقاعد واشراقة كانون بست مقاعد ولو جمعناها لشكلوا ٥٣ نائبا مستقلا لو تجمعوا لكان له خطا جديدا وصوتا مدويا في البرلمان القادم.
لكن الجلسة الاولى في تسمية الرئاسات اظهرت ضعف المستقلين وتشتتهم وغير بعض الحركات الاستعراضية فانهم لم يكن لهم وجود يذكر لا في مفاوضة القوى الكبيرة ولا في كسر النصاب وكان بامكانهم ذلك… ولو حدث لشكلوا جماعة ضغط مهمة يحسب لها الف حساب ومن اليوم الاول.
واليوم نشهد انشقاقات واستقالات في قوى المستقلين نفسها مثل الكتلة الشعبية المستقلة وحركة امتداد ، فهل فشلت التجربة ام هناك امل؟. ان رغبة الجمهور بالتغيير اولا؛ وعدم وجود قوى سياسية جديدة في الساحة ثانيا؛ هي من دفعت بالمستقلين الى قبة البرلمان ، لذلك فان الأمل ما زال معلقا عليهم للنهوض بواجباتهم بتحقيق آمال وتطلعات ناخبيهم من خلال وحدة الخطاب والموقف اولا؛ ومفاتحة نواب كوتا المكونات ثانيا؛ وتشكيل اطار سياسي يضم كل المستقلين ثالثا؛ هي الفرصة الوحيدة امام المستقلين للنهوض بدورهم المطلوب قبل ان تذهب ريحهم وتجربتهم التي ما زالت في بدايتها لكنها مخيبة للامال.