يعد شارع المتنبي رئة العراق الثقافية والجامع للكثير من الشواخص المهمة في تاريخ العراق الحديث والتي أدت وظائف متعددة وشاهدت الكثير من الإحداث “مقهى الشاهبندر و بناية القشلة(ابرز ما شهدت تتويج الملك فيصل الأول عام 1921 ملكاً على العراق) و البيت الثقافي وسوق السراي(الوراقين)” هذا الشارع الصاخب على كتف نهر دجلة من جانب الرصافة, يجده المثقفين بكل أطيافهم ملاذ امن ومتنفس نقي من أدران و ضجيج السياسة المرتبكة وما يرافقها من تناقضات وفساد, و لم يقتصر على شريحة المثقفين فقد استقطب شريحة الشباب المثقف الواعي والمتطلع لغدا أفضل, ناهيك عن توافد عامة الناس والعوائل لما يتمتع بموقع جغرافي مميز يجعله مكان للجذب السياحي, هذا الرصيد الجماهير الكبير والنخبة المثقفة والشباب يسال لها اللعاب هذه الفترة ويفتح القرائح.
العلاقة مع الرواد(مربط الفرس)
شارع المتنبي وشواخصه يعرفون روادهم كما يعرفون الكتب والأشجار والساعة والنهر والزورق لذلك تراه ينثر الابتسامة على محيى رواده في أيام الجمع من كل أسبوع ويشاركهم بأكل كبة السراي وشاي الشابندر, هذه الأيام بدأت اشعر بانه “المتنبي ” منزعج بعض الشئ عازف عن مشاركة الرواد الأمر الذي دعاني استفسر من زملائي الكتاب الحمراني وعبد مطلك عن سبب هذا الانزعاج وقلت قد يكون شاعرنا الكبير “(المتنبي ) لا يرتاح لمجيئنا,قالوا بسخرية الرونك سايد (يا حظي ما تدري مو السياسيين تحولوا بقدرة قادر مثقفين هذه الأيام)عرفت بعدها سبب الزعل,وعرفت بأنه عرف سر وغاية تواجد بعض السياسيين هذه الأيام لتقرب من هذا الحشد الكبير والتقرب من الشريحة المهمة كون الانتخابات البرلمانية دخلت في عدها التنازلي والأخوان يريدون البقاء على “الكرسي الملعون” الى ما شاء الله, رغم السنوات العجاف التي مر بها البلد في ظل الميزانيات الانفجارية ولا يوجد شيء على ارض الواقع , نعم سيبقى الفاسد الى قيام الساعة أذا لم يشارك الشعب بالانتخابات وينتخب الأصلح, وطمئن قلبي وعرفت بان الأخ” المتنبي ” صحاب التجربة الكبيرة محق في زعله فهو العارف بفنون اللعبة السياسية أكثر من كل الشوارع الأخرى فقد تواترت عليه الكثير من الأحداث وشهدا الكثير من الحكومات وتعلم (دروس الفبركة والتكتكة من حكومات الباشا السعيد الذي سمته المسس بيل ثعلب السياسة) وعرف بان الزيارة الطارئة هي من اجل الكسب الانتخابي ومن بعدها يقولون كما قال احد “الأشخاص” عندما كان يقرءا القرآن وابلغوه بتولي السلطة قال هذا فراق بيني وبينك.