18 ديسمبر، 2024 10:18 م

بيان شوشا التاريخي رمز العلاقة الأخوية الأبدية بين تركيا وأذربيجان

بيان شوشا التاريخي رمز العلاقة الأخوية الأبدية بين تركيا وأذربيجان

بيان شوشا التاريخي بين تركيا و أذربيجان هو أثمن بيان في تاريخ العلاقة الاخوية الأذربيجانية التركية. من واجب الجميع في كلا الدولتين ليس حماية قيم الاخوة بين البلدين، بل الدفاع عنها في أي لحظة إذا لزم الأمر

انطلاقا من روابط الصداقة والأخوة بين البلدين وشعبيهما، تشدد البيان على أن الارتقاء بالعلاقات التركية الأذربيجانية إلى مستوى نوعي جديد من التحالف يخدم مصالح البلدين والشعبين، وذلك عبر اتفاقية تطوير الصداقة والتعاون متعدد الأوجه بين جمهوريتي تركيا وأذربيجان وإدراكا لأهمية تضافر الفرص والإمكانيات لدى البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والثقافية والإنسانية والصحية والتعليمية والاجتماعية والشبابية والرياضية، تم التأكيد على أهمية استمرار الجهود المشتركة في تحقيق السلام والاستقرار والأمن على الصعيدين العالمي والإقليمي وفقا لمبادئ وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
هذا البيان تم توقيعه في مدينة شوشا الاذربيجانية المحررة من احتلال الارميني الغاشم هذا الاعلان تحمل أهمية خاصة بالنسبة للاشقاء في أذربيجان والعالم التركي أجمع. الأهمية الاستراتيجية لمدينة شوشة ، إذ أن من يسيطر عليها يمكنه السيطرة على إقليم قره باغ بأكمله وتوقيع هذا البيان في شوشا المحررة من الاحتلال الأرميني، لتأكيد أهمية المدينة التي تعتبر المهد الثقافي القديم لأذربيجان والعالم التركي ككل.
مدينة شوشا ليست مجرد مدينة أذربيجانية،على ارتفاع نحو 1600 متر فوق مستوى سطح البحر، تقع شوشة، وهي تشتهر بجمالها الطبيعي وينابيعها الساخنة وتحتل هذه المدينة أهمية خاصة لكل سكان أذربيجان، بما تزخر به من معالم تاريخية عديدة فهي رمز للحضارة لما تحتويه من معالم تاريخية، و”مهد الموسيقى الأذربيجانية”ومن هؤلاء: جبار قارياغدي أوغلو، وقربان بيريموف، وبلبل، وسيد شوشينسكي، وخان شوشينكي، وعزير حاجبيوف، ورشيد بهبودوف، ونيازي، وفكرت أميروف، ومسقط رأس العديد من العلماء والشخصيات الثقافية البارزة والمفكرين والكتاب والشعراء ومن أبرزهم: خورشیدبانو ناتوان، وقاسم بك ذاكر، وسليمان ثاني آخوندوف، وعبد الرحيم حق ويردييف، ونجف بك وزيروف..
وتعد هذه المدينة أيضا أحد أبرز الرموز التاريخية لأذربيجان وثقافتها، وتتمتع بأهمية استراتيجية بفضل موقعها الجغرافي المهيمن على المنطقة ووجودها على الطريق المؤدية إلى مدينة خانكندي، أكبر مدينة في منطقة “قره باغ” الاذربيجانية . ووفق مصادر تاريخية، تأسست مدينة شوشا عام 1752 على يد مؤسس خانية “قره باغ” التركية، “بناه علي‌ خان جوانشیر”.
خلال حقبة السوفيتي الشيوعية، كانت مدينة شوشا من أكثر المدن استضافة للسياح من جميع انحاء جمهوريات السوفيتية، هذه المدينة اشتهرت بانهارها وينابيعها العلاجية وموقعها الطبيعي الرائع الذي يشبه قلعة حصينة، فضلا انها كانت مركزا للألعاب الرياضية الشعبية، وعلى رأسها سباق الخيول الوطنية الاصيلة.
لهذه الأهمية الاستراتيجية لمدينة شوشا اصبحت المدينة أحد الأهداف الرئيسية لأرمينيا منذ تفكك الاتحاد السوفيتي بداية تسعينيات القرن الماضي،عند مهاجمتها الأراضي الأذربيجانية.في عام 1991، احتلت العصابات الأرمينية مدينة خانكندي، ثم احتلت مدينة خوجالي المجاورة وارتكبت هذه القوات في خوجالي مجزرة مروعة راح ضحيتها 613 مدنيا، بينهم أطفال ونساء في 26 فبراير/ 1992. ومن ثم احتلت القوات الارمينية المدعومة من بقايا الجيش الاحمر السوفيتي مدينة شوشا في 8 مايو/ أيار 1992.
من أجل مدينة شوشا والدفاع عنها، استشهد مئات الأذربيجانيين، وتسبب الاحتلال بخسارة كبيرة للاقتصاد الأذربيجاني، واضطر الآلاف للنزوح عن ديارهم. حيث دمرت العصابات وقوات الاحتلال الأرمينية أكثر من 300 معلم ديني وتاريخي إسلامي، وجلبت الجاليات الأرمينية من سوريا ولبنان والعراق ومن دول أخرى وتوطينهم في شوشا، التي كان يعيش فيها أكثر من 30 ألف أذربيجاني قبل الاحتلال.
تحرير المدينة خلال 44 يوم في حرب قره باغ الثانية وتوقيع على بيان بين تركيا وأذربيجان له اهمية خاصة للبلدين حيث يعتبر بيان شوشا الذي وصفه الرئيس التركي أردوغان بأنه “خارطة طريق مستقبلية لعلاقات البلدين” استمراراً لجهود الدولتين لمواصلة توحيد قدراتهما وإمكاناتهما في كل المجالات، عقب حرب قره باغ الثانية.
يعتبر الإعلان أيضاً بمثابة اعتراف وامتنان من قبل باكو للدور الحاسم الذي لعبته أنقرة في دعم أذربيجان لتحرير أراضيها من الاحتلال الأرميني، في وقت فشل فيه كل أصدقاء باكو في الشرق والغرب في مساعدتها في هذا الملف خلال العقود الثلاثة الماضية.