25 فبراير، 2025 8:21 م

فيلم bewafa.. هل تقديس الأمومة قد يحرم المرأة من حقها في الحب؟

فيلم bewafa.. هل تقديس الأمومة قد يحرم المرأة من حقها في الحب؟

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم bewafa  أو “غير مخلص”، فيلم هندي رومانسي يحكي عن تضحية فتاة بحياتها الخاصة وبحبها لكي تربي طفلتي أختها الكبيرة التي ماتت، حيث يطلب منها أبواها أن تتزوج بزوج أختها المتوفاة وتنفذ رغبتهما على حساب حياتها.

الحكاية..

يبدأ الفيلم ب”أنجالي” و”أرتي” أختان هنديتان تعيشان في كندا مع أمهما المولودة في كندا وأبوهما الهندي، “أرتي” متزوجة وتنتظر قدوم توأم و”أنجالي” تحب مغنى مبتدئ يدعى “رجا”، لكنها تخاف من أن يرفض والدها زواجها منه، و”أرتي” زوجها رجل أعمال هندي يدعى “أديتيا”. وأثناء الولادة تموت “أرتي” وهي تلد طفلتيها التوأم، ويتمنى والدا “أنجالي” أن تتزوج ابنتهما من زوج “أرتي” لتربي الطفلتان، وتوافق “أنجالي” على الفور وبدون تفكير، وتذهب إلى الهند لتعيش في منزل “أديتيا” لكنها بعد الزواج تكتشف أنها وضعت نفسها في وضع بائس، لأن “أديتيا” لا ينتبه لها ولا يهتم بها ويعيش حزنه على زوجته “أرتي”.

ظل للأخت..

تحاول “أنجالي” أن تتشبه ب”أرتي” حتى ينتبه إليها “أديتيا” لكنه لا يهتم، بل ويوبخها على محاولتها التشبه ب”أرتي” طوال الوقت، ويلومها على أنها دوما ما تقارن نفسها ب”أرتي” ويطلب منها أن تكون نفسها.

زوج وعشيق..

ثم يتحول الفيلم تحول مفاجئ من مشكلة “أنجالي” التي تحاول لفت انتباه زوجها والتي تعاني من الوحدة لغيابه الطويل وعدم انتباهه لها، إلى مشكلة أخرى حيث تذهب إلى المطار لتوديع زوجها الذي يسافر في رحلة عمل إلى ألمانيا، لتفاجئ ب”رجا” في المطار وتحاول الاختباء منه لكنه يراها، ويطلب منها أن تقابله.

وتقابله ويعاتبها على تركها له دون أي اعتذار أو تفسير متوقعا أنها متزوجة وتعيش سعيدة، لكنها تخبره أنها تعيسة في زواجها وأنها ضحت لأجل طفلتي أختها المتوفاة ويعودان لبعضهما ويتقابلان في السر.

ثم يعود “أديتيا” ويبدأ في إظهار الاهتمام بها، ويعرفها على صديقين له زوج وزوجة، ثم تجد “أنجالي” صديقي “أديتيا” في كل مكان تذهب فيه لتقابل “رجا”، وتبدأ زوجة الصديق في التلميح لها بأنها تعرف أنها تتخذ عشيقا بجانب زوجها، وترتعب “أنجالي” وتصارح “رجا” الذي يحاول طمأنتها ويطالبها بأن تتخذ خيارا وتترك زوجها وتتزوج منه، لكنها تظهر ترددا، وتؤجل لأقصى ما تستطيع، وتخبر “رجا” أن “أديتيا” يريد أن يسافر في رحلة حول العالم بصحبتها وأنها سترفض بسبب مدرسة الطفلتين، ويشجعها “رجا” ويطلب منها مرة أخرى أن تترك كل هذا وتكون معه لكنها تتردد.

الآباء وقيم المجتمع..

ثم يشتد الخناق عليها حين يضايقها صديقي “أديتيا” بالتلميحات، وتظل خائفة من أن يكتشف أنها تحب “رجا”، ثم يطلب منها “رجا” أن تعود معه إلى مونتريال كندا، ويستعيدا حياتهما ويعيشان معا، ويخبرها أنه سيحجز لها تذكرة لتسافر معه.

ثم تعود إلى المنزل لتجد والداها ينتظرانها ويخبراها أنهما سيزوران المعبد لكي يتمنيا لها حياة زوجية سعيدة، ويشكرها أبوها لأنها حققت حلمه وأنها كانت إما وزوجة صالحة وأنها استطاعت أن تحافظ على المنزل وترعى الطفلتين كما ينبغي، ويؤكد أنه فخور بها هو ووالدتها، ويؤثر هذا الكلام على “أنجالي” كثيرا فتقرر أن تترك “رجا” مرة أخرى لأجل حياتها الزوجية وأمومتها للطفلتين.

وينهار “رجا”، ويغضب ويهددها أنه سيفسد حياتها الزوجية، ويغني في الحفلة التي تحضرها هي وزوجها والصديقين ويتهمها بأنها غير مخلصة، وأنها أحرقت قلبه، ويترك “أديتيا” الحفلة ويصطحب “أنجالي”، ثم يترك الصديقين الحفلة ويلاحقهما “رجا” ويضرب الصديق، فيتوقف “أديتيا” بسيارته ويخبر “رجا” أنه كان يعلم بأمر علاقته ب”أنجالي” منذ البداية.

اختيار الأمومة..

ويذهب الجميع إلى منزل “أديتيا” ويعترف أنه كان يعرف أن “أنجالي” عادت لحبيبها القديم، وأنه استفاق لنفسه وقرر أن يعاملها كزوجة بعد ثلاث سنوات من تجاهلها والغرق في أحزانه على وفاة “أرتي”، وأنه حين استفاق وجد أنها تضيع من يديه، وأنه استعان بصديقيه لكي يحاول استعادة “أنجالي”، لكنه لا يلومها ولا يعتبرها مذنبة، وإنما يترك لها حرية الاختيار بين حياتها معه وبين العودة إلى “رجا”.

ويتكلم “رجا” الذي يخبرها أمام الجميع أنه يعشقها وأنه يتمنى أن تختار العيش معه، لكن “أنجالي” تقول له أن الزوجة ربما تكون خائنة وكلك العشيقة وإنما الأم لا يمكن أن تكون خائنة، وهي تعتبر نفسها إما للطفلتين اللتان ولدتهما أختها “أرتي”، ولن تستطيع خيانتهما وتركهما لتحرما مرة أخرى من أمهما.

يبجل الجميع قرار “أنجالي” حتى “رجا” نفسه، ويقبل بقرارها ويقرر العودة إلى كندا، ويتقابل “أديتيا” وأنجالي” و”رجا” والصديق مرة أخرى في المطار، حيث يذهب “رجا” إلى كندا ليستأنف حياته وعمله. ويخاطب “رجا” الجمهور في نهاية الفيلم بعد أن يودع “أنجالي” وزوجها بود ومحبة، ويعترف للجمهور أنه سيبدأ حياته من البداية، وسينتظر حبيبة تريده وتختاره وتحبه، وأن التمسك بالحب الأول واعتباره الحب الوحيد أمر لا معنى له، لأن الله يختار لنا ما هو في صالحنا. وينتهي الفيلم على ذلك.

الإخراج جيد، وتتخلل الفيلم أغنيات ساحرة وموسيقى عذبة وكلمات عن الحب والعشق، حيث تتصل الأغاني بالدراما داخل الفيلم وتكملها، كما كان أداء الممثلين بارعا.

تقديس الأمومة وظلم المرأة..

لكن القصة نفسها ربما تكون ظالمة للمرأة حين يطلب منها أن تتخلى عن حياتها الشخصية وحبها لأجل تربية طفلتي أختها المتوفاة، وكأنها مفروض عليها أن تضحي لأجل سعادة الآخرين، وشعرت أن المجتمع الهندي يعلي من شأن الجماعة على حساب الفرد، فالجميع يحتفي ب”أنجالي” حين تختار أن تتزوج بزوج أختها، ويلومونها حين تضعف وتشتاق وتحن لحبيبها القديم. وهناك تقديس مبالغ فيه للزوج وللحياة الزوجية حتى وإن انبنت على فكرة مثالية وهمية، وكأن الزواج ليس شرطا أن ينبنى على علاقة حب قوية وإنما لأغراض أخرى يقدسها المجتمع ويبجلها. مثل الأمومة ورعاية الأطفال.

حتى حين ظلمت “أنجالي” وعاشت ثلاث سنوات من الوحدة والتجاهل لم يلوم الفيلم الزوج وإنما أعطاه الحق أن يعود لزوجته على راحته ولم يحاسبه على إهماله، فهذا الفيلم يدعم الأفكار الذكورية والسلطة الذكورية بدعوى التضحية والأمومة المقدسة، في حين أن “أنجالي” كان من الممكن أن تعيش حياتها وأن يتزوج “أديتيا” من أية سيدة وتكون إما لطفلتيه وتربيهما كما يجب. لكنه مع ذلك أعطى حق الاختيار ل”أنجالي” أعطاها الحرية الكاملة، وقيدها من ناحية القيم والعادات ورضى الجماعة وقبولها.

كما برع الفيلم حين صور إحساس “أنجالي” تجاه أختها فهي تحبها كثيرا وتبجل ذكراها، لكنها تشعر بصراعات داخلية لكونها أنثى مهملة وأنها بديل للأخت وليست زوجة بالمعنى الحقيقي، وينعكس ذلك على تصرفاتها فتحاول التماهي مع صورة الأخت التي كانت مقربة لها وتحبها كثيرا، فترضى أن تكون ظلا لها  بدلا من أن تكرهها وتشعر بالمنافسة من ناحيتها، تقلدها فيما كانت تفعله لتحل محلها في قلب زوجها أو على الأقل تجد الحب الذي أحبه لها زوجها وتلمسه.

الفيلم..

فيلم درامي رومانسي موسيقي هندي صدر في2005، إخراج “دارميش دارشان”، كتب بواسطة “دارميش دارشان”، حوار “راج سينها”، سيناريو “روبن بهات”، إنتاج “بوني كابور” والموسيقى من تأليف “نديم شرافان”. كان ألبوم الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم هو ثاني أكثر الألبومات مبيعًا لهذا العام..

وتمثيل:

أنيل كابور بدور أديتيا.

أكشاي كومار بدور راجانت كابور (رجا).

كارينا كابور بدور أنجالي فارما ساهاني.

سوشميتا سين بدور آرتي فارما ساهاني.

مانوج باجباي بدور ديل أرورا.

شاميتا شيتي بدور بالافي أرورا.

كبير بيدي في دور أمباركانت فارما، والد أنجالي.

نفيسة علي بدور السيدة فارما والدة أنجالي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة