مهما كان الجهاد سامياً, فإن الثبات لتحقيق الهدف هو الأسمى, حيث يبقى خالداً في صفحات التأريخ.
لقد جاد علينا الباري جل شأنه, بمن يمتلكون فكراً جهادياً حكماء, ما يجعلنا كعراقيين, أن نفتخر بالمسير على خطاهم, والتحلي بالثبات على المبادئ, التي خطوها لتكون نبراساُ, للهداية وتحقيق الأهداف, التي جاهدوا من أجلها.
خلال قراءتنا للتأريخ المعاصر, وجدنا كثيراً ممن قالوا بالجهاد, ولكن ليس كل القول يؤخذ به, مالم يكن ذلك الفِكر مصحوباً بالقول والفِعل, فالمجاهد يجب أن تتوافر فيه مؤهلات, تميزه عن غيره, ومنها عدم الظلم, والسكوت عن الظالم, والتصدي للطواغيت وإنصاف الشعوب, والعمل على تحرير المضطهدين, باستخدام كل الوسائل المتاحة, وإن كلف ذلك التضحيات, فلا قيمة للحياة, إن لم يكن شيئاً نناضل من أجله.
السياسة علم من العلوم, وهو جزء من الدين, ويقع ضمن أبواب المعاملات, وبما أننا شعب مسلم, فإن التوجه العام, يرى من رجل الدين, المثل الأعلى للجهاد الحقيقي, والتصدي للظلم والطغيان, ومن هذا المنطلق السامي, فقد ظهر أبرز المجاهدين, من رَحم المرجعية الدينية العليا, في النجف الأشرف, من عائلة آل الحكيم, متمثلة بابن زعيم الأمة, السيد محمـد باقر الحكيم قدس سره, وبالنظر لحكم العراق حينها لأعتى طاغية, في ذلك الحين, قدمت تلك العائلة التضحيات الجسام, فقد بلغ عدد الشهداء, أكثر من ستين شهيداً بحكم الإعدام, غير السجناء والمهاجرين.
أخذ السيد محمـد باقر الحكيم, عليه الرحمة والرضوان, على عاتقه قيادة حركة الجهاد, ضد الحكم الطاغوت المجرم, ليخط في صفحات التأريخ ملحمة خالدة, مليئة بالوعي والتخطيط لتحرير الشعب, بدءً من فئة الأغلبية المظلومة, شاملاً كل مكونات المجتمع, مؤكداً على وحدة الكلمة, في خطابات متعددة, للمعارضين لنظام البعث, ورص الصفوف فيما يخص الشعب المظلوم, من أجل الخلاص من النظام الجائر, الذي أوغل في القتل والتشريد, طال الملايين من الشعب العراقي.
كان دور السيد شهيد المحراب عليه الرحمة, بعد هزيمة صدام من الكويت عام 1991م, دوراً متميزاً بقيادته للانتفاضة الشعبانية, فكانت قوات بدر المجاهدة, الجناح المسح للمجلس الأعلى, هي الوحيدة من قوى المعارضة, التي دخلت العراق, من جنوبه حتى وصلت, لمشارف العاصمة بغداد, لولا السماح للطائرات السمتية, والصواريخ والمدفعية الثقيلة والدروع, وتم إجهاض تلك الانتفاضة, لينسحب خوفاً على أرواح الأبرياء, حيث رفع النظام ألصدامي شعار( لا شيعة بعد اليوم).
لم يمر على العراق الصابر, قائداً يمتلك من القدرة على التصدي والثبات, كالسيد محمـد باقر الحكيم, وقد كشف الممارسات الطائفية للنظام, حيث صرح المجرم عزت الدوري, بوصفه للانتفاضة الشعبانية قائلاً” إن صفحة الغدر والخيانة, تريد أن تقتل السنة في العراق, وإنها انتفاضة كردية شيعية” فقد كانت الطائفية تسري بعروقهم.
كشفت خطابات السيد شهيد المحراب, جرائم النظام ألصدامي عالمياً, ما جعل ذلك مقابلته, الأمين العام للأمم المتحدة, فكان أول عمامة أوصلت, صوت المظلومين من الشعب العراقي, فتصدر اسمه قائمة الأحزاب المعارضة.
ختاماً لهذا المقال كان لشهيد المحراب, رأيا لا يُرد عند أغلب جهات المعارضة العراقية, ما جعل حبه يسكن, أغلب قلوب العراقيين, وظهر ذلك واضحاً من أعداد المستقبلين له, بعد سقوط الصنم.