أنواع الفقر ودرجاته…الفقر المطلق: إنه يقوم على معيار أقل من مستوى الاستهلاك المطلوب لتلبية الاحتياجات الأساسية ،لذلك فإن الفقر يشير في هذا المعنى إلى حرمان الموارد الاقتصادية التي تمكنهم من تلبية احتياجاتهم الأساسية بطريقة مناسبة. وبعبارة أخرى ،فإن خط الفقر المطلق يساوي تلبية التكلفة الإجمالية لسلعة من السلع اللازمة لطلب المستهلك الأساسي.
الفقر النسبي: مع تغير الدخل من بلد لآخر ،ومن وقت لآخر يعتمد على تكلفة تلبية الاحتياجات المختلفة، وبالنظر إلى الفقر النسبي ،قد يكون لدى الفقراء في بلد ما أموالاً مقارنة ببلد آخر ،لذا يمكن للفقراء التقدم بطلب بمعنى أن الحنفي مصحوب بما يسمى الفقر النسبي.
الفقر المدقع: وهو يساوي الحد الأدنى لعدد السلع الغذائية الأساسية ،وبدون هذا الرقم ،يمكنه البقاء على قيد الحياة لفترة قصيرة فقط ،وشرح الصنبور كما كان من قبل.
الفقر المعدم ( الفاقة ): لم يذكر الفقراء أي شيء ،ما يسمى الفقر أو بؤس الفقراء.
تعرف على أهم موضوع عن التكنولوجيا وتأثيرها في حياتنا من خلال قراءة هذا الموضوع: موضوع عن التكنولوجيا في حياتنا والجانب السلبي للتكنولوجيا الحديثة في حياتنا
أسباب الفقر وعلاجه
عدم توفُّر الماء والغذاء الكافيين
يعاني أكثر من 800 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الجوع والفقر ،ويفتقر أكثر من 2 مليار شخص إلى مياه الشرب الآمنة في منازلهم ،مما يجعل الجوع وانعدام الأمن المائي أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الفقر.
الحروب والكوارث
بسبب الظروف السياسية غير الآمنة ،هربت العديد من العائلات من منازلها وبيوتها وعملها تاركين أفرادها ،مما أدى إلى انتشار الفقر ،وخاصة بين المشردين ،وتوسع هذا الرأي ليشمل أولئك الذين عانوا من الحرب الأهلية البلد ،لأن هذه الحروب قللت من إنتاجيتها وقللت من نتائجها القومية.
ضعف التعليم
أحد أسباب انتشار وتفشي الفقر هو انخفاض مستوى التعليم ،ولكن هذا لا يعني أن جميع الأشخاص غير المتعلمين يعانون من الفقر ،ولكن ضعف التعليم عامل مهم يؤدي إلى الفقر ،خاصة لأن التعليم يجد وظيفة في العالم بوابة مهمة. .
الزراعة التقليدية
طورت البلدان المتقدمة الزراعة من خلال إنشاء قطاع زراعي أصغر وأكثر كفاءة ،ومع تقليص نطاق هذا القطاع ،يعمل العديد من العمال الريفيين والحضريين في القطاع الصناعي.
تدنّي الأجور
يُعتبر انعدام الدخل أو انخفاضهُ أحدّ العوامل المتسببة بالفقر، ويعزى انخفاض الدخل لانخفاض الحدّ الأدنى للأجور، أو الاضطرار الفرد للعمل في أعمال ذات أجور منخفضة .
تغيُّر المناخ
يشدد البنك الدولي على أنه مع زيادة تأثير الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات والعواصف على المجتمعات الفقيرة ،يمكن لتغير المناخ أن يحول حياة 100 مليون شخص إلى فقر مدقع خلال السنوات العشر القادمة.
تعرف على افضل موضوع تعبير عن الاسرة السعيدة مع العناصر الاساسية من خلال قراءة هذا الموضوع: موضوع تعبير عن الأسرة السعيدة مع العناصر الأساسية
أسباب الفقر في الإسلام
هناك أسباب وعوامل كثيرة تؤدي إلى الفقر ،بعضها يتعلق بالدول الإسلامية ،وقد تم شرح بعضها:
تجنّب دفع الزكاة وإهدارها ،وتحفيز الأغنياء على دفعها دون القيام بأعمال خيرية مرغوبة ،فهي من أهم الموارد للفقراء والمحتاجين ،فإنهم أولى بالزكاة ،لذلك يتم تحقيق الغني لديهم.
كنز المال، فهو محرّمٌ بنصّ القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه: (وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ)، خلافا لتصريحات العلماء حول معنى كنوز العملات ،يقترح بعض العلماء عدم الاستثمار فيها. إذا دفعوا ثمنا باهظا ،يستنتج آخرون أن كنوز المال لا تشمل الأموال التي تسببت فيها.
الربا ؛ له آثار سلبية كثيرة ؛ منها: المقرضون غير قادرين على العمل وكسب الرزق ،وحظر الفوائد الربوية على عملاتهم ،مما يؤدي إلى الإضرار بالإنتاج والاقتصاد.
جمع النفايات الفاخرة والباهظة ،وتغض الطرف عن أولئك الذين يسعون جاهدين لمتابعة بعض المتطلبات الأساسية. الاحتكار ؛ لأنه يرفع سعر السلع ،لا يمكن الحصول عليه إلا من خلال استهلاك كمية كبيرة من المدخرات.
تعرف على افضل موضوع عن دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الأمن من خلال قراءة هذا الموضوع: موضوع عن دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الأمن
حلول مقترحة للقضاء على الفقر
تشمل أهم الحلول والحيل التي يمكنها الحد من الفقر والقضاء عليه ما يلي:
توفير فرص عمل للفقراء والعاطلين حتى نساعد على ترقيتهم.
زيادة أجور العمال.
زيادة ائتمان ضريبة دخل العامل.
دعم مبدأ الأجر المتساوي للعمال مقابل العمل المتساوي، منح إجازة مدفوعة وإجازة مرضية مدفوعة.
وضع خطة عمل فعالة وذات مغزى.
رعاية الأطفال ذوي الجودة العالية من خلال الاستثمار في التعليم المبكر. توسيع التأمين والرعاية الطبية.
إصلاح نظام العدالة الجنائية.
للحصول على أفضل تعبير عن التعداد السكاني شاهد هذا الموضوع: موضوع تعبير عن التعداد السكاني بالعناصر والأفكار شامل
في الختام يجب علينا أن نسعى من أجل بناء مستوى معيشة جيد ويحب علينا أن نقدم المساعدة للفقراء والمحتاجين ،فإن واحدة من أبرز الأشياء التي تجعل الناس بحاجة إلى الآخرين ؛ المعاناة تجعله غير قادر على القيام بما يجب عليه فعله ؛ من أجل البقاء في حالات الطوارئ مثل الأمراض وحوادث المرور وما إلى ذلك في الانفجارات البركانية والزلازل وغيرها من الكوارث ،أو في بلدان معينة أو المنطقة ،الأفراد مسؤولون عن ضمان احتياجاتهم الخاصة ،ومعالجة أو بناء المنازل ،ولذلك يضطرون إلى طلب المساعدة من الآخرين.
فالإسلام دين الشفقة والتعاطف والرحمة ،ويفتح باب الخير للمسلمين في المجالات التالية: الزكاة والنذور، ومكافأة الله عظيمة لمن يقدم المساعدة لغيره وهو قادراً على فعل ذلك.
وقد جعل الله لمساعدة المحتاجين أجر كبير وعظيم ، كل ذلك لصالح الفقراء والمحتاجين ، ويعيدهم الله عز وجل إليهم بالخير والبركة ، ويلبي جميع احتياجاتهم ويفك ضيقهم ويزيد من سعادتهم في الدنيا والآخرة.
الفقر عرف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار أمريكي سنوياً وعددها 45 دولة معظمها في أفريقيا، منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنويا. برنامج الإنماء للأمم المتحدة يضيف معايير أخرى تعبر مباشرة عن مستوي رفاهية الإنسان وسبيل العيش هذا الدليل وسع دائرة الفقر بمفهوم نوعية الحياة لتضم داخلها 70 دولة من دول العالم، أي هناك حوالي 45% من الفقراء يعيشون في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء، ويكتفي هنا بذكر أن 30 مليون فرد يعيشون تحـت خط الفقـر في الولايات المتحدة الأمريكية (15 % من السكـان).
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين كثر الحديث عن الفقر والفقراء في أدبيات الأمم المتحدة بالتوسّع من الظاهرة الاجتماعية في المجتمع الواحد إلى الظاهرة العالمية بتصنيف البلدان إلى غنية وفقيرة وبتحديد مقاييس ومؤشرات الفقر في مستوى البلدان وكذلك الأفراد مع مراعاة النسبيّة، فالفقير في اليمن لا يُقاس بالمقاييس نفسها التي يقاس بها الفقير في أمريكا الشمالية.
وتم تحديد يوم 17-19 أكتوبر من عام 2008 م، كيوم عالمي للفقر من قبل هيئة الأمم المتحدة. غير ان عدد الفقراء انخفض في الأعوام 2005 – 2008 م، في الهند والصين، وذلك بفضل معدلات النمو العالية التي حققها هذان البلدن خلال السنوات الماضية.
يعد مقياس (فقر القدرة) مقابل لمؤشر التمنية البشرية حيث انه متوسط مرجح لثلاث مؤشرات تحاول تحديد شريحة البشر، التي لا تتمتع بهذه الخدمات الأساسية، من (التغذية – الجيدة – والصحة – والتعليم).
تضم دائرة الفقر مليار فرد في العالم بعد الهند والتي يقل فيها دخل الفرد عن 600 دولار سنوياً، ومنهم 630 ملـيون في فقر شـديـد (حيث متوسط دخل الفرد يقل عن 275 دولار سنوياً)، وإذا أتسعت الدائرة وفقا لمعايير التنمية البشرية لشملت ملياري فرد من حجم السكان في العالم البالغ حوالي 6 مليارات فرد، منهم مليار فرد غير قادرين على القراءة أو الكتابة، 1.5 مليار لا يحصلون علي مياه شرب نقية، وهناك طفل من كل ثلاثة يعاني من سوء التغذية، وهناك مليار فرد يعانون الجوع، وحوالي 13 مليون طفل في العالم يموتون سنوياً قبل اليوم الخامس من ميلادهم لسوء الرعاية أو سوء التغذية أو ضعف الحالة الصحية للطفل أو الأم نتيجة الفقر أو المرض. يختلف مفهوم الفقر باختلاف البلدان والثقافات والأزمنة ولا يوجد اتفاق دولي حول تعريف الفقر نظراً لتداخل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشكل ذلك التعريف وتؤثر عليه، إلا أنه هناك اتفاق بوجود ارتباط بين الفقر ولإشباع من الحاجات الأساسية المادية أو غير المادية، وعليه فهناك اتفاق حول مفهوم الفقر على أنه حالة من الحرمان المادي الذي يترجم بانخفاض استهلاك الغذاء، كما ونوعا، وتدني الوضع الصحي والمستوى التعليمي والوضع السكني، والحرمان من السلع المعمرة والأصول المادية الأخرى، وفقدان الضمانات لمواجهة الحالات الصعبة كالمرض والإعاقة والبطالة وغيرها. وللحرمان المادي انعكاسات تتمثل بأوجه أخرى للفقر كعدم الشعور بالأمان ضعف القدرة على اتخاذ القرارات وممارسة حرية الاختيار ومواجهة الصدمات الخارجية والداخلية. وبمفهوم مبسط للفقر يعد الفرد أو الأسرة يعيش ضمن إطار الفقر إذا كان الدخل المتأتي له غير كافٍ للحصول على أدنى مستوى من الضروريات للمحافظة على نشاطات حياته وحيويتها. للفقر العديد من التعريفات تبعث من منطلقات إيديولوجية واقتصادية وثقافية، وهو بشكل عام لا يمثل ظاهرة في المجتمع بل يترجم خلال ما في تنظيم هذا المجتمع. والفقر ليس صفة بل هو حالة يمر بها الفرد تبعا لمعايير محددة، فمثلا يعرف الفقر بمفهومه العام علي انه انخفاض مستوى المعيشة عن مستوى معين ضمن معايير اقتصادية واجتماعية. وعرف بشيء من التفصيل على «أنه الحالة الاقتصادية التي يفتقد فيها الفرد الدخل الكافي للحصول على المستويات الدنيا من الرعاية الصحية والغذاء والملبس والتعليم وكل ما يُعد من الاحتياجات الضرورية لتأمين مستوى لائق في الحياة». وفي ضوء الشِّرْعة الدولية لحقوق الإنسان، يمكن تعريف الفقر بأنه وضع إنساني قوامه الحرمان المستمر أو المزمن من الموارد، والإمكانات، والخيارات، والأمن، والقدرة على التمتع بمستوى معيشي لائق وكذلك من الحقوق المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية الأخرى. أما أنواع الفقر فقد حاولت العديد من الدراسات والبحوث أن تضع تصنيفات محددة لظاهرة الفقر، وقد اختلفت تلك التصنيفات، ومن أشهر تلك التصنيفات هو التصنيف على أساس مستوى الفقر الذي قسم الفقر إلى عدة مستويات وذلك لغرض قياسه كالفقر المطلق Absolute Poverty هو ” الحالة التي لا يستطيع فيها الإنسان عبر التصرف بدخله، الوصول إلى إشباع حاجاته الأساسية المتمثلة بالغذاء، والمسكن، والملبس، والتعلم، والصحة، والنقل “، والفقر المدقع Extreme Poverty وما يسمى بالفقر المزريDisruptive Poverty “هو الحالة التي لا يستطيع فيها الإنسان، عبر التصرف بدخله، الوصول إلى إشباع حاجاته الغذائية لتأمين عدد معين من السعرات الحرارية التي تمكنه من مواصلة حياته عند حدود معينة”، والذي يقترب من الفقر المدقع وما يسمى بالفاقة Pauperism، وقد أضافت بعض الدراسات نوع آخر من الفقر وهو فقر الرفاهة Welfare Poverty لقد حدد بعض الباحثين نوع آخر من الفقر الذي يتعرض له بعض الشرائح الاجتماعية وخاصة في المجتمعات الغربية التي تعيش فيما يسمى بالبلدان المتطورة والتي يتمتع أفرادها بالمنجزات الحضارية الحديثة كالأجهزة المتطورة والحديثة وبعض وسائل الترفيه المتنوعة التي تفتقر إليها بعض الشرائح وذلك أطلق عليه تسمية فقر الرفاهة. وقد أوردت بعض الدراسات أنواع أخرى للفقر والتي صنفت حسب العوامل المسببة للفقر، إذ قسم الفقر إلى نوعين رئيسيين هما فقر التكوين وفقر التمكين، حيث يمثل النوع الأول مظاهر الفقر الناتجة بسبب المعوقات والصعوبات الواقعية أو الافتراضية كالعوامل البيولوجية / الفسيولوجية والتي في مقدمتها العوق البدني والعقلي والنفسي بأشكاله المختلفة والتي تمثل قصوراً في القدرات الشخصية للأفراد. والعوق الاجتماعي – النفسي، ممثلاً في الأنوثة مقارنة بالذكورة، والشباب مقارنين بالأطفال وبكبار السن، والجماعات الفرعية مقارنة ببعضها أو بالمجتمع السياسي / الدولة. أما النوع الثاني من الفقر وهو فقر التمكين والذي يعد فقر مؤسسي، يفصح عن نقص في قدرة مؤسسات المجتمع على تلبية احتياجات الناس أو – وهو المهم – تفعيل قدراتهم المتاحة أو الممكنة وحثهم على إستثمراها.
تشير متابعة هدف تخفيض الجوع إلى أنه هناك بعض التقدم في الحد من الفقر في دول شرق وجنوب آسيا، لكن مع هذا لا زال الجوع مرتفعا جدا مع تغيير طفيف في أفريقيا جنوب الصحراء، ومرتفعا بدون تغيير في شمال أفريقيا. ولا تغيير يذكر في حالة الجوع في كل من أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي والدول الأوروبية في رابطة الدول المستقلة. وأنه بدأ الجوع بالتزايد في غربي آسيا والدول الآسيوية في رابطة الدول المستقلة.
تعتبر استراتيجية مكافحة الفقر في المدى القصير معتمدة على المساعدات والدعم واساليب التنمية للمشاريع الصغيرة من خلال عمل جمعيات مدنية تنموية تعمل على التدريب وتنمية الخبرات المهنية وتعبئة المجتمع لمبادرات تنشيط للعمل والمشروعات الصغيرة وبث روح المنافسة والاننتاجية والمسؤولية لدى الفئات الفقيرة.كما يعد استمرار الدعم للطبقات الفقيرة ضرورة في الحاضر والمستقبل القريب، إذ يؤدى إلغاؤه إلى أعباء اقتصادية واجتماعية فادحة، ولكن يجب تطوير آليات الدعم بدعم مبادرات المشروعات الصغيرة والاعتماد على الذات حتى لا يكون الفقر مواكب لقلة النشاط والتواكل، والتكاثر غير النوعي والحضاري للبشر، لا يجب حالياً استبدال دعم الأسعار ببديل نقدي لأن الفئة الوحيدة المتاح معرفة دخلها بدرجة معقولة من الدقة هي فئة المشتغلين بالحكومة، أما الفئات الأخرى التي تشمل العاطلين والعاملين في القطاع الخاص والعمالة غير المنظمة يصعب تقدير دخلهم أو وصول الدعم النقدي لهم لغياب منظومة المعلومات المناسبة، ويفضل ان يكون الدعم عينياً وفنياوتدريبياً من خلال الجمعيات والمؤسسات التنموية التي تعمل على تحليل ظاهرة الفقر ومعالجة أسبابها بالإضافة لعامل تحسين آليات توزيع الثروة العامة في المجتمعات.
رأينا أنّ للفقر أسبابا متعددة، أهمها الكوارث وضعف التعليم وطبيعة العراقة الحضارية والتكاثر السكاني الواسع والسريع مع تطور أنظمة الصحة والحياة، والفقر مرتبط بقلة العمل والنشاط والفعالية الحضارية والقدرة على التنمية والتطوير. وتوجد أكبر نسبة الفقر في البلدان الابوية المعتمدة على الدولة كمجتمع وصائي، وتقل هذه النسبة في المجتمعات المتعلمة والمتنافسة والمنظمة للجهد البشري. ويبقى تحديد معنى الفقر نسبيا حسب الشعوب، إذ أن ظاهرة تنتشر في جميع المجتمعات بدرجات متفاوتة، إلا أن الفرق يبقى في درجة الفقر ونوعيته وشدته ونسبة الفقراء في المجتمع.
ويمكن من هذه الزاوية أن نتبيّن أسباباً داخلية وأخرى خارجية.
الأسباب الداخلية
من أهم الأسباب الداخلية طبيعة المجتمع ونشاطه وتطوره الحضاري والبشري، وعراقته في تنظيم اعماله ونشاطه واستفادته من ثرواته وتنميتها تنمية مستدامة، وثانياً النظام السياسي والاقتصادي السائد في بلد ما. فالنّظام الجائر لا يشعر فيه المواطن بالأمن والاطمئنان إلى عدالة تحميهِ من الظلم والعسف. ويستفحل الأمر إذا تضاعف العامل السياسي بعامل اقتصادي يتمثل في انفراد الحكم وأذياله بالثروة بالطرق غير المشروعة نتيجة استشراء الفساد والمحسوبية، فيتعاضد الاستبداد السياسي بالاستبداد الاقتصادي والاجتماعي، وهي من الحالات التي تتسبب في اتساع رقعة الفقر حتى عندما يكون البلد زاخرا بالثروات الطبيعية كما حدث ويحدث في عدة بلدان إفريقية أو في دول أمريكا اللاتينية، هذا فضلا عن الحروب الأهلية والاضطرابات وانعدام الأمن.
الأسباب الخارجية
الأسباب الخارجية متعددة، وهي أعقدُ وأخفى أحيانا. ومن أهمها الحروب والنزاعات والصراعات الدولية التي تحرم البلدان فرصة التنمية والتطوير، كما من أسبابها السيطرة والاستعمار والتدخل بشؤون الدول الفقيرة استغلالا ونهبا لثرواتها. أخيراً وبعد حصار دام أكثر من عقد من الزمن تسبب في تفقير شعب بأكملهِ رغم ثرواته النفطية. ويتعقد الأمر كثيراً إذا كان الاحتلال استيطانياً كما في فلسطين حيث تتدهور حالة الشعب الفلسطيني يوماً بعد يوم وتتسع فيه رقعة الفقر نتيجة إرهاب الدولة الصهيونية وتدميرها المتواصل للبنية التحتية وهدم المنازل وتجريف الأراضي الفلاحية فتتحول مئات العائلات بين يوم وليلة من حد الكفاف إلى حالة الفقر المدقع.
ومن الأسباب غير الظاهرة للعيان نقص المساعدات الدولية أو سوء توزيعها في البلدان التي يسود فيها الفساد في الحكم.
استراتيجية الحد من الفقر في المدى الطويل
إعادة صياغة السياسات العامة للدولة في عدة محاور رئيسية:
القناعة والالتزام السياسي والحكومي بأن التنمية البشرية هي وحدها القادرة علي أن تحدث النمو الاقتصادي تترجم في صورة إعادة توزيع الاستثمارات لتحقيق التنمية البشرية.
تطبيق اللامركزية الكامل في السلطة واتخاذ القرار وإعطاء الدور الرئيسي للمشاركة في تحديد أهمية المشروعات لأفراد كل مجتمع محلي من خلال مؤسسات مجتمعية تتمتع بالحرية الديموقراطية.
قصر دور المفكرين والمتخصصين في التنمية في عرض مسارات التنمية والمساهمة في دقه التشخيص لأنواع وأبعاد وحجم المشكلات.
لا تتحقق التنمية “المتواصلة” القادرة علي البقاء المرتكزة علي التنمية البشرية إلا ببناء تكنولوجيات محلية تتسم بأنها كثيفة العمل، كفء في استخدام الطاقة، منخفضة التكاليف غير ملوثة للبيئة وتؤدى لرفع إنتاجية عناصر الإنتاج المحدودة وتحافظ علي الموارد الطبيعية.
تعديل أساليب إدارة الميزانيات الحكومية والإنفاق العام، مع إعادة جدولة الإنفاق العام لإحداث توازن بين المناطق الفقيرة (وأغلبها ريفية) والمناطق المرتفعة الدخل (أغلبها المدن الكبرى والعواصم). فقد بينت الدراسات أن المدن الرئيسية في الدول الفقيرة يخصص لها 80% من إنفاق الخدمات علي الصحة والتعليم ومياه الشرب النقية، وقدر نصيب الفرد في المدن من الإنفاق العام حوالي 550 دولار مقابل 10 دولارات فقط للفرد في الريف.
تكافل الدول العربية في وضع نظام إقليمي للمعلومات يهدف لإجراء بحوث ميزانية الأسرة كل خمس سنوات في كل الدول العربية، وإتباع منظومة معلومات الرقم القومي الدال علي الفئة الاقتصادية الديموجرافية للسكان لتحديد الفئات المستهدفة بالدعم باعتباره المحك لنجاح أي سياسة تهدف للحد من الفقر.