خاص: قراء- سماح عادل
رواية “ظل الغُراب” للكاتب الفلسطيني الأردني “سعيد الصالحي” تحكي عن اغتراب البطل وقت انتشار وباء كورونا، وكيف عاني من ذلك الفيروس الذي انتشر واستتبع انتشاره إجراءات ومنع وحرم كثير من الناس من العودة إلى أوطانهم. كما تحكي عن الحنين إلى الوطن وتحول الإنسان من كومبارس لبطل وفاعل.
الشخصيات..
الطيب: البطل، لم تذكر الرواية اسمه الحقيقي، لكنه عرف بالطيب، سافر إلى بنغلادش لعمل ثم احتجز بسبب انتشار وباء كورونا ومنع من العودة إلى وطنه، وعاش مغامرة استطاعت أن تجعله يكتشف مكامن القوة داخل ذاته.
الشيخ بدر الخير: رجل صوفي، يعيش في بنغلاديش، نكتشف أنه شرير وأن الصوفية ما هي إلا غطاء له.
وهناك شخصيات ثانوية داخل الرواية.
الراوي..
الراوي هو البطل الطيب الذي يحكي بضمير المتكلم، يحكي عن نفسه ومشاعره وأحاسيسه الداخلية، وعن الأحداث التي يمر بها.
السرد..
تقع الرواية في حوالي 283 صفحة من القطع المتوسط، تحكي عن بطل يشعر بالاغتراب، وينتهي اغترابه، حين يعود إلى وطنه بعد أن يكتشف في نفسه قوة.
كورونا والاحتجاز..
يعاني البطل من الاحتجاز في بلد غريبة هي بنغلاديش ذهب إليها في رحلة عمل قصيرة، لكن فاجأه ظهور الفيروس العالمي كورونا وأغلقت بلده المطار واضطر إلى البقاء في بنغلاديش شهور وهو يتابع أخبار الفيروس وأخبار الحبس الذي عاني منه معظم الناس في العالم، وترصد الرواية معاناة الإنسان من الاحتجاز الذي أقرته معظم الدول بسبب الفيروس العالمي الذي قلب الموازيين، وكيف ساد الملل والزهق من الانحباس داخل المنازل، رصدت الرواية معاناة البطل الذي اضطره الانحباس إلى التقرب من غراب يزوره في الشرفة.
مغامرة لكشف الذات..
ثم يدخل البطل في مغامرة بعد أن كان يعاني من الأرق ومن الملل ومن الحنين الشديد إلى وطنه وأهله، تلهيه المغامرة عن شعوره بالاغتراب والحنين، حيث تختلط المغامرة بالفانتازيا، فالغراب يحدثه ويخبره عن كتب صوفيه قيمة، مخبئة داخل النهر ويطلب منه أن يعيد الكتب إلى مكانها، وينجر البطل إلى المغامرة انجرارا حيث يخرج الكتب ثم تتابع الأحداث ويختطف من قبل رجال الشيخ بدر الخير، وتتوالي المطاردة ويعرف بحدسه أن لفافة من الورق هي سبب تلك المطاردة ورغم أن الشيخ بدر الدين يعامله كغريب أبله ضعيف ويخلق له عدوا وهميا لكي يستطيع أن يأخذ منه اللفافة، إلا أن الطيب يتصرف بذكاء ويستطيع أن يراوغ الشيخ بدر الخير وينتصر عليه في النهاية بالحيلة، ليكتشف أنه ليس كومبارسا كما اعتقد في نفسه طول سنوات عمره وإنما يستطيع أن يكون بطلا لحكايته.
الصوفية والطيران بالروح..
يحكي البطل عن إحساسه بالأناشيد الصوفية وبرقصه على الأنغام بلهفة وشغف وكيف أن رقصه وتجاوبه مع الأناشيد الصوفية يجعل روحه تنتقل من المكان المنحبسة فيه وتذهب إلى الأماكن التي تهوي الذهاب إليها، كما كان البطل يملك حدسا قويا لدرجة أنه استطاع أن يرى الموت يحلق فوق رأس أحد الشيوخ.
العودة إلى الوطن..
يعود البطل إلى وطنه، ويعبر عن محبته لعدة بلدان عربية العراق ومصر وعمان التي يعيش فيها وتعتبر وطنه بعد أن سلب وطنه الأول فلسطين، كما بعبر في أنحاء الرواية عن ارتباطه بالتراث، وبالموسيقى، وتتضمن الرواية أفكارا فلسفية وأفكار إنسانية، وتكشف أحاسيس البطل وأفكاره واغترابه وحنينه مشاعره.