طغيان صدام وظلمه وجبروته وغطرسته وملذاته وامجاده الوهمية ذابت كما تذوب حبة ملح على كف بحر حين قبع لائذا مذعورا متعفنا في حفرة الذل والمهانة ثم يعلق مشنوقا مجللا بالعار والشنار تتبعه لعنات شعب العراق الذي اذاقه ابشع اساليب الظلم والقتل والتهجير.
فرّ ابن علي في ليلة ظلماء مرتجفا مرعوبا تتبعه لعنات الشعب التونسي ليقضي بقية عمره متخفيا في جحور السعودية يعتاش من صدقات امراء السوء وشيوخ الارهاب .
حمل حسني مبارك على السرير الطبي متمارضا ليدخل قفص الاتهام مذلا مهانا مسوقا بلعنات المصريين ونكاتهم اللاذعة وليصبح مثار سخرية شعوب العالم وهي تشاهده ممددا امام القضاة في منظر مخز لايرتضيه لنفسه صعلوك متشرد .
وداست الجماهير الليبية كل غطرسة القذافي وجرته ذليلا منكسرا متوسلا لينتهي جثة هامدة في سيارة لنقل الحيوانات .
وهرب علي عبدالله صالح محملا بلعنات الشعب اليمني مستجيرا بالغرب مغمورا مستكينا مثقلا باوزار ظلم اليمانيين .
ويبدو ان معظم سلاطين العرب لم تكفهم هذه النماذج المخزية ولم يتخذو منها عبرة او مثلا ولذا فان مصيرا اتعس واخزى بانتظارهم.
ذكرنا نهاية طواغيت العرب هؤلاء الرحيل المهيب للثائر الافريقي نيلسون مانديلا ..وشتان بين نهاية ونهاية ، شتان بين رحيل الفرسان المشرف ونفوق الجرذان الدخلاء… بين القادة الثوار وقادة الصدفة اللصوص الذين يتسللون الى مراكز القيادة في غفلة من الزمن باستخدام ابشع وسائل الغش والخبث والاجرام لتحقيق مآربهم الدنيئة ثم لينتهوا نهاية مخزية بعدما دمروا شعوبهم واوطانهم .
اكثر من تسعين ملكا ورئيسا وقائدا من جميع دول العالم حضروا تأبين مانديلا ، رؤساء الهيئات والمنظمات العالمية .. مشاهير العالم ..كل الشعوب ابيضها واسودها ودعته باجلال واحترام وتكريم مع انها لاترتبط به من قريب اوبعيد سوى انه كان صادقا في نضاله مضحيا بحريته من اجل وطنه مفضلا خدمة شعبه على ملذاته الشخصية كارها غطرسة المناصب واغراءات السلطة .
ومثلما ذكرنا رحيل مانديلا بالنماذج العربية الهابطة فمن باب الاولى ان يذكرنا بالنماذج العربية السامية والتي لم نر لحد الآن سوى الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم الذي نذر نفسه لخدمة العراق وشعبه مصارعا اعداء الداخل والخارج في سبيل بناء عراق ناهض وشعب حر مرفه ليخرج من دنيا الانذال من دون زوجة او ولد او دار .. ولاحتى قبر !!.
لكم ايها الساسة حرية الاختيار ……..