الأزمة التي اثارها اعلان وزارة الاعمار العراقية قبل ايام عن نيتها هدم مسرح الرشيد خلال اسبوع أثارت لغطاً واسعاً في مختلف الاوساط.
بعضهم تحدّث عن دروع بشرية لحماية المسرح على غرار فكرة مسلسل الراية البيضاء المشهور.
القرار المزعوم للوزارة لم يكن منطقياً لان الارض عائدة للدولة في كل الاحوال ويمكن نقل ملكيتها بهدوء داخل الحكومة دون ضجة.
لكن الاعلان الدرامي المخيف عن هدم المسرح خلال اسبوع جاء غريباً وساذجاً ,وواضح انه اراد أثارة موجة ذعر وخصوصاً لدى المثقفين.
ذكرتني تلك الحادثة بماحصل ذات مرة في الولايات المتحدة عندما اعلن مالكو منطقة غابات في احدى الولايات الامريكية انهم سوف يقطعون مجموعة من الاشجار القديمة في تلك المنطقة والتي تسمى ( الخشب الاحمر والتي يمكن ان تعيش ٣٠٠٠ سنة) لغرض استثمار الارض لاغراض أخرى.
وهنا خرج انصار البيئة في تظاهرات واعتصموا في منطقة تلك الاشجار وعملوا سياج بشري لمنع قطعها.
وصل الموضوع الى الكونغرس الذي قرر شراء تلك الارض من اصحابها بمبلغ كبير هو ٤٠٠ مليون دولار.
في حادثة مسرح الرشيد تذكرت حادثة الاشجار في امريكا وشعرت اننا اصبحنا مثل امريكا ، نحترم حق الملكية الى حد اللعنة !!
حتى لو كانت ملكية جهة حكومية أخرى !!
وعند تصاعد الغضب والقلق الشعبي على مصير المسرح العريق ، جاء الحل ..
وكان الحل والهدية المفرحة والمكرمة ، قرار الحكومة بنقل ملكية الارض الى وزارة الثقافة..
ألم يكن ذلك ممكناً داخل اروقة الحكومة دون اعلان دراماتيكي من قبل وزارة الاعمار التي لايأخذها في الحق لومة لائم في دفاعها عن حقوقها العقارية المغتصبة من قبل الاعداء ؟؟
يبدو ان البعض فاشل الى درجة انه لايستطيع حتى ان يكذب بشكل مقبول ومُرتّب …