18 نوفمبر، 2024 3:15 ص
Search
Close this search box.

” \u0627\u0644\u062d\u0627\u062c \u0645\u0627\u0646\u062f\u064a\u0644\u0627 “

” \u0627\u0644\u062d\u0627\u062c \u0645\u0627\u0646\u062f\u064a\u0644\u0627 “

ميزة مانديلا الذي بكت عليه العرب ، اليوم أنه ليس عربياً ولم يخالط رؤسائهم وحكامهم وميزته الاخرى أنه يجيد ترجمة المبادئ الاسلامية الاصيلة وليست المنتحلة او الموضوعة على ارض الواقع على الرغم من أنه لم يحج إلى بيت الله الحرام ولم يردد الشهادتين ولم يحفظ القران على ظهر قلب ولم يكن بليغا ولم تكن لديه علامة في وجهه من اثر السجود ، ولم يقم صلاة الليل ولم يصدق ولم يخمس ولم يزكِ ولم يذكر الله بكرة واصيلاولم يحمل مسبحة بيدة ولم تثقل يده بت”المحابس “.

وهو عكس حكماء العرب الذين شعارهم دائما :اشداء على الاخوة.

مانديلا ،الذي اضطهده النظام العنصري ، قال لاتباع ذلك النظام لهم فحوى مقاله الرسول محمد بعد دخول مكة المكرمة :أذهبوا فانتم طلقاء .

بلا ادنى شك أن مثل مانديلا من الصعب ان يتكرر في المجتمعات العربية التي تعودت على صناعة الدكتاتوريات والرموز المنخورة، مجتمعات اعتادت على التصفيق للقوي ورفع القبعات لاغنياء ومسح الاكتاف للجلادين .

أحدى المشاكل الكبيرة في تطبيق الديمقراطية لدى العرب إنها طريق انسيابي للوصول إلى السلطة ، لذلك اغلب الحكام والرؤساء يتمنون أن يذوقوا الموت مقابل أن لايتركوا كراسي الحكم .

في العراق مثلاً ، كان بمقدور الكتل السياسية التي تصدرت بعد 2003ان تظهر لنا نسخة مانديلا العراقي لو أشتغلت بجدية في بناء الدولة ولو اتفقت على أن الدم العراقيين مقدس ويستحق بذل كل التضحيات ، ولو تفرغت في تعزيز المشتركات بينها والعمل تقويمها بدلا من صناعة الازمات والبقاء طويلاً في خوض المراهقة السياسية والبناء الترقيعي للدولة ولو مضت في مشروع حقيقي لمكافحة التطرف الديني وتنفيذ مشروع حقيقي للمصالحة الوطنية واحتواء الاخر المختلف بالرأي .

بعد كل هذه السنوات التي قدم فيها العراقيون الاف الشهداء على يد المجاميع الارهابية نشعر بالخيبة بان معظم هذه الكتل لم تقدم لنا نسخة تشابه مانديلا المتسامح الذي يحسن لملمة الازمات لاصناعتها.

انشغلت تلك الكتل بمشاريعها الطائفية والمناطقية والقومية والعشائرية والحزبية ونجحت في تحويل تفكيرنا أن لايتعدى فائدة المذاهب والقوميات ولايصل إلى جوهر فائدة الوطن وضاعت بين تلك المشاريع المواطنة .

مانديلا كان متصالحا مع نفسه وخاليا من العُقد الرئاسية لم يكن له حبربش ولاخواص الخواص يشورون عليه واتقن اللغة الانسانية بكل معانيها ، لم يكن لمناديلا متحدثا باسمه وكان يتجول في الشوارع والازقة ويتلقى النقد من معارضيه بكل رحابة صدر كان يحترم الصحفيين ويقول لهم :لاتتردوا بالاتصال بي ..مانديلا الاصيل مات فهل سيولد الحاج مانديلا العراقي العربي ؟ ..نحن بانتظاره .

أحدث المقالات