من تقاليد القوى المسلحة خارج اطار الدولة ان رسائلها عادة ماتكون محفوفة بقذائف الموت ، وهي رسائل جاهزة الاستخدام ومحددة الاهداف ، وهو ما يمكن ان نطلق عليه بالقصف السياسي لمواجهة القوى التي تتبنى مشاريعاً وطنياً حقيقية للخروج من الازمة الخانقة التي تعاني منها البلاد !
حال الاعلان عن تحالف ” عزم ـ تقدم ” برئاسة الشيخ خميس الخنجر حتى انهالت القذائف على مقرات الاحزاب المكونة لهذا التحالف مرفقة بشقيقات لها ” هدية ” للقوى الكردية التي تساوقت مع مشروع الاغلبية الوطنية الذي انبثق عنه تصويت الغالبية داخل مجلس النواب لتجديد الولاية الثانية للحلبوسي رئيساً لمجلس النواب .
وكان لانتقال تحالف ” عزم ـ تقدم ” لمرحلة جديدة من العمل التنظيمي السياسي ، اطلق عليها ” تخالف السيادة ” ثمناً من قوى الفوضى والاحتكام الى السلاح ” للحوار ” السياسي مع المنافسين او الخصوم ، فانهالت القذائف على منطقة الكرمة بمحافظة الانبار ، ليكون من ضحاياها طفلاً عراقياً في الخامسة من العمر ، تعبيراً واضحاً عن ” عراقية ” هذه القذائف التي تخشى الاعلان عن نفسها صراحة لأنها بكل بساطة ستواجه بإدانات شعبية واسعة لمنهج الاحتكام الى السلاح لتوجيه الرسائل الدموية المدفوعة الثمن !
ما الذي اغاض قوى السلاح المنفلت من اهداف وتوجهات ” تحالف السيادة ” ؟
ما الذي اغاضهم من هدف معالجة جذرية لازمة النازحين والمختفين قسرياً والمظلومين ؟
ما الذي اجج حقدهم من هدف ترسيخ سيادة العراق وضمان بناء دولة مواطنة حقيقية ؟
ما الذي أزعجهم من العمل الشراكة مع القوى الوطنية التي تعمل على انقاذ الوطن وخدمة المواطن ؟
ما الذي أرجف سلاحهم المنفلت من هدف دعم القوات المسلحة الرسمية بكل صنوفها في خربها ضد الارهاب وفرض هيبة الدولة ؟
ما الذي ارعبهم من هدف حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الرسمية ؟
ولهذه الاهداف النبيلة يقول ” تحالف السيادة ” انه سيقدم للشركاء الحقيقيين المهمومين بأزمة الوطن ، خارطة طريق للخلاص والتغيير والانطلاق نحو المستقبل للإعمار وحلحلة الازمات حتى معالجتها جذرياً تحت خيمة دولة المواطنة الحقيقية .
من يقف في مواجهة قوى هذه الاهداف والمتوافقين معها ، معروف الهوية والتوجهات ، معروف ومكشوف في اساليب ” حواراته” التي ما انتجت للبلاد والعباد غير الخراب والمزيد من الخراب مع كل اطلاقة رصاصة ودوي قذيفة لتخويف وارعاب الآخرين و ” اجبارهم ” على تغيير توجهاتهم الوطنية !
هذه القذائف هي نفسها التي كانت تحت تصرف الطرف الثالث وهو يواجه شباب الصدور العارية بثورة تشرين المجيدة ..
هذا العنف غير المبرر هو نفسه الذي استخدم في تهجير المواطنين المسالمين ..
هذا السلاح هو نفسه الذي يحاولون من خلاله ارعاب الناس والقوى الوطنية لحرفها عن مساراتها الوطنية ..
هذا هو الفرق بين اهداف انقاذ العراق واهداف اغراقه بالازمات وافتعالها وترويع الآخرين !!
لكن الحقيقة الراسخة ان قافلة الاهداف الوطنية ستسير بين حقول الالغام التي تضعها قوى السلاح المنفلت حتى تحقيق اهدافها الوطنية بعراق متعافي وسيد نفسه تحت مظلة دولة المواطنة التي ينشدها العراقيون كل العراقيين ..