صار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يشعر بالکثير من القلق والتوجس بعد أن أن أصبح متيقنا أکثر من أي وقت آخر بشأن عزوف الشباب الايراني عن الافکار والطروحات المختلفة له ورفضها وهذا القلق إزداد أکثر بعد عزوف الشباب الايراني عن الالتحاق بالحوزات الدينية للنظام وهذا القلق والتوجس قد تجسد في مواقف وتصريحات صادرة من أعلى المستويات.
المرشد الاعلى للنظام الايراني والذي کان قد حذر في تصريحات له بشأن عزوف الشباب عن أفکار وتوجهات النظام وميولهم للأفکار والتوجهات الخاصة بمنظمة مجاهدي خلق وهذا التحذير وغيره من التصريحات المشابهة قد جاءت على أثر الانتفاضات الشعبية الاخيرة التي لعبت منظمة مجاهدي خلق دورا قياديا فيها بإعتراف النظام نفسه، ومن دون شك فإن مجاهدي خلق المعروفة برفضها لتسييس الدين وإستخدامه کوسيلة من أجل تحقيق الغايات والاهداف، يبدو إنها قد حققت نجاحا بهذا الاتجاه ولاسيما بعد إعتراف النظام بأن الشباب الايراني لم يعودوا يرغبوا بدخول الحوزات الدينية.
الاعتراف الملفت للنظر لنائب رئيس الحوزات الدينية للنظام الايراني، عالم نوري زادە والذي جاء ضمن تصريحات له لموقع”ديدبان”الحکومي في 21 من الشهر الجاري، بازدياد حالات الانقسام والاسترخاء في الحوزات الحكومية وقال: الشباب لا يرحبون بدخول الحوزة، والطلاب إما يتركون أو يتابعون مهن أخرى. قد کان دليلا آخرا على الهوة الکبيرة بين النظام والشباب وتأکيدا على إن الشباب صاروا ينظرون بعين الشك والريبة لهذه الحوزات وخصوصا بعد أن رأوا الفساد الذي يدب بين رجال الدين للنظام، وأضاف هذا المسٶول وهو يشير الى إبتعاد الشباب عن الحوزات الدينية والذي قد أصبح بمثابة ظاهرة:” تعلمون أن معدلات الإلتحاق بالحوزة كانت منخفضة بالماضي، وانخفضت هذه السنوات لعوامل مختلفة، ففي كل عام يذهب أكثر من مليون شاب إلى الجامعة، أما بالنسبة للحوزة فمن أربعة آلاف لخمسة آلاف، وتوزيع القوى البشرية غير منصف، ولدينا خسائر ايضا بين الطلاب الذين يدخلون الحوزة سنويا، ومن بين هاتين المشكلتين يدخلون المدرسة. ولكن من بين هاتين المسألتين ما يحرق القلب أكثر وهو ما لا نراه عادة، وهذه هي التداعيات الخفية المتعلقة بالحوزة.”.
هذا المسٶول إعترف بالفساد الذي صار ينتشر بين رجال الدين وکونهم يستخدمون الدين لأهداف ومآرب أخرى لاعلاقة لها بالدين عندما قال ضمن إعترافه هذا:” بعض رجال الدين يلعبون دور المدافعين عن حقوق الحيوان والبعض الآخر يعالجون الكلاب القذرة والمريضة ويعيدها إلى الطبيعة، والبعض الآخر مديرون لنوادي البولينج والبلياردو؛ ويقومون بشتى أنواع الأعمال” وأضاف”الأضرار الخفية لطلبة الحوزة المعممين يبدو أنها تعتبر سواد الجيش لعموم الحوزة ، لكنهم في الواقع لا يمثلون رسالة الحوزة فعليا، أي أنهم ليسوا من قوى هذا العمل ولا من الاشخاص المرتبطين بهذا العمل، وهم فقط مجرد إحصاء”