( لا نمت انا ولا نام جاري )
في الزمن الغابر أجريت تحقيقا صحفيا عن العازبات والمضربات عن الزواج من الصحفيات وكان ماحدث في الكواليس أكثر جمالا وجرأة مما نشر وكانت الزمالة والصداقة والعمل المشترك مزايا ذا وجهين اطلعت من خلال الاول على الكثير من معاناة ذوي السرير المنفرد وسمعت اهات وشكاوى موجعة وطريفة فمثلا كانت إحداهن تتألم كثيرا جراء وضع فرشاة أسنانها التي تستقر وحيدة في الحمام في حين شكت أخرى من عدم استطابتها القهوة والتمتع بها مادام لايشاركها في شربها آخر لكن كانت اكثرهن صراحة وابعدهن الما تلك التي شكت من طول الليل والنوم على سرير منفرد ولما سألتها عن سبب عدم ارتباطها برجل وهي الجميلة والمثقفة والتي تحظى بقبول حسن من الآخرين ؟ فتنهدت وقالت : بعد التخرج من الكلية والدخول في الحياة العملية تقدم طلبا للزواج مني الكثير من الأقارب والجيران والزملاء والأصدقاء لكني كنت ارفض وأرى أسباب رفضي معقولة حيث كان الجمال والشباب ويسر الحال والوظيفة كلها تسير في ركابي وقد أرى في بعض المتقدمين من هو أقل مستوى اجتماعي او دراسي او مادي مني او ان وسامته دون الطموح او مركزه الوظيفي متواضعا او يكبرني بسنوات وهكذا استمرات الرفض حد اعتدت عليه حتى انقطع سيل العرسان وبدأ البعض يطلق علي ولو همسا اسم ( العانس ) وحتى مركزي الوظيفي المتقدم لم يشفع لي ان اكون مطلوبة للزواج اللهم إلا من بعض المترملين ومن يبحثون عن مدبرة منزل وليس زوجة وشريكة حياة وهكذا حتى ادمنت اليأس واعتدت على قضاء الليل بالذكريات والندم وعد أسماء من تقدموا لخطبتي في غابر الزمن وانا أبحر الليل في سفينة عبارة عن سرير يتسع لنفر واحد وكم تمنيت أن يعود بي الزمن لثلاثين او أربعين عام لاقبل بأول عريس يطرق بابي حتى لو لم اكمل الدراسة المتوسطة بعد . اذا قد تختلف المعاناة من شخص لآخر وقد تكون هنا شحة أموال وهناك مرض مزمن او كثرة عيال او عدم توافق وغيرها لكن المعاناة الاهم من وجهة نظر أصحاب التجربة هي معاناة النوم على سرير منفرد وقضاء الليل بالاستذكارات والحنين للماضي خصوصا في هذه الليالي الباردة التي لا يشعر بوطئتها الا من يقضون ليلهم على سرير ( ابو النفر ) .