نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي قام بإستغلال العامل الديني من أجل تحقيق أهداف وغايات سياسية محددة، إنتهج سياسات مختلفة إتسمت کلها بالتطرف والتشدد وإعتمدت على مبدأ تصدير التطرف الديني والارهاب والارتکاز على القوة والعنف لدفع الاخرين للقبول او الاقتناع بطروحاته، وقد کانت لهذه السياسات المشبوهة آثارا بالغة السلبية على الاوضاع في داخل إيران على الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وتجسدت في إزدياد أحوال الفقراء سوءا وإزدياد نسبتهم يوما بعد آخر حتى لم تعد هنالك من طبقة وسطى في إيران إذ بات اليوم وبفعل السياسات غير المسٶولة لهذا النظام يعيش 70% من أبناء الشعب الايراني تحت خط الفقر، و تزداد نسبة البطالة بشکل مخيف حتى أنها تکاد أن تتجاوز 35% فيما تهبط قيمة الريال الايراني الى الحضيض و تسجل أدنى قيمة لها، ومع إزدياد حدة المواجهة السياسية الاقتصادية بين النظام والمجتمع الدولي وعدم تمکن النظام من تحقيق أي تقدم في محادثات فيينا بما يکفل رفع العقوبات الدولية التي يعاني الامرين من جرائها، وفي ظل هکذا أوضاع يقوم هذا النظام بالعمل من أجل إيجاد مرتکز خارجي يستند عليه وخصوصا بعدما صار واضحا بأنه قد صار في فيينا في وضع لايحسد عليه مثلما إنه داخليا يجلس على برکان قد يثور بوجهه في أية لحظة ولذلك فإن زيارة رئيسي لموسکو والتي تأتي في ظل ظروف وأوضاع دولية حرجة، فإنها من أجل أن يقوم النظام الايراني بإبرام إتفاقية مماثلة للتي وقعها مع الصين لکي يعزز وضعه خصوصا وإن النظام قد قام بتهيأة مسودة الاتفاقية من جانب واحد!
النظام الايراني الى جانب ماذکرناه بشأن سفر رئيسي الى موسکو، فإنه يقوم أيضا بتوسيع تدخلاته في المنطقة وجعل الامور تسير فيها کما يتفق مع مصالحه وأوضاعه، وکأنه يريد أن يرقع أوضاعه الوخيمة والبالية بهکذا مسعى من أجل خداع الشعب وإلهائه، لکن لايبدو أن کل ذلك قد ينفع في مواجهة الرفض الشعبي الايراني واسع النطاق للنظام وإتساع دائرة الاحتجاجات أکثر من أي وقت مضى الى جانب وجود معارضة فعالة ومقتدرة في داخل وخارج إيران والمتمثلة في منظمة مجاهدي خلق، وبقدر مايقوم النظام الايراني بإغراق نفسه في وحل التنازلات لبکين وموسکو فإن الشعب الايراني يصمم أکثر وأکثر على مواجهته وعدم القبول بما يقوم به على الصعيد الدولي والداخلي على حد سواء.
المجتمع الدولي الذي ظل موقفه طوال ال43 عاما الماضية من عمر هذا النظام سلبيا يميل لصالح النظام في خطه العام خصوصا من حيث مسايرته وممشاته من أجل وهم إعادة تأهيله، تيقن من أن النظام قد نجح في إستغلال الموقف الدولي لصالحه وقام بتوظيفه عى أفضل وجه، ولذلك فإن المجتمع الدولي يقف اليوم أمام مفترق حاسم وحساس يجب عليه أن يأخذ بزمام المبادرة قبل أن تفوت الفرصة خصوصا وان الظروف والاوضاع کما نرى في سياق الامور ومٶشراتها تسير بإتجاه المزيد من التعقيد والذي يقوم به هذا النظام من أجل المحافظة على بقائه وضمان عدم تعرضه لخطر السقوط، وهو الامر الذي يجب على المجتمع الدولي أن ينتبه له جيدا.