عندما تعرّضت بريطانيا لأعمال شغب وتخريب عام 2011 , اتخذت السلطات البريطانية حينها اجراءات صارمة وشنّت حملة اعتقالات واسعة ووصل الأمر إلى حد إعطاء الأوامر لرجال الشرطة بإطلاق الرصاص على المشاغبين , وعندما حدث هذا و اعتبر البعض هذا الأمر انتهاكا للحريات وحقوق الإنسان , أطلق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مقولته الشهيرة ( عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي فلا أحد يحدثني عن حقوق الإنسان ) , وبريطانيا هي منبع الديمقراطية ومهدها الأول , وهي مجرد أعمال شغب رافقت بعض التظاهرات , فماذا سيكون الموقف لو أنّ بريطانيا أو أمريكا أو أي بلد ديمقراطي في العالم , يتعرض كما يتعرض العراق والشعب العراقي الآن إلى هذه الحرب الإرهابية القذرة ؟ حيث يفتك هذا الإرهاب الأسود بأرواح الناس في الشوارع والأسواق ودور العبادة والأحياء والأزقة في مدن العراق وقصباته , ويدّمر الممتلكات العامة والخاصة , فلا اعتقد أنّ أحد سيلوم السلطات لو تشددت في الاجراءات التي تهدف إلى حماية أرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم .
وحين يكون النائب أو السياسي أو رجل الدين أو شيخ العشيرة متورط بشكل مباشر أو غير مباشر بهذا الإرهاب , فلا أحد من حقه أن يعترض على اجراءات السلطة في حماية أمنها الوطني , فلا حصانة للنائب حين يشّجع على التطرف وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية , وغير مسموح للسياسي أو رجل الدين أو شيخ العشيرة أن يصطّف مع الإرهاب ويدعو إلى قتال جيش الدولة الذي هو جيش الوطن وجيش الشعب بأسره , ومن حق الحكومة أن تعلن حالة الطوارئ في البلد , وإذا تطّلب الأمر حل البرلمان وإعلان الأحكام العرفية , فليس من المنطق في ظل هذا الظرف الحساس والخطير الذي يمر به البلد وجيشه يخوض حربا مقدّسة ضد الإرهاب ويقدّم التضحيات والدماء من خيرة أبنائه , أن يخرج نائب تافه أو سياسي فاسد أو رجل دين مملوء قلبه بالحقد والكراهية أو شيخ عشيرة لا يفهم من الحياة غير معاقرة النساء والخمرة , أن يخرج ويصرّح للإعلام المعادي أنّ الجيش والحكومة يشنّان حربا طائفية على أبناء المكوّن السنّي , إنّ تصريحات هؤلاء جميعا تندرج تحت عنوان التحريض على العنف وتعريض الأمن الوطني للخطر .
وقد آن الأوان لهؤلاء جميعا أن يدركوا أنّ حياتهم ومناصبهم لا تساوي جنح بعوضة ولا تعوّض عن حياة جندي عراقي واحد أجاد بنفسه دفاعا عن أمن بلده وشعبه , أمّا هؤلاء الكلاب الذين يصرّحون لقنوات العهر العربي , بأنّ لا خلاف لهم مع القاعدة وداعش وهم إخوان لهم , وعدوهم هو جيش المالكي , كما صرّح بذلك طارق المحمدي يوم امس لقناة العربية , فليعلموا جميعا إن كانوا نوابا أو سياسيين أو رجال دين أو شيوخ عشائر , أنّ بسطال الجندي العراقي أطهر وأشرف منهم جميعا , وإذا كانت بعض القنوات العاهرة قد أتاحت لهم فرصة الإساءة للعراق وشعب العراق , فإنّ هذا لن يمرّ دون عقاب وسيدفع كل من أساء للعراق وشعب العراق ووقف مع الإرهاب وساهم في دعمه ثمنا باهضا عن كل قطرة دم عراقية أريقت على أرض العراق .