18 ديسمبر، 2024 10:09 م

في ضيافة ملتقى رواد المتنبي الثقافي

في ضيافة ملتقى رواد المتنبي الثقافي

د. سيف عدنان يستعرض كتابه “يهود العراق من احضان الشيوعية الى مشانق البعث”
ضيّف ملتقى رواد شارع المتنبي الثقافي صباح يوم الجمعة 21 كانون الثاني د. سيف عدنان، ليستعرض كتابه الاخير (يهود العراق من احضان الشيوعية الى مشانق البعث) والذي يتناول فيه طرح وجهة نظره بتجرد ودور اليهود الشيوعيين التاريخي في العراق، بعيدا عن الايدولوجيا والتحزب والتعصب الذي بقي ملازما للكثير من الباحثين الذي تاثر بهم واثر فيهم. بحضور حشد من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين.
أدار المحاضرة التي احتضنتها “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي، الاعلامي عامر عبود الشيخ علي، مبينا اهمية هذا الموضوع باعتبار اليهود جزء من تاريخ العراق، ومستعرضا السيرة الذاتية للدكتور المحاضر،
تحدث الضيف عن تاريخ اليهود، وعن اسهاماتهم في ظل الانفتاح الذي لمسوه في عهد الملك فيصل الاول، في الميدان السياسي عن طريق عملهم بوصفهم اعضاء ممثلين في مجلس النواب وموظفين حكوميين، واسهموا في تعزيز الاقتصاد وادارة البنوك والحسابات، وفي تلك الفترة اليهود لم ينتموا الى اي تيار سياسي لان تلك الاحزاب كانت معارضة للنظام، وهم يريدون البقاء بعيدا عن المعارضة احتراما للملك الذي احتضنهم، وهذا الامر ادى الى تذمر عدد من العراقيين التي بدأت اصواتهم تنادي بالقومية العربية واعادة الخلافة الاسلامية، ومن هنا بدأ الخط البياني بالتراجع للطائفة اليهودية بعد وفاة الملك فيصل الاول، وان من اخلفوه لم يحافظوا على التوازن مما قاد العراق الى هاوية التطرف واضطهاد الاقليات، فضلا على ظهور احزاب قومية وتيارات نازية والذي جعل اليهود العراقيين يفكرون بالوقوف بالضد من التيار الجديد الذي يحمله القوميون ليجدوا ضالتهم في الحزب الشيوعي العراقي باعتباره عابرا للطائفية والقومية والعرقية ومدافعا عن حقوقهم.
مبينا عمل عدد من اليهود المثقفين وعدد من قادته المنتمين للحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية بالضد مما يمس العراق، ولاسيما سليم زلوفي الذي قاد التظاهرات ضد المعاهدة العراقية البريطانيا عام 1930 والذي تعرض للاعتقال على اثرها، مشيرا الى ان تزايد النشاط الصهيوني في العراق كان له تاثير اخر على اوضاعهم، الذين وجدوا ضالتهم في الحزب ودخل الحزب من جانبه في صراع مع الصهيونية على النفوذ في اوساط اليهود الشباب، كما ان موقف الحزب الشيوعي من قضية فلسطين والقائم على اساس الفصل بين الصهيونية واليهودية منذ بداية تاسيس الكيان الصهيوني، قد اختلف عن كل الاحزاب السياسية الاخرى في العراق.
ومن جانب اخر اكد على ان الاعتقالات التي طالت اليهود والمنتمين منهم الى الحزب الشيوعي العراقي والمخاوف التي اثيرت في نفوسهم بعد قيام اسرائيل، ادت الى هربهم الى ايران ومن ثم الى فلسطين سرا وعلانية، وفي الوقت ذاته وفرت فرصة للمنظمات الصهيونية ملاحقة الحكومات العراقية للشيوعيين وبمساواتهم بالصهيونية، مضيفا ما ذكره الشيوعي يعقوب قوجمان عند هروبه الى ايران، “بانه اضطر هو واخرون من الشيوعيين الى الهرب عبر الحدود الى ايران خوفا من ملاحقة السلطات، مشيرا الى الحجم الكبير للشظف والمعاناة الذين لاقوها، كانت الحركة الصهيونية تقدم الدعم والعون الى اليهود المغادرين وتستثني منهم اليهود الشيوعيين.
لافتا الى مجيء البعث الى السلطة ودوره في البحث عن سياسة داخلية تكرس من لغة صيانة العراق من شبكات التجسس الاجنبية، ومنها اتهام مجموعة من الوزراء والضباط بانتمائتهم بتلك الشبكات، وزجت اسماء بعض اليهود بكونهم اعضاء في هذه الشبكات، وكان للبعث هدف اخر من استهداف ما تبقى من يهود العراق وهو هدف اقتصادي عن طريق التقرير الذي اعدته دوائر الامن، في ان بعضا مما تبقى من يهود العراق ما زالوا يسيطرون على جزء واسع من الاقتصاد العراقي، مباشرة او عن طريق وكلائهم، وفي ظل موجة التصعيد هذه والمناشدات من قبل هيئة الامم المتحدة بدأ البعث يتراجع عن ذلك ولكن بعد هجرة اعداد كبيرة منهم الى خارج العراق، عن طريق المناطق الكردية خوفا من القتل والاعتقال، مبينا حتى ان قرار عام 1975 والقاضي بالسماح لليهود المسقط عنهم الجنسية العراقية بالعودة الى العراق، لم يكن الا قرارا سياسيا واعلاميا لاسكات الاصوات العالمية التي نددت بنظام البعث وموجة الاعتقالات التي طالت اليهود.
وبعد ذلك كانت هناك مداخلات واسئلة من قبل الحضور اغنت الموضوع واضافت الشيء الكثير له
وفي الختام قدم الدكتور علي مهدي باسم ملتقى رواد المتنبي الثقافي شهادة تقديرية للضيف المحاضر الدكتور سيف القيسي