هُناكَ العَديدُ من الناسِ, يتَناولونَ المأكولاتِ الجاهزةِ في ظُروفٍ يضْطَرّون بها لذلك, ولكن أن تُصْبِح هذه المُمارسَةِ دائمةً, ملازمة لكل النشاطات والممارسات, هذا أمر يستوجب التوقف عِنْده.
ما هي أسبابُ استمرارِ الشَخصِ على الأكَلاتِ الجاهزة؟ لا سِيَّما انه قد تزوّجَ وأصْبَحَ لهُ بيتٌ مُستَقلٌ, يَستطيعُ أن يَطبخَ به ما يشاءُ وحَسْبَ رَغبتِه.
هل أن تقصيراً ما منَ الزوجةِ الجالسةِ في الدار, تلبس وتترفه فقط ولا تفكر بما ستؤول إليهِ الأمور؟ أم إنّهُ لا يُنجِبُ لذلِكَ فإنَّهم لا يُتْعبون أنفسهم بصنع الطعام الطازج؟
إذا عَلِمْنا أنَّه قد تزَوَّجَ وله عددٌ مِنَ الأولادِ والبِنات, وكل المواد اللازمةِ, تجهيزات لا حصر لها, فلماذا لا تعتمد هذه العائلة على نفسها؟ هل هو تقاعسٌ؟ أم إن العائلةَ الكريمةَ تَعلمُ إنها ستؤول إلى التفَكُكَ, فتؤهل نَفسَها تبعا لذلك, فلا تَبذِلُ جُهْداً للتَكامُل. أحزابٌ سِياسِيةٌ تَعمَلُ على نفس النمط لهذه العائلةِ, فلا يوجَدُ لَها مِطبخُ دائِمٌ للإعلام, بالرَغمِ من الوسائلِ المُتَوفرةِ مِن أعدادِ المنتمين, والمَكان والفكرْ.
لكن على ما يبدو أنهم لم يفكروا بذلك, فهناك أُجَراءٌ يبيعون أقلامهم لِمَن يريد, كأصحابِ المطاعم الجاهزة, مع أن بعض الطعام مسموم أو غير صحي. وكما يقول المثل المصري” رزق الهبل على المجانين”.
استئجار الأقلام عند قرب الحملات الانتخابية, كمن يستأجر محامي, ينقلب عليه عندما لم يكن مُؤمنا بقضية موكِله, حيث يَنصَبُّ تفكيره على الأجر المدفوع.
هذا قد يكونُ في الأحزابِ الحديثةِ, الّتي ليسَ خبرةُ, وتاريخُها قَريب, مع انه مَعيبْ, كون الإعلامِ من أساسياتِ العَمَلِ السِياسي, فَفي الزواجِ أيضاً نَجِدُ أنّ من يَخْطِبُ له متحدثين مؤمنين ومن الطرفين ليظهروا الصفاتِ والمميزات.
العائلة نواة المجتمع الأب هو قائد والزوجة هي من يربي العائلة والأبناءُ والبَنات هُم رعايا تلك العائلة, الّتي يجبُ عليها الاعتمادُ على نفسِها, وعدمِ استئجار من هبَّ ودَب. “فأهل مكة أدرى بشعابها” كما يُقال, يَجِبُ على الأب أن يكون مديرا مُحَنّكاً, كَي يوصل آل بيته إلى برِّ الأمان والاكتمالِ المنشود, وأن لا يَكونَ متغابياً, بحيث يعتمد على غيرِ أولاده, فالرجل من يعرف كيف يوظفُ أبناءه, حتى لا يصبح عرضة للابتزاز, بحجةِ العرضِ والطَلَب. إلا إذا كان رب العائلة إن عائلته غير مؤهله للاعتماد على نفسها, أو تيقنه التام, بأنهم لا يستطيعون أن يعملوا تقديم ما يقنع المجتمع بأنهم مفيدون, فقد شاهدنا تجمعٌ فتيٌ لم يستكمل الأربع سنوات له جيش من الإعلاميين, بينما هناك حزب, له تأريخ عريق في السياسة والجهاد, ممارسة في الحكم, أموالٌ طائلةٌ تحت تصرفه, ليس له كادرٌ إعلام يستطيع الاعتماد عليه, فعدم الإيمان بالكلمةِ, ليس كمن يكتبُ بالأجر.
والحُرُّ تكفيه الإشارة.
[email protected]