ان ظاهرة الاتجار بالأعضاء البشرية وانتشارها الكاسح، ومحاولات شرعنتها وترويجها من قِبل جهات بعينها , حتى اصبحت في طور الانتقال من السوق السوداء إلى التجارة المكشوفة، ومن الفعل اللا أخلاقي إلى الفعل الأخلاقي بل والمرغوب أيضا , وخاصة في “دولة البتاويين ” التي تحدثنا عنها في مقالاتنا السابقة والتي يتواجد فيها سماسرة وتجار بيع الاعضاء البشرية ويجري التعامل مع هؤلاء السماسرة عن طريق المقاهي والكافيهات وشرب الكحول وتعاطي المواد المخدرة , التي بدورها سهلت بيع النساء او الاطفال للعمل بتلك الأماكن , حيث تقوم تلك العصابات بإقناع الناس والاحتيال عليهم واستدراجهم لبيع اعضائهم البشرية، حيث يأخذون مبالغ نقدية تشمل كافة المصاريف من الشاي والقهوة والأركيلة ورصيد الجوالات لاستيفاء المكالمات التي يجرونها معهم ..الخ من المصاريف الاخرى , ومما شجع تلك التجارة وجود المستشفيات المتطورة في اقليم كردستان العراق والتي يتم فيها فصل الاعضاء البشرية بنجاح , وكانت عاملا مساعداً لامتهان الكثير من الاشخاص مهنة السمسرة في تجارة الاعضاء البشرية , وقد شرع القضاء العراقي قوانين وتشريعات حازمة وصارمة بحق تلك المافيات وسماسرة بيع الاعضاء البشرية والحد من انتشارها ولكن تشابك وانتشار تجار الاعضاء البشرية بشكل مخيف وبأذرع أخطبوطية واسعة , حيث يكثر السماسرة الذين باتوا يغرون العاطلين عن العمل والمعوزين لبيع اعضائهم والتصرف بأثمانها , وقد تفاقم هذا النوع من الجرائم وقد اتسع بشكل مخيف ليشمل تجارة الجسد وتلك آفة خطيرة تسربت إلى جسد المجتمع العراقي وخاصة المحافظات المتحررة والمنكوبة من عصابات ” داعش ” الاجرامية وبالأخص مدينة الموصل , حيث تعتبر جرائم الاتجار بالأعضاء البشرية من الجرائم الحديثة على تلك المدينة , وقد شهدت معدلاتها تزايداً بشكل ملحوظ بسبب انتشار ظاهرة البطالة وتفشي الفقر الامر الذي ادى الى تحول تلك الجريمة من الطابع الفردي الى الجماعي المنظم، اذ اشترك مرتكبوها بعصابات تمتهن المتاجرة بالأعضاء البشرية لأجل تحقيق مكاسب مادية بحتة, ولاشك ان ارتفاع مبيعات الكلة مثلاً قد يصل الى مبلغ نحو “10 – 12″ مليون دينار عراقي يتم بيعها عبر سماسرة ومختصين يجيدون الطريقة والاجراءات المطلوبة في تحديد موعد لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة , ومن بين تلك الاجراءات الاخرى تقديم تعهد خطي من ولي الأمر الذي يكون في الغالب غير موجود وتجري في تلك العمليات المخيفة تزويراً ” للمستمسكات” إذ تحتاج تلك الامور الى عمليات نصب واحتيال والتهديد والوعيد يرافق كل ذلك الاغراءات المادية ,لقد تم استطلاعنا الجديد الذي اجراه فريقنا الاستقصائي المتكون من الصحفيين “ع, ك, ز, وأ ” التابع الى اتحاد الصحفيين الاستقصائيين المشرف عليه انا شخصياً , وقد لمس الفريق مايلي : انه تجري في أول الامر صداقات بين الرجال والنساء في تلك الكافيهات والنوادي الليلية للبحث بتلك الامور والاغراءات المادية من قبل الدلالين ” السماسرة في بيع وشراء الكلى البشرية والعمل سوية من كلا الطرفين اللتيّن تشوبهما علاقات جنسية مشبوهة اكثر الاحيان , ويعتبر طبيعة العمل مع تلك الفتيات هو اغراء الشباب وجلبهم الى “السمسار ” لقاء “كومسيون ” يتفق عليه عن كل شخص , حيث تعتبر هذه المهنة سهلة وتدر المال الكثير حسب ما اكتشفه فريقنا الاستقصائي ، ويمتهن “السمسار ” استخدام اسلوب الاقناع تجاه تلك الضحايا.