طالب فنانون ومثقفون ونواب بنقل جثمان المطرب العراقي [فؤاد سالم] الذي توفي أمس السبت في العاصمة السورية دمشق الى البصرة . كما دعوا وزارة الثقافة ومحافظ البصرة بنقل جنازة [فنان الشعب] من العاصمة السورية الى البصرة على نفقة الوزارة والمحافظة ويتم شييع جنازته شعبيا من مدينته البصرة”.
وتوفى الفنان العراقي فؤاد سالم أمس عن عمر 68 عاما، بعد صراع طويل مع المرض في سوريا.
وكان الفنان راقد على سرير المرض في احد المستشفيات هناك وحالته الصحية حرجة، بسبب مضاعفات مرضية في قلبه الواهن الذي سبق ان اجريت له عملية قسطرة في لندن قبل نحو عامين بالاضافة الى تصلب في الشرايين ومعاناته من مرض السكري وضغط الدم، وانه اصبح في وضع لا يحسد عليه بسبب هذه الامراض.
وكان فؤاد سالم من اوائل الفنانين الذين عادوا الى العراق بعد سقوط النظام السابق، وزار بغداد اولا ثم مدينته البصرة ونال حفاوة منقطعة النظير، وهو القائل : [كنت اخاف ان اموت ولا ارى العراق وهذا الشئ الذي فرحت به ووصلت ارضي ومشيت في شوارعها ورأيت حب الناس وما قدمته هو حبي لبلدي، وشعرت بالحب في عيونهم ولا اريد القصور او المال بل هذا الحب]
فؤاد سالم، أسمه الحقيقي فالح حسن بريج من مواليد محافظة البصرة [قضاء التنومة] عام 1945، بدأ الغناء عام 1963 وكان متأثراً بالمطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي، فكان أول ظهور علني له مع أول أوبريت غنائي عراقي [بيادر الخير] في بداية السبعينيات وكان من أخراج الفنان قصي البصري، ثم أتبعه بعد عام باوبريت [المطرقة]، ظهر لأول مرة على شاشة التلفزيون العراقي عام 1968 ومن خلال برنامج [وجه لوجه] وقد تبناه في بداية الأمر عازف القانون الفنان سالم حسين وهو منحه اسمه فكان [ فؤاد سالم] الذي اشتهر به، وهو الذي لحن له أول اغنية في حياته الفنية وهي اغنية [سوار الذهب] وكانت من كلمات جودت التميمي، ثم غنى [موبدينه نودع عيون الحبايب] التي لحنها محمد نوشي عام 1975، وغادرالعراق لاسباب سياسية بعدما فصلوه من معهد الفنون، من ثم منع من الغناء في الأماكن العامة، كما منع من دخول مبنى الاذاعة والتلفزيون ثم تعرض للاعتقال، حتى انه قال ذات مرة: [استطعت ذات مرة ان اغني في مكان ما، لكنهم انتظروني في الخارج واشبعوني ضرباً باعقاب المسدسات وجعلوا دمائي تسيل على الارض، عندها ايقنت ان لا مكان لي في العراق لانهم سيقتلوني في المرة المقبلة، فغادرت العراق وقلبي على كفي]، وهرب عام 1982 إلى الكويت وظل في بداية خروجه من العراق يتنقل في منطقة الخليج، لكنه اضطر بسبب مضايقات النظام السابق الى مغادرة الخليج الى امريكا التي تركها فيما بعد واستقر في سورية وتوفي فيها.