“هناك من يلفون أنفسهم بالأعلام, وينفخون بوق الوطنية الصغير, كوسيلة لخداع الشعب” جورج غالاوي / سياسي بريطاني.
“تُلخّص الوطنية بأنها حب الوطن, والشعور بالانتماء إليه, والالتزام في الدولة أو المجتمع السياسي, الذي يعيش فيه الفرد، فيرى البعض أنها, ذلك الارتباط الروحي بالأمّة, الذي يدفعه للالتزام بالمبادئ والأهداف, التي وضعها الدستور لتحقيق تقدُّم الأمة”
ألوطنية كلمة تَحمل معاني كثيرة, إنها مصلحة الوطن وتغليب مصلحة مواطنيه, على مصلحة المهاجرين, وهذا ما لا نجده في العراق, فالوافد مُحترم يجد من يخدمه, بإيجاد عمل وسكن, بينما نجد ابن البلد, عاطلاً وقد يعمل لدى الوافدين, ممن تمكنوا من فتح مشروعٍ ما, وهذا ما لمسناه زمن الطغاة.
عام 2003 سقط أكبر طاغية, ليعود للوطن من كان مضطهدا مهاجراً, إستبشر شَعب العراق, بل عاش الأغلبية لحظات البهجة, ينتظر ساعة الإنصاف, فقد استفتت المرجعية الشعب, على نوع الحكم والدستور الدائم, وهذا يعني أن العراق في منعطف, بالانتقال لحكم ديمقراطي, ويشعر أن ما اختارهُ هو إرادة شعبية؛ ويستطيع المعارضة بكل حرية, ضمن الحقوق ألتي حفظها الدستور الدائم.
لو تساءلنا متى نعرف الوطني من غيره؛ سيكون الجواب الطبيعي, (عندما تعظم مصائبه) وما مَرَّ بالعراق من مصيبة, إعلان الاحتلال الأمريكي, بعد أن جاء تحت غطاء, تحرير العراق من الدكتاتورية, في تلك الظروف العصيبة, من التأريخ العراقي الحديث, كان على الساسة المتنفذين, أن يطبقوا الدستور الذي حدد, نوع الحكم ومنح الكرد إقليما ضمن حكم فيدرالي, مرتبط بالحكومة الاتحادية في بغداد, للحفاظ على وحدة العراق إدارياً واقتصاديا.
لم يحدد الدستور الدائم, مصير المحافظات الأخرى من العراق, وترك الأمر للاتفاق بين المحافظات, التي ترغب بتكوين إقليم, لينبري المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم, بتقديم مسودة مشروع, إقليم جنوب ووسط العراق, عام 2005إيماناً منه بوجود, لوجود القواسم المشتركة, بين ساكني هذه المناطق, إلا أن المشروع, جوبِهَ بحملةٍ مظللةٍ تسقيطية, وتشويش على الشعب العراقي.
نجح الكرد في زمن ألحكم ألصدامي, بجعل كردستان منطقة آمنة, وحددت بخط العرض 36, بينما لم يتم تحديد, لمنطقة آمنة لوسط وجنوب العراق, مع أنه مطلب شعبي, فقد قامت الانتفاضة الثعبانية عام 1991, في الجنوب العراقي, وامتدت لمحافظات الوسط, وكادت قوات المعارضة, أن تصل للعاصمة بغداد, لولا تنصل كل الجوار, وقيادة التحالف عن وعدها بإسقاط صدام, في ذلك العام.
هل سيعترف ساسة العراق, بخطئهم في محاربة مشروع, السيد عبد العزيز الحكيم؟ وهل يأتي يوم صحوة للوطنية, بعد أن عانى الجنوب والوسط, من الفاسدين والفاشلين, والذين لا يمتلكون حِساً للوطنية.
“على الوطنية أن لا تعمي عيوننا, عن رؤية الحقيقة فالخطأ خطأ, بغض النظر عن من صنعه أو فعله”مالكوم إكس/ داعية إسلامي أمريكي.