ربما يكون العنوان الاصلي لما اقول هو الاستغلال الكامل لمياه الامطار في مشروع تحلية مياه خزان الثرثار وهو الخزان الاكبر والاهم في العراق لكبر حجمه والذي يستوعب من المياه كمية تعادل كمية المياه في دجلة والفرات ولمدة عام واحد ,كذلك موقعه المهم حيث اعالي دجلة والفرات ،في الثرثار وقبل ان تصل المياه العذبه من دجلة عن طريق السدالذي اقيم في سامراء لتحويل المياه الزائدة ومياه الفيضان لانقاذ بغداد من تداعيات فيضان دجلةوالذي اقيم عام 1956وعن طريق الذراع المائي من سامراء الى الثرثار، كان هذا المنخفض الطبيعي يحتوي من المياه الاسنة وهي مياه مالحة حيث تشكل الكبريتات الجزء الاكبر من هذه الملوحة لكون المنطقة والمنخفض يقع ضمن مناطق الارض الجبسية وفي الذاكرةكلفنا بدراسة وادي مرتبط بالبحيرة حيث البيت الذي اقيم هناك لصدام حسين لجعله بحيرة اسماك فاوصينا بعدم تحمل هذه الترب الجبسيه للمياه وهي مرتفعه عن سطح البحيره ، واعماق الترب الجبسيه كبيره حيث وجدناها كذلك عند دراستنا للتربه في تعيين الممر المائي لذراع ثرثار – فرات ومن هذا الذراع الممر الذي يصل لدجلةان اعماق الطبقة الجبسية كبيرة. اذن خزان فيه كميات كبيره من الكبريتات وما يحيطه اراضي جبسية سريعة الذوبان اضافة لسعة مساحتها وتعرض المياه لنهار طويل وحار جدا حيث مناخ العراق وهذا ما يسبب تبخر كميات كبيره من الماء وبقاء المياه المالحه في البحيرة ،هذا ما جعل نسبة الاملاح عالية في هذه البحيرة ، عليه درس المختصون هذه الظاهرة واستقروا على قرار باستخدام هذه البحيرة العملاقة لخزن الماء والاستفاده منها اوقات انحسار الماء في النهرين فتم ربط الثرثار بالفرات ودجلة لكن تبقى هناك مشكلة الملوحة ونسبة الخلط من مياه البحيرة المالحة مع مياه دجلة والفرات بحيث لا يكون التاثير كبير بحيث تجعل المياه المخلوطة منالصعب استخدامها في الزراعة للاراضي الواقعه اسفل النهرين في الوسط والجنوب العراقي . في عام 1972 عملنا مع احد الاساتذة الكرام في تجربة حيث قمنا بزراعة نبات الذره مع خلط مياه دجلة او الفرات وبنسب مختلفة من مياه البحيرة لتعين افضل نسبة للخلط عندها قدر المشرف هذا على البحث مدة 13 سنه لتحلية مياه البحيرة استنادا لكمية المياه الواردة في كلا النهرين في تلك الفترة.لكن ما قامت به تركيا من جريمة باغلاق شبه تام للمياه في الفرات عن طريق انشاء 22 سد على الفرات ادى هذا لقلة المياه القادمة ولنوعية مياه رديئه من الصعب خلطها مع مياه البحيرة المالحة لغرض تحليتها مع الزمن وساعد في ذلك السنوات العشر الاخيرة كانت اعوام جافة حيث كمية الامطار كانت قليلة.خلال السنوات من فترة منصف السبعينات والى هذا العام لم تجري عملية تحلية الثرثار بالشكل الذي رسم لها ومع ذلك هناك نوع من التحسن جرى على مياه البحيرة فبعد ان كانت الملوحة عالية جدا اصبحت الان بمعدل 1.25 للاملاح الذائبة في الماء والقياس الاخير هو للماء القادم من الثرثار باتجاه دجلة عام 2011 .
الان نعود الى موضوع الامطار الغزيرة والتي غطت اراضي العراق بكامله وكذلك معظم حوض دجلة والفرات , على الرغم الدمار الذي صاحب سقوط الامطار فلها من الفوائد فهذه المياه مياه خالية من الاملاح تقريبا فكميات كثيرة منها لها دور في اصلاح الحال للمياه المالحة في اسفل دجلة والفرات وفي الاهوار وفي شط العرب عليه فعملية التحويل للمياه من دجلة عن طريق السد في سامراء والى البحيرة او تحويل مياه الامطار في اعالي الثرثار او من جوانبه او اسفله وباستخدام المضخات وبشكل مدروس بحيث يتم تحويل كميات كبيرة من هذه المياه الى الثرثار مع تحويل اكبركمية من مياه بحيرة الثرثار وعبر ذراع ثرثار – فرات ، وكذلك الذراع المتجة لدجلة دون مرعاة لنسب الخلط من مياه الثرثار ومياه نهري دجلة والفرات ، ونقل المياه من النهرين الى الاهوار والتي تعاني ليس من شحة المياه فقط وانما من نوعية المياه خاصة وان ايران قد فصلت هور الحويزة عن اهوارنا الجنوبية الامر الذي اثر على نوعية المياه القادمةلشط العرب حيث مياه هور الحويزه في الجزء الايراني ملوحته معتدلة .ملخص ذلك الاستفادة القصوى من مياه الامطار لتحلية خزان الثرثار للاستفادة منه لاحقا كخزان للمياه العذبة وتغذية دجلة والفرات بالمياه عند الحاجه وبدون حاجة لنسب الخلط .