عندما جلس” مارك جوكر بيرج” اليهودي الأصل أمام شاشة الكومبيوتر في حجرته بمساكن الطلبة “الأقسام الداخلية ” في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة كان لديه هدف واضح: وبدا يصمم موقعا جديدا على شبكة الانترنت, هو تصميم موقع يجمع زملاءه في الجامعة ويمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم وقد حقق نجاح سريعا وفي وقت قصير وأطلقه عام2004 وكان له ما أراد وموقع” فيس بوك” الذي يطلق عليه صفحات التواصل الاجتماعي(الشبكة العنكبوتية ) يستخدمه الآن أكثر من 50 مليون نسمة في العالم.
وهو سلاح ذو حدين سلبي وايجابي ,وإذا ما استحسن استخدامه فيعطي نتائج ايجابية إنتاجية واجتماعية باهرة,حيث أن التواصل الاجتماعي هو بنية اجتماعية مكونة من إفراد أو جماعات تسمى “ﮔروبات ” ترتبط عن طريق الاتصال بأكثر من نوع واحد من أنواع الترابط مثل القرابة والصداقة والمصالح المشتركة وقد تكون تجارية أو حضارية أو اجتماعية ويتم فيه تبادل المعاملات المالية وعلاقات المعرفة والمعتقدات , ومن ايجابياته التاريخية ثورة مصر 30 يوليو حيث استخدم سبعة من شباب مصر يقودهم شاب اسمه “محمود بدر ” صفحات التواصل الاجتماعي “الفيس بوك “: وحشدوا أكثر من 30 مليون مصري وفي ست ساعات اسقطوا مرسي وحكم الأخوان المسلمين.
أما الحد السلبي فيتضمن أمور تهالكية عديدة وحيث أن هناك مشاكل فنية وإدارية وتربوية سنوجزها بالترتيب,المشكلة الفنية والإدارية واسمها التنمر الالكتروني والمطاردة الالكترونية والأخرى الأخلاقية التربوية في التحرش الجنسي والسب والشتم والقذف وغيرها وهو استخدام يراد به إيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية, ولأنها أصبحت أكثر شيوعا في المجتمع وخاصة بين الشباب . ويجب وضع تشريعات وحملات توعية من قبل منظمات المجتمع المدني والمنظمات الشبابية ذات الصلة وبرلمان البلد ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية وأندية الترفيه الاجتماعي وغيرها من المنظمات لتوعية الشباب وارشادهم.
والتحرش عندما يرتكبه البالغون تجاه بعضهم هو تهديد وتشويه سمعة ,والتشجيع على مضايقة الضحية في مجموعة النقاش والتراسل الفوري “الجات ” والرسائل النصية القصيرة والدخول إلى صفحة المشترك بعد سرقة “وتهكير-هكرز” صور وفديوات المستخدم وإنتاجها وجمع المعلومات بشكل آخر مفبرك يهدف للتحرش والابتزاز المالي أو الجنسي وتأليب الآخرين ضدهم والتهم الباطلة في عرض أفلام وصور شاذة جنسيا وإباحية وطلب المقايضة لممارسة الجنس والكف عن التشويه والتوسل بشطب ذلك الفلم أو الفيديو أو الصورة عن الضحية نتيجة كسب الابتزاز في الحصول على الأموال والممارسات اللا أخلاقية وهناك سلوك آخر هو نية الإيذاء وطريقة التحرش والمطاردة الالكترونية وتشويه السمعة حيث يتم إرسال أو نشر شائعات وافتراءات قاسية أو تحذيرات وهمية لا صحة لها للإضرار بسمعة وصداقة المستخدم كما يتم انتحال شخصية مسؤول ما لترتيب مآرب أخرى حتى في التعيينات وإيجاد وظيفة أو عمل مثل ما ذكرناها في المقايضات وجمع الأموال ويتم بإرسال رسائل نصية تتضمن التهديدات المتكررة وملاحظات جنسية وتسميات للتحقير بخطابات الكراهية والبغض والتشهير والتحالف ضد ضحية وذلك بوضع المستخدم موضع السخرية في “الفيس بوك ” وأحيانا اختراق مواقع و”ايميلات ” ويتم ذلك بعد التعرف على الاسم الحقيقي وعنوان المنزل أو العمل بما في ذلك المدارس والجامعات وذلك للإضرار به ,و استخدمه أحيانا “المخبر السري “في إيصال معلومات غير دقيقة وكيدية إلى المعنيين بالأمر ويتم الحبس أو الحجز أو السجن ووصلت الأمور إلى الإعدام أحيانا.
ومن مخلفاته السلبية:الكره,العلاقات الجنسية ,التحرش, تشويه السمعة ,البيانات الكاذبة,الفضائح,الابتزاز المالي والجنسي, وان استخدامه من قبل الأطفال-حمودي-سعودي – علاوي –حيدوري-رناوي –هدولي- ونهودي…(اسماء الدلع )…الخ .. هؤلاء الأطفال السذج ونحن نجني عليهم وهم يتمتعون بسلوك لئيم مبهم في سن مبكر لا يتجاوز مرحلة الثاني ابتدائي أحيانا في استخدام ولهو غير مبرمج وبعيد عن التربية والأخلاق, ويعزى الفشل الدراسي والتهرب من المدرسة والسقوط في وقت مبكر بالرجوع إلى حالة “الدلال” الخارجة عن نطاق العرف الاجتماعي للأب وألام في استخدام الحد السيئ ” للفيس بوك ” لان التعلم في الصغر كالنقش على الحجر.
أما استخدامه من قبل الشباب والشابات المراهقين وقد تكون نسبة الشابات أكثر انخراطا من الشباب في عمليات التواصل الاجتماعي ويتم فيها إحراج الآخرين عمدا ومضايقتهم أو تخويفهم أو القيام بعمل تهديدات واحدة تلو الأخرى يحدث كما قلنا بتشويه السمعة والابتزاز والكره والعداوات وتأتي هذه الممارسات اللا أخلاقية في (فيس بوك …تالي الليل ) في لحظات يعم فيها الهدوء البيتي بعد منتصف الليل حيث يتعمق أولياء الأمور أو الآباء والأمهات في النوم و”الشخير ” بعد المعاناة اليومية لرب الأسرة والأم في أمور البيت والوظيفة وكثرة ساعات الازدحام بسبب السيطرات والكتل الكونكريتية وقطع الشوارع أحيانا وهنا يطبق المثل (غاب القط ..العب يا فار ) وتبدأ الشتائم والسباب والقذف والمطاردات الجنسية والألفاظ النابية التي ما انزل الله بها من سلطان- كطيحان الحظ.. وأمك كذا..وابن ……ة والقواد و………..ك وغيرها من ألفاظ الساقطين بمعنى السقوط الأخلاقي المبتذل لا نستطيع ذكرها احتراما لذوق القاريء الكريم, ويا له من زمان غابر مأسوف عليه, وعلاوة على ذلك ازداد الشحن الطائفي حتى وصل الأمر بسباب الصحابة وأهل البيت ومن كلا الطائفتين (برشلونة وريال مدريد ) واغلب معشر العرب والمتأسلمين يأخذون القشور ويرمون اللب حيث يسيئون استخدام العلم والتكنولوجيا في الثورة المعلوماتية الحديثة , ولو علم المخترع “مارك جوكر” باستخدام الفيس في إعمال الهمج الرعاع في السب والشتم وانتهاك الأعراض لدفن نفسه وعاقبها على هذا الاختراع بانتحار بسيط مودعا بذلك العالم و العلم والعلماء.
وهناك هجمة شرسة في “الفيس بوك” تعدت حدود الله والشرف والعرض والدين من أكاذيب وأباطيل وأحقاد غبية ,وهذا نداء إلى الشباب الواعي والمثقف :..إذا كنتم مسلحين بخصلة من خصائل الكفاءة فلا تترددوا من قرع طبولكم في كل مناسبة وأخرى, وعليكم أن تسعوا إلى تعريف أنفسكم وكفاءتكم وعلمكم وأدبكم إلى مجتمعكم كما كان آباؤكم وأجدادكم من العظماء سائرين في النهج السليم, وعليكم أن لا تكفوا عن قرع طبولكم حتى تصيخ لكم الآذان وتستجيب إلى تقدير مؤهلاتكم وأهميتكم في ميزان هذه الحياة..!
والى الشباب المارقين الجهلة..الهمج الرعاع : انظروا بعيونكم….تأدبوا….تأخلقوا…موتوا بقلبكم ..ثم بغيضكم وجهلكم …. يا لقطاء العصر والزمان….!