خلال الايام الاخيرة وفي الذکرى الثانية لمقتل الارهابي قاسم سليماني، قام النظام الايراني وبعد مسرحيات مفتعلة بشأن رفع دعاوي ضد الذين شارکوا في مقتل سليماني، بإطلاق تصريحات نارية بهذا الصدد وذلك للإيحاء بأن سليماني رمز وطني وإن الشعب الايراني غاضب لذلك ويريد القصاص من قتلته، ولکن وفي اليوم الخامس من شهر يناير/کانون الثاني2022، جاءت المفاجأة الصادمة التي فضحت النظام وأثبتت کذبه وتمويهه، حيث إنه وبحسب بيان صادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فقد قامت وحدات المقاومة التابعة له بإضرام النار فی التمثال الضخم للإرهابي قاسم سليماني في مدینة شهرکرد.
توقيت حرق تمثال الارهابي سليماني مع الذکرى الثانية لمقتله، أثبت ويثبت بأن الشعب الايراني لايعتبر الارهابي قاسم سليماني رمزا وطنيا وإنما هو إمتداد للنظام وهو رمزا من رموزه السوداء التي لعبت دورا بالغ السلبية ليس ضد الشعب الايراني فقط وإنما ضد شعوب المنطقة والعالم وخصوصا وإنه کان قائد فيلق القدس الارهابي المعروف بنشاطاته الواسعة في مجال تصدير التطرف والارهاب، والذي يجب ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار هنا، إن الصحف ووسائل الاعلام العالمية تتحدث في الخيارات المضادة للنظام والمتفقة مع رغبات وتطلعات الشعب الايراني بتغيير النظام، وبهذا الخصوص فقد نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا أکدت فيه من إن “الشعب الايراني يسعى لتغيير النظام من الداخل ، وعلى العالم أن يقف إلى جانبه” في حين إن صحيفة وول ستريت جورنال، قد أکدت من جانبها عدم الثقة بهذا النظام وإن”الخيار الوحيد الموثوق به ضد النظام الإيراني هو الخيار العسكري”، ومن دون شك فإن النظام الايراني يبدو الان في موقف ووضع لايمکن وصفه إلا بالحرج وغير العادي.
قيام وحدات المقاومة وعلى الرغم من الاحتياطات الامنية المتشددة للنظام الايراني، بإضرام النار في تمثال الارهابي قاسم سليماني، وترحيب الاوساط الشعبية الايرانية بذلك ولاسيما بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مختلفة تعلن عن السعادة والغبطة لحرق هذا التمثال وتٶکد بأن ذلك يمثل ويعکس موقف الشعب الايراني، ولاريب من إنه ليس هناك من شك بأن إضرام النار بهذا التمثال بمثابة رسالة عملية وجهها الشعب الايراني الى النظام ويٶکد فيها بأنه برئ من هذا الارهابي ومن النظام برمته وإنه سيواصل نضاله من أجل الحرية والتغيير حتى إسقاطه.