18 نوفمبر، 2024 2:50 ص
Search
Close this search box.

“ملفّات” المالكي يهدّد بها خصومه  ؛  ليست سرّاً, بل تُفتضح  يوميّاً ونحن لا نعلم !

“ملفّات” المالكي يهدّد بها خصومه  ؛  ليست سرّاً, بل تُفتضح  يوميّاً ونحن لا نعلم !

“أدلّة اتّهام الخصوم” أو “الملفّات” كما يطلق عليها السيّد المالكي وبالتالي هي أحد وسائله التكتيكيّة للحفاظ على منصبه ؛ لم يعهدها شعب العراق سابقاً في ساحة الصراع السياسي , لكنّ المواطن يعلم , قضائيّاً , أنّ أيّ شخصّ يدّعي مثل هذا الأمر وليس مسؤول حكومي فقط أو رئيس وزراء , يعلم بفساد وزراء حكومته لكنّه “يلتزم الصمت” ولا يتّخذ الإجراءات اللازمة بحقّهم أو يقدّم ما يدينهم إلى القضاء ويخفيها عنده , يُعتبر من الناحية القانونيّة شريكاً لهم في ما يدّعيه هو ضدّهم , والأمرّ والأدهى من ذلك أنّ الشعب والقضاء معاً تعودّا على مثل هذا الأمر وكأنّه بات “واجباً رئاسيّاً لا يُسأل عنه!” كما ولم يفهم العراقيّون ولغاية اللحظة كيف هو قضاء “غير مسيّس” ثمّ يصمت القائمون عليه عن ادّعاءات رئيس الوزراء وكأنّها لم تصل إلى مسامع القضاء فقط الشعب العراقي هو من سمعها ؟! وأنكى من كلّ ذلك أنّ السيّد المالكي استمرأ سكوت القضاء العراقي على ما يتصرّف هو حتّى بات بأساليبه هذه أقرب لزعيم مافيات منه لزعيم حكومة لها شعب اشتهر بحبّه للمكارم وللخلق القويم , بينما عجز المواطن العراقي أن يفهم ما يدور ما بين الملفّات وما بين المتورّطون فيها , لكنّ الكثير من المواطنين كان يدرك أنّ ما تحتويه الملفّات من فضائح خزّنها السيّد المالكي “ليوم الضيق!” ولربّما أدرك مؤخّراً أنّ ما يحرص عليه رئيس حكومتهم من ملفّات بدأ يجد طريقه لوسائل الإعلام منذ فترة ليست بالقليلة بينما شرائح عريضة منه لا تعلم أنّها هي تلك الّتي كان يعنيها السيّد المالكي من الّتي كان يتسأل عنها أين هي ! , فالسيّد المالكي , وبذكاء , بات منذ فترة ليست بالقليلة ينشر يوميّاً ما في الملفّات الّتي بحوزته , علناً , خاصّةً بعدما ركبه القلق من أعلاه لأخمص قدمه وساوره الشكّ من فرصة تجديد لولاية ثالثة , لذا استمرّ ب “اللعبة” منذ وقت مبكّر اقتداءً بالمثل الانكليزي “سْلو بتْ شُورْ”! عبر كتّاب وإعلاميّون فضائيّات تمّ اقتنائهم بعناية ينشرون ما يريده منهم أن يُنشر عبر مقالات وبأساليب تمويهيّة بأسماء تتجدّد بين فترة وأخرى , أوصاهم لا يتورّعون أيضاً من النيل منه ولكن “عالخفيف”! اقتضت “الضرورات” ذلك بسبب ما ينشرون من فضائح مع شعوره “بوقت الضيق” يخنق عليه! طالت الفضائح الّتي تنشر عبر أقلام باتت معروفة أعضاء من بين حكومته نفسها وطالت أيضاً فضائيّات بعينها اشتهر عنها أنّها لا تنافقه ! ولكنّ سرعان ما يقعون في شباك ذكاء المواطن العراقي فيفتضح أمرهم بعد مقالين إلى ثلاث مثيرات تحوي أسرار لا يمكن إلاّ أن تتسرّب من أرشيف “البيت الحكومي” نفسه !  ذلك عدا البرامج الفضائيّة وتصريحات لأعضاء دولة القانون , ولعلّ أكثر ما فضحه وبما أصبح ملفتاً للنظر هو تجنّب تلك الأقلام التطرّق لفترة السيّد المالكي  أو ما احتوت كلّ هذا الكمّ الهائل من الفساد والنهب والخروقات المنيّة الّتي لا يمكن إحصائها والّتي أزكمت الأنوف أو تلك الّتي ملأت المقابر ؟ .. تكتيك ذكي من قبل السيّد المالكي بدأ بوقت مبكّر عن الانتخابات القادمة الّتي سيفوز بها السيّد المالكي حتماً , ليس من استحقاق بحقّه على المواطن بل لإرادة أميركيّة إيرانيّة , ليس ذلك فقط , فقد استخدم تكتيكاً آخر لا يقلّ خبثاً عن سابقه , فقد التجأ إلى “قسم المسرح والتمثيل” في مكتبه , فأعدّ سيناريو تمثيليّة , يكون من بين بطانته “خصوم” تحت طائلة فضائح “الدعاية الانتخابيّة” منهم من استغلّ غرق بغداد فرصة له للنزول إلى الشوارع مع العمّال , ومنهم من أعلن الحرب على صخرة عبعوب , ومنهم فرش الأرض وروداً للفقراء سكن مجاني ورواتب ضمان اجتماعي , ومنهم يشارك عمّال أمانة العاصمة التنظيف أو التبليط , ومنهم من اتّخذ من مكتبه غرفة عمليّات وإنذار مبكّر ومنام  لخدمة المواطن ! ومنهم من يرفع يديه متّجهة لله بينما عينيه على عدسة كاميرا التصوير ! الخ جعل منها المواطن مادّة للسخريّة والتندّر ؛ فكانت مادّة دسمة للسيّد المالكي ينهال عليهم بالنقد ويتّهمهم بالدعاية الانتخابيّة !  وكأنّه هو فقط بعيد عن كلّ ذلك لا تهمّه لا انتخابات ولا يحزنون ولا يسعى لها , فهو إنسان بسيط خدوم وغير طائفي بل هو من يتّهم “السنّة” والنظام السابق بالطائفيّة ! , أتى للسلطة بتقرير من اليونسكو لحسن سيرة وسلوك يكره التفجير ويكره المسدّس ويكره الخدمة الإلزاميّة , ولحسن آدابه منذ نعومة أضفاره منذ كان في الروضة أو في المدرسة , فهو كان “فارس الصفّ” , ولزهده في الدنيا , وحبّه العميق  للإمام علي ولليوم الآخر , يكره السلطة “وتلعب نفسه” حين يأتي ذكرها أمامه , ويوصي ابنه أحمد حفظه الله ورعاه : إيّاك إيّاك يا بنيّ الاقتراب من كرسي السلطة وقلّ لها يا بنيّ إنّ حاولت أن تغرّنّك : “يا دنيا غرّي غيري” ..

أحدث المقالات