18 نوفمبر، 2024 3:36 ص
Search
Close this search box.

التطرف السني في المنطقة

التطرف السني في المنطقة

في زيارته الاخيرة الى طهران طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من المرشد الايراني علي خامنيء التحالف مع العراق لمواجهة ما اسماه(التطرف السني في المنطقة )،وللوقوف على خلفيةهذا التصريح الخطير ،لابد ان نلقي الضوء على نتائج زيارة المالكي واسبابها وتوقيتها ،فقد تسربت الكثير من القضايا التي ناقشها المالكي مع المرشد الايراني والرئيس الايراني ،ومنها اعادة العمل في اتفاقية الجزائر الملغاة من قبل ايران قبل الحرب العراقية الايراني،في الوقت الذي مازل العمل جار بها على الارض ،ومنها تقاسم شط العرب وخط التالوك ،وغيره ،فعن اية اتفاقية يتحدث المالكي ،ثم يعلن انه سيناقش مع قادة ايران حول مؤتمر جنيف2،ودور العراق فيه ،ونقول لم يذكر اي مسؤول امريكي او غربي او ايراني او عربي عن دور للعراق في المؤتمر وماعلاقة العراق في مؤتمر يناقش عملية احلال السلام ووقف العنف في سورية بين المعارضة والنظام ،فما علاقة العراق في هذا ،وعن اي مؤتمر يتحدث المالكي ؟؟،في حين كان الوفد المرافق لرئيس الوزراء وفدا يمثل قادة حزب الدعوة فقط، ووزيرين خدميين لذر الرماد على العيون (النفط والكهرباء)،والدليل ان الزيارة لم تكن بروتوكولية واستقبله في المطار وزير النفط فقط ومدير مكتبه ،اذن هي زيارة عادية وحزبية بامتياز ،والا هل يقبل هذه الاهانة رئيس الوزراء في بروتوكول الاستقبال وهو يمثل العراق ،لقد كانت الزيارة تهدف الى غرض واحد فقط هو الحصول على موافقة المرشد على ولاية ثالثة لرئيس الوزراء ،اما بقية التصريحات والاتفاقات فلا قيمة لها وهي اعلامية استهلاكية وبروباغاندا انتخابية وحسب ،وهذا ما اكدت عليه الصحف الايرانية المعارضة والصحف الامريكية ،فهل حصل المالكي على مبتغاه وحققت الزيارة اهدافها ،كل الدلائل تشير الى ان ايران ابلغت المالكي انها لاتضمن فوزه بولاية ثالثة ،لشدة الخلافات بينه وبين حلفائه في التحالف الوطني الشيعي ،والذي ظهر الى العلن على شكل تسقيطات واتهامات خطيرة من قبل الطرفين ،ونقصد التيار الصدري ودولة القانون ،وتفكك التحالف الوطني الاكيد وتفكك دولة القانون بسبب دكتاتورية الماكلي وطائفيته كما صرح بذلك عوة الشابندر نفسه لقناة الشرقية ،لهذا كله وكنتيجة على الارض لم تحسم ايران موقفها من اعادة ترشيح المالكي لولاية ثالثة  استنادا الى هذه الخلافات وفشل زيارته الى البيت الابيض وزعل اوباما على اداء حكومة المالكي الطائفي كما قال المرشح الامريكي جون ماكين وجها لوجه مع المالكي ،وكابينته في الحكومة وتحديدا اعضاء دولة القانون ،كل هذا جعل من ايران لاتعول على ولاية ثالثة ولم تعط وعدا بذلك للمالكي صراحة ،لذلك جاء تصريح المالكي وطلبه من الخامنئي التحالف لمواجهة التطرف السني في العراق والمنطقة ،فماذا يقصد المالكي بالتطرف السني؟،يقنينا هو يحرض ايران على سنة العراق والمحافظات المنتفضة ضد حكومته وادائها الطائفي وتصرفات قوات سوات الطائفية واعتقالاتها ضد ابناء هذه المحافظات بالسب والشتم والقتل الطائفي بدون اوامر القاء قبض وقطع الرؤوس ورميها لارهاب اهل هذا المحافظات وتهجيرهم من المناطق والمحافظات التي يتواجد فيها اهلنا الشيعة باكثرية كما يحصل الان في البصرة وذي قار وواسط وميسان وديالى وغيرها (عشائر السعدون مثالا)،اذن هذا مخطط منظم تشترك فيه ايران حسب هذا الاتفاق الذي كان سريا والان اصبح علنيا وعلى لسان رئيس الوزراء نوري المالكي ،هذا اولا وثانيا ،هل يقصد مواجهة التطرف السني (وانا هنا اتحفظ واعتذر على كل كلمة طائفية اكتبها للضرورة فقط والتوضيح) دول الخليج قطر والسعودية والامارات والاردن والبحرين واليمن  وتركيا كدول (سنية ) تقف مع ثورةالشعب السوري ضد نظام بشار الاسد الدموي وضد تدخل الحرس الثوري وحزبالله اللبناني والميليشيات العراقية ،ام يعتبر كل المحافظات المنتفضة بساحات التظاهر فيها هي تابعة (لدولة العراق والشام والقاعدة وجبهة النصرة ،)كما وصفها علنا رئيس الوزراء من البصرة في بدء حملته الدعائية الانتخابية ،وتوعدها بالحملات العسكرية وصولاتها الفرسانية ،هذا هو الهدف من انشاء تحالف ايراني-عراقي-سوري لمواجهة ما سماه المالكي التطرف السني ،ولم يتطرق او يشرح لنا وللعالم ان من انتفض ضد حكومته وطائفيتها ودكتاتوريتها هم العراقيين جميعا في الجنوب كما في الشما وفي الشرق كما في الغرب ،ولم يقل لنا ايضا لماذا هو مع صراع دموي وتسقيطي وخلافات جوهرية، مع جميع الكتل والاحزاب والشخصيات التي تشاركه في العملية السياسية الفاشلة(التيار الصدري والعراقية والتحالف الكردستاني وغيرهم )هو يعادي الجميع من اجل ان ما ينطيها كما يقول  ،تصريح المالكي الاخير جدا خطير ،وهو يستهدف فئة كبيرة جدا من الشعب العراقي والمنطقة لاتستطيع ايران ان تواجهها بحجة التطرف السني وما تصريح المالكي وطلبه من خامنئي ما هو الا استرضاء لولي الفقيه في قال له الولي الفقه انتهت اللعبة وعليك الاعتراف بهذا والعودة الى خصومك فهم ادرى بك منا ..وان شعراتك وطلبك جاء في الزمن الخطأ خاصة وان امريكا والبيت الابيض لايريد المالكي الان ولاتستطيع ايران اغضاب(زعل) اوباما ،وهي توقع معه اتفاقا جديدا لرفع العقوبات عنها وتهدئة الاوضاع السياسية والعسكرية في المنطقة وخاصة العراق وسورية …وهكذا ولد مشروع المالكي لمواجهة التطرف السني ميتا ورفضته ايران مرغمة ……

أحدث المقالات