22 نوفمبر، 2024 12:35 م
Search
Close this search box.

صالح بين قصر السلام والقصر الجمهوري !

صالح بين قصر السلام والقصر الجمهوري !

منذ انشغال الجميع بالانتخابات ونتائجها بين معترض ومؤيد كان الرئيس برهم يتابع المشهد السياسي من قصر السلام في بغداد وما افرزته النتائج التي كانت صادمه خصوصا مع حليفه السيد عمار الحكيم ، لكن هذا لم يفت في عضده حيث يكثف جهوده وينسج خيوطه لدعم شريكه الكاظمي لولاية ثانية وبنفس الوقت التهيؤ للخطة باء بتبني بديل من فريقه الخاص يوصله الى كرسي رئاسة الحكومة في القصر الجمهوري .؟! فهو لا يستطيع ان ينزوي في السليمانية لكتابة مذكراته كباقي الرؤساء ؛ برهم صالح الثعلب كما يصفه مام جلال الطالباني يستغل ضعف قادة الشيعة وتشتتهم حيث تلاعب بهم يمينا وشمالا الامر الذي مكنه من صنع الكاظمي وهو قادر مرة اخرى على صناعة كاظمي جديد
، وبنظرة سريعة الى المرشحين الاكثر حظوظا نجد ان رجل برهم الجديد يقف بالمقدمة ، انه كبير مستشاريه والرجل الثاني بعد الرئيس في رئاسة الجمهورية وخط الوصل بين برهم وبين المرجعية في النجف وشاءت الظروف لا بل المصالح ان يكون مرشح برهم هو ( الدكتور علي الشكري} والذي هو نفس خيار المالكي الفائز الثاني شيعيا في هذه الانتخابات بعد السيد الصدر حيث تشكل دولة القانون اليوم نصف مقاعد الإطار التنسيقي . فقد عرف عن المالكي تمسكه بالشكري الوزير السابق في حكومته الثانية وسبق ان رشحه بعد استقالة عادل عبد المهدي ومما يزيد من رساميل الشكري والسبب ….؟!هو قربه بالعمل مع دول الجوار ومنهم ايران وهذا بالتأكيد يمنحه موافقه ودعم كل اركان الاطار خصوصا وانه نائب عن تحالف الفتح في الدورة الماضية ويرتبط بعلاقة وثيقة مع هادي العامري ، وابو فدك المحمداوي ، ومما يجعل الطريق سالكا لمرشح برهم صالح . ان الشكري مقبول من مرجعية النجف ومدعوم بشكل واضح من السيد احمد الصافي وعبد المهدي الكربلائي وعرف عن الشكري مجاهرته
بتواصله المباشر مع (السيد ابو حسن ) كما يحلو له تسمية السيد محمد رضا السيستاني ، فضلا عن ذلك وهذا هو الجزء المهم في اختيار رئيس الوزراء في العراق .كما أن علي الشكري ومن خلال تصفح مسيرة عمله مواصفاته الشخصية فهو يكاد يكون الأكثر مقبولية من باقي المرشحين بحكم ضعفه وتمسكنه ونعومة تصرفاته وميله لتجنب المواجهة او الصدام رغم فقر تجربته التنفيذية التي اقتصرت على استيزار الشكري للتخطيط في حكومة المالكي الثانية والتي شهدت فيها الوزارة استباحة مطلقه من الوزارات والمحافظات بسبب ضعف وزيرها الشكري وعدم مقدرته على المواجهة بما يحافظ على سياق وخصوصية عمل الوزارة ، حقيقة الأمر ان هذه المواصفات تمثل عنصر ايجابي لدى اغلب القيادات السياسية التي تميل للشخصية الضعيفة المسالمة وهذا ما طالب به علنا المالكي في احد اجتماعات الاطار التنسيقي بضرورة اختيار رئيس وزراء مسيطر عليه ( يعني ضعيف ) ايضا هذا الامر يكاد يكون أحد أهم المواصفات المطلوبة من قبل سماحة السيد مقتدى الصدر الذي سيتفاعل إيجابا مع ترشيح الشكري لمعرفته به إبان ترشيحه كوزير و نائب عن الكتلة الصدرية سابقا فضلا عن الدور الكبير الذي بذله مستشار برهم صالح القيادي في التيار الصدري أمير الكناني في اقناع بعض الأطراف الصدرية المتحفظة على زميله
علي الشكري …… ؟!!! وأمام ضعف فرضية اعادة الكاظمي ثانيةً ومن أجل تعبيد الطريق تتسارع جهود برهم صالح ( صانع رؤساء الحكومات ) مع البريطانيين
والامريكان لتوفير المناخات اللازمة لطرح علي الشكري كمرشح تسوية لمنصب رئاسة الوزراء رغم ان جهود برهم الدولية لتسويق مرشحه كانت مبكرة وحاضره طيلة الفترة الماضية ضمن الخطة باء التي اعتمدها خصوصا في زيارته الأخيرة الى العاصمة لندن حيث اجتمع برهم مع جونسن رئيس الوزراء البريطاني بحضور علي الشكري فقط !!الامر الذي اثار استغراب باقي أعضاء الوفد الرئاسي وستشهد الأيام القادمة خطوات عملية أكثر وضوحا بعد موافقات اغلب جهات صنع القرار الداخلية والخارجية على ترشيح الشكري من قبل النقيضان برهم صالح ونوري المالكي اللذان اتفقا عليه في موقف يؤكد ان في السياسة لا يوجد عدو او صديق دائم بل مصالح مشتركة .

أحدث المقالات