باعتراف الامريكان,فان ما انفقه الامريكان على تشكيل وحماية الحكومة شيعية في العراق وترسيخ اذرعها العسكرية ومؤوسساتها الادارية يفوق ما انفقته امريكا على اسرائيل طيلة القرن الماضي.
ولئن كانت امريكا قد امدت اسرائيل بكل مقومات بقاءها ماليا وعسكريا واداريا,الا انها لم تنزفوا قطرة دم واحدة من اجل تمكين اليهود من حكم فلسطين,على خلاف الاف القتلى من الجنود الامريكان وعشرات الالاف من الجرحى والمعوقين الذين نزفتهم امريكا من اجل تشكيل الحكومة الشيعية في العراق !!.
هذا “الاستثمار ” الامريكي في العراق الشيعي لم ينطلق من فراغ,فالعراق الشيعي هو قلب الستراتيجية الامريكية والغربية لتجزئة العالم الاسلامي والتي بدا العمل بها منذ تسليم خميني الحكم في ايران.
كانت الخطة الغربية تقتضي فصل العالم العربي الافريقي عن العالم العربي الاسيوي من خلال اسرائيل اليهودية.
واليوم يتم فصل العالم الاسلامي الاسيوي عن العالم الاسلامي الافريقي من خلال العراق الشيعي او “الهلال الشيعي”, والذي يعرف حاليا باسم “اسرائيل الشيعية”!.
لقد ثبت للغرب واليهود ان الشيعة عدو يمكن التحالف معه,لان الفكر الشيعي والتاريخ الشيعي لم يشهد على مدى الاف واربعمائة سنة اي صراع “عقائدي” لا مع اليهود ولا مع النصرانية,بل ولم يشهد اي صراع الا مع المسلمين السنة!.(وحتى حروب حزب الله مع اسرائيل,تثبت بانها لم تكن عقائدية,بل كانت بسبب مصالح واختلاف في الاطماع,انتهت بحلف يقوم حزب الله من خلاله بحماية حدود اسرائيل الشمالية مقابل توفير الغطاء الاعلامي والسياسي لحزب الله ومنع اي دول غربية او عربية من معاملته كمنظمة ارهابية حتى لو قام بخطف وتفجير وقتل الملايين,قبل اشهر قام حزب الله بخطف طيارين تركيين لمبادلتهم برهائن من حزبه في سوريا, ولم يتهمه احد بانه منظمة ارهابية تختطف الاجانب!.ولذلك نجد بانه حتى القنوات المدعومة من دول الخليج كقناة العربية ورغم ادعاءها معادات المشروع الايراني,الا انها ترفض وصف حزب الله بالارهابي او حتى بالمتشدد او المتطرف!).
على خلاف السنة الذين يشهد التاريخ ان كل حروبهم هي ضد اليهود والنصارى والمجوس,وانهم هم من دمر امبراطورية فارس وامبراطورية الروم.وانهم هم من حرر الاقصى وهم من طرد السوفيت من افغانستان وهم من دمر ابراج التجارة في امريكا!,ولذلك فهم يعتقدون ان السنة هم عدو لا يمكن التفاوض معه فضلا عن التحالف معه!.
التقارب الامريكي الايراني الاخير والذي تبدو اسرائيل اليهودية “ظاهريا” معارضة له ,هو خطوة ضمن مشروع تشكيل اسرائيل الشيعية,وتزويد نوري المالكي باحدث الاسلحة من طائرات وصواريخ موجهة لم تزود بها سوى اسرائيل اليهودية (رفض امريكا تزويد حتى السعودية بمثل تلك الطائرات والصواريخ) مع علم امريكا بامكانية ان يقوم المالكي وبسهولة بتهريب تلك الطائرات الى بشار الاسد ا والى حزب الله ,ثم الوقوف مع حكومة المالكي ضد المظاهرات الشعبية رغم سلميتها, كلها اشارات على ان امريكا اصبحت تراهن على اسرائيل الشيعية اكثر من رهانها على اسرائيل اليهودية.
ظاهريا يبدو الشيعة لحد الان قد ربحوا معركتهم التاريخية ضد اهل السنة,والتي اطلق عليها المالكي اسم معركة انصار الحسين ضد انصار يزيد, لكنهم في الحقيقة خسروا وسوف يخسرون الكثير من الدماء والاموال والامن والرفاه,كي يتمكنوا من تشكيل تلك الدولة.
وخسارتهم الاولى معنوية,وهو فقدانهم ايقونة “الحسين” والتضحية به من اجل الحصول على الدعم الامريكي,فلا اعتقد ان الحسين لا بصورته السنية ولا بصورته الشيعية كان سيرضى ان يتحالف مع الامريكان (الشيطان الاكبر ) ضد اهل السنة (او “انفسنا” كما يزعم السيد السيستاني)!.والتضحية بالحسين من اجل ان يجلس المالكي وحمودي على عرش اسرائيل الشيعية هو خسارة معنوية تفوق بكثير اي مكسب مادي يمكن ان يحققه الشيعة جراء هذا التحالف.
خسارتهم الثانية مادية ,حيث سنزف الشيعة من الدماء اضعاف ما نزفه اليهود في طريق تشكيلهم لاسرائيل اليهودية ,فاهل السنة لن يسكتوا امام تشكيل اسرائيل جديدة ,ومثلما كان وما يزال هدف المسلمون الاول هو تحرير فلسطين من ايدي اليهود ,وتن دمير اسرائيل اليهودية حلم كل مسلم,سوف تصبح – بل اصبحت – اسرائيل الشيعية هي عدو كل مسلم,وسوف يصبح تدمير اسرائيل الشيعية واسرائيل اليهودية هو هدف كل مسلم ,هذا ان لم يكن هدفهم في تدمير اسرائيل الشيعية مقدما على تدمير اسرائيل اليهودية!.
ومثلما يتوافد المائة وخمسين مليون شيعي حاليا على سوريا لتوطيد دعائم اسرائيل الشيعية,سوف يتوافد المليار ونصف مليار مسلم سني على اسرائيل الشيعية لتحريرها!.
مقابل هذين الخسارتين سوف يكسب الشيعة امريكا “الشيطان الاكبر” وسوف يكسبون رضا اسرائيل اليهودية ,وهو مكسب يسيل له لعاب من يريد الحكم وكسب الراي العام وهوليوود .
اما الامان ودماء الشيعى الابرياء والمستقبل والجنة والاخرة والحسين وثورته والمهدي وعجته ,فكلها ادوات يمكن للشيعة ان يستغنوا عنها حاليا,
فالكرسي يبرر الوسيلة,هكذا قالت اسرائيل اليهودية.
و”نحن على استعداد للتحالف مع الشيطان من اجل محاربة الوهابية” هكذا قالت اسرائيل الشيعية.