18 ديسمبر، 2024 10:47 م

وداع عام يعني الكثير عمليا، ممكن ان يكون ضياع مئات الايام دون فائدة او كسبها بمهارات ومعارف كبيرة تعود على صاحبها بنفع الحاضر والمستقبل.
قد نتفق ان التكرار يخلق من صاحبه نسخة آلية سلبية، فالتحديث بابعاده المختلفة يضيف جديدا ينعكس على الشخص ايجابا، وينتقل به من افكار تقليدية الى اخرى قد يكون بعضها خارج الصندوق.
فالثبات الذي يأتي بمعنى الوقوف ظاهرة ترفضها النفس البشرية التي تحاول جاهدة تغيير حاضرها نحو الافضل، فتنجح او تخفق وفي الاولى تكون ايجابا وفي الثانية كذلك لانها محاولة، اما ان تبقى مراوحا مكانك فهنا الخطر.
مراجعة مجردة لاعمال سنة كاملة كفيلة ان تضعك بصورة نفسك التي حققت ما تريد او تراجع عن اهدافها التي نحرص على كتابتها كطقس احيانا.
المهم ان تفكر في القادم والا تجعل الماضي شماعة للاخفاقات الماضية التي قد تكون انت غير معني بها خصوصا اذا قهرتك الظروف.
تحقيق كل شيء بمرحلة عمرية محددة ضرب من الخيال، فكيف بسنة واحدة، وهذا لا يعني ان ننزوي قابعين غير مخططين.
ليس بالضرورة ان تكون رجل اعمال بسنة واحدة، ولا ان تحوز على سيارة من موديل 2022، وان يرتفع رصيدك البنكي الى مئات الاف الدولارات، وغيرها من الاماني التي هي مجردة.
الخطوة الاولى هي ان اخطط للموضوع، لان الامر لا يأتي عبر الاماني، وكلنا نستاء حين ننظر الى شباب ينتظرون الفرص ان تأتي لهم وهم لا يكلفون انفسهم عناء البحث عنها.
متواكلون الى حد اللا معقول، وحين تذكرهم بتقصيرهم يلفون حولك من الاعذار ما يصعب عده واحصاؤه.

يحكى ان رجلا تركيا يدعى خير الدين أفندي كان يمشي بأسواق إسطنبول، ويرى الأطايب معروضة أمامه، وكان يشعر بالرغبة فيها والضعف تجاهها كما يشعر أي بشر آخر أمام ما يشتهيه، لكن خير الدين لم يكن كغيره.
تقول الحكاية إن خير الدين كان يمتنع عن إرضاء نفسه، ويضع ثمن ما اشتهاه من طعام وشراب في صندوق يحتفظ به في بيته، ويربت على بطنه كلما فعل ذلك ويقول في رضا “كأني أكلت” محاولا إقناع نفسه بأنه حصل على ما اشتهى.
يوما بعد آخر وسنة بعد أخرى، تراكمت الأموال في الصندوق، وأصبح بإمكان خير الدين تحقيق الأمنية التي جمع كل ذلك المال لأجلها. لقد كان يريد بناء جامع في منطقة سكنه، وهو ما تم، لكن بمساعدة احتاجها من صديقه محمد شوقي أفندي، وكان من امتنان خير الدين وصديقه وجيرانه أن أطلقوا على المسجد تسمية “كأني أكلت”.
خير الدين لجم اشتهاءات النفس البشرية، ووجهها لفعل الخير، وفي هذا عظة كبيرة.
وقصص اخرى مشابهة قد تكون احيانا ضربا من الخيال نتصورها ونحن نجول في احداثها المتواترة.
يمكننا القيام ببعض الامور علنا نحرز تقدما ملموسا في تحقيق ما نصبو اليه في 2022
التخطيط لا يعني توفير مبلغ مالي لمدة شهر او اسبوع وانما الموضوع ابعد من ذلك فنحن هنا نتحدث عن سنة باثني عشر شهرا، وهذا تحدي جديد
يمكن تحويل بعض الأفكار ممكنة التحقيق إلى إنجازات على أرض الواقع من خلال اكتساب مهارات ومعارف جديدة، بما في ذلك إنشاء مشروعك الخاص.
ربما الاولوية ايضا بتسديد الديون المتراكمة التي تسبب لك قلقا دائما في جانبي الحياة النفسية والصحية
هذه العطلة السنوية من المفترض ان تتأمل فيها وتتواصل مع أفراد عائلتك ومن تحب لتقليل الضغط الكبير عليك.
العلم يقول عدم الحصول على قسط كاف من الراحة يؤدي إلى تدهور جودة الأداء المهني، ويسبب الإرهاق والقلق والاكتئاب.
جزء مهم من التخطيط ينبغي ان يكون للجانب الصحي، فتراكم الامراض دون علاجها يودي بك الى المهالك
عديد اشخاص يفكرون بتحويل مشاريعهم وأفكارهم إلى واقع ملموس مع بداية كل عام جديد، لكن تمر سنوات وتبقى تلك الأفكار حبرا على ورق، والسبب هو كتابة شيء غير قابل للتحقيق على المدى القصير والمتوسط.
واخيرا.. ينبغي التخلص من بعض الأفكار السلبية التي تعيشها في يقظتك ونومك اضافة للأشخاص الذين يقفون عائقا عن تحقيق أهدافك.
والنصيحة الاخيرة تتمثل بالابتعاد عن أي شخص يحاول التلاعب بك أو يقلل من شأنك.
واخيرا اختم بما قاله احمد الصافي النجفي
ســنّــي بــروحـي لا بـعـدّ سـنـيـن فــلأسـخـرنّ غـداً مـن التـسـعـيـن
عمري إلى السبعين يركض مسرعاً والروح ثـابـتـةٌ عـلى العشرين