لست عراقيا ولن تقبل ان تكون كردستان جزءا من العراق ومن لايعترف بعراقيته فا لعراق لايحتاج متأرجح وناكر لوطنه ولا موجب اطلاقا للتعنصر ابدا ؟؟؟
انا عراقيٌ بأمتياز, فهوية الاحوال الشخصية تؤكد ذلك, ولكنني في ذات الوقت, لست عراقياً.! ربما تكون هذه المعادلة صعبة لدى القاريء, إلا انها وحسب ما ارى إنها الحق بعينه.
انا ولدت في العراق, وترعرعت فيه, شربت من مائه, ونبت لحمي من خيرات ارضه, ولا اعرف بلداً اخر سواه, حتى اني لا افضل السفر والتنقل, ومديرية الجوازات تشهد لي بذلك, و لم اذكر مرة قمت بتأشير جوازي للسفر الى بلد اخر, ولو اخبرتك بأنني لا املك جوازاً للسفر قد لا تصدقني, ولكنني اقسم لك بأغلظ الايمان بعدم امتلاكي جوازاً للسفر حتى الان.!! بل وحتى عائلتي (زوجتي وولدي), والدتي هي الاخرى لا تملك جوازاً للسفر, ولم تغادر العراق ولو مرة واحدة في حياتها, وكنا معاً نُصرُ دائما على البقاء في العراق, مع اصعب الظروف واحلكها, وعشنا اغلب انتكاسات العراق فمن حرب “القادسية” الى “ام المعارك” حتى انتهى بنا الحال الى حرب “الحواسم” التي كانت الحاسمة لتفصل بين العراقي وغيره, ولم نغادر العراق ابداً, مع توفر فرص الخروج والهجرة لأننا عراقيون.!!
انا عراقي, وهذا الانتماء يتجدد بالنسبة إليّ عندما ادفع فاتورة الكهرباء في كل شهر, ادفع ضعف ثمن الكهرباء التي لم احصل على القليل منها, وادفع الضعف لأنني عراقي.! انا عراقي ويتجدد هذا الانتماء ايضاً, مع كل قانون جائر يُفرض عليّ ان اقبل به, واذا واجهته بالرفض والامتعاض, فانا أُعد عدواً للعراق ولشعبه, وحجر عثرة امام تقدمه, واذا كنت عراقياً فعليّ ان اقبل بذلك القانون لأثبت لهم إنني عراقي.!
انا عراقي, لأنني في كل عام, ومع دخول فصل الشتاء, عليّ ان ابحث عن “النفط” لكي تتنعم وترتوي به “صوبتي” النفطية, وكثيراً ما حاولت ان ابحث عن بديل آخر, لكن عملية البحث هذه تفشل دائما, فمع كل بديل هناك ثمن وازمة يجب ان ادفعه انا لأنني عراقي.!
انا عراقي, لأنني رخيص جداً, والزمن يسرح بي كما يسرح الراعي بقطيعه, لكن هناك ثمة فرق بسيط بيني وبين القطيع, هو ان الراعي يسعى لكي يحمي قطيعه من الذئاب والوحوش الغائرة, بينما انا بلا راعٍ ولا محامٍ, وأُترك عرياناً, مقطع الاشلاء في الشوارع والساحات, أعاني الم الرصاص والبارود لأنني عراقي.!!
انا عراقي عند “الدفع..!!!” ولست عراقياً عند “القبض.!!!” ولكي اثبت لحكامي ذلك؛ فعلي ان ادفع ما يتوجب عليّ من الحقوق التي فرضوها عليّ, وعلى غيري من العراقيين, وهذا ما يميزني عن غيري, فكل من يعيش مترفاً متنعماً من خيرات العراق دون ان يدفع الثمن فهو ليس من العراق في شيء.!!
لقد عاشوا سنوات القحط والحروب في بلاد اخرى, وكانت لهم حقوقهم ومنحهم, فهم مظلومون, مشردون, مضطهدون, عراقيون.!! بينما انا وامثالي, ممن عاش ويعيش على ارض العراق, ومع هذه الضروف الصعبة, فلسنا من العراق في شيء, لأننا لم نضحي كما ضحى هؤلاء.!! ولم نهاجر كما هاجروا.!! ولم نتقاضى حقوقنا المادية والمعنوية في بلاد المهجر مثلهم..!! وعليه يحق لهم ان يعودوا الى وظائفهم مع باقة اعتذار من سنوات الخدمة في المهجر..!!
كنا ولا نزال نعاني من الفرقة والتمييز بيننا, ففي زمن الطاغية البائد, كان هناك من يتنعم بخيرات لا تعد ولا تحصى, سواء كان خارج البلاد مع ما يسمى “بالمعارضة” او في داخلها من الذين نسبوا الى خدم وحواشي “الحاكم المقبور”, بينما كنا نحن نعيش على “فضلات” المتنعمين, واليوم نحن نعيش الوضع ذاته, حيث لازلنا نعاني ما عانيناه في زمان الظالمين, وهم لازالوا متنعمين حتى بعد انتهاء صلاحية المعارضة, لأننا اكتشفنا مؤخرا,ً اننا لسنا عراقيين.! فلم ندافع عن العراق كما دافعوا هم في بلاد المهجر, ولم نقف بوجه صدام كما وقفوا وقفاتهم المشرفة “بجلساتهم” و “اجتماعاتهم” التي من خلالها كانوا يخططون لأسقاط صدام ونظامه. وبعد عودتهم سالمين غانمين, كان لهم الحظ الاوفر, بل لم يكن هناك من ينافسهم على المناصب والدرجات الوظيفية, وحتى الحج..!! لأنهم وحدهم عراقيون, وكان الواحد من هؤلاء يفتي بتكفيرنا لأننا كنا ننقاد كما تقاد الابل, نقاد الى جبهات القتال, لكي نقف نواجه الموت, ونذود عن انفسنا وعيالنا من عدو او صديق، لا نعلم، فالأمر حينها اختلط علينا, كما اختلط علينا اليوم امر اثبات هويتنا وعراقيتنا.! ترى هل انا العراقي ام هم العراقيون ؟؟!!
مسرور برزاني انا كردي ولست عراقي
اجرت فضائية سكاي نيوز عربية حواراً مع السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان اثناء زيارته لدولة البحرين للمشاركة في (منتدى حوار المنامة 2021) بثته ليلة الأحد 28 تشرين الثاني، تناول اللقاء عدة مواضيع مهمة وجوهرية شملت اوضاع الإقليم الداخلية وعلاقاته مع بغداد والدول المحيطة والولايات المتحدة حيث أجاب مسرور بارزاني على الأسئلة التي طرحتها الإعلامية اللبنانية جيزيل بصراحة وشفافية تامة.
قبل ختام اللقاء سألت جيزيل السيد مسرور بارزاني سؤالا استفزازيا وغريبا نوعا ما عندما سألته “هل انت كوردي ام عراقي؟” اجاب السيد رئيس حكومة الاقليم بصراحة وشفافية تامة انا كوردي من اقليم كوردستان والاقليم جزء من العراق الفدرالي.
هناك من ينتقد صيغة جواب مسرور بارزاني بتفضيل انتمائه القومي على عراقيته، لكنني شخصيا انظر للجواب من زاوية اخرى وارى الجواب اعتياديا بل منطقيا.
قبل الخوض بجواب رئيس حكومة اقليم كوردستان، لابد من التأكيد والتذكير بحقيقة مهمة للغاية ربما يجهلها الكثيرون وبالأخص شريحة الشباب العراقي وهي ان عائلة البارزاني التي قادت حركة النضال القومي في جنوب كوردستان طيلة القرن الماضي لم يحاولوا قط استبدال النضال القومي الى صراع او عداء مع الشعب العربي في العراق بل اكدوا مراراً على تعزيزالأخوة العربية الكوردية والتعايش السلمي بين جميع المكونات العراقية وترجمت هذه الحقيقة على ارض الواقع اثناء مرحلة الكفاح المسلح ضد الانظمة الشوفينية، حيث شارك الكثير من الاخوة العرب في ثورة ايلول بقوة الى جانب اخوتهم البيشمركة في القتال ضد النظام وامتزجت الدماء الزكية لجميع العراقيين في هذه الثورة الكبرى من اجل ترسيخ شعار (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان) وبعد سقوط النظام وتفاقم الاوضاع الامنية في بغداد ومعظم المدن العراقية وبالاخص بعد احتلال داعش لخمس محافظات احتضنت كوردستان جميع العراقيين من دون استثناء وقدمت لهم جميع سبل الحياة الكريمة حسب الامكانيات المتاحة.
لنعد الى اصل الموضوع وهو جواب السيد مسرور بارزاني على السؤال المذكور، اعتقد كان صريحا واضحا وشفافا عندما اجاب انا كوردي من دون لف ودوران، ومن الطبيعي الجواب لم يأت من فراغ فحسب، بل من واقع مريرعاشها شخصيا على الاقل خلال السنوات الماضية من عمره في المهجر والنضال في الجبال والكهوف للأسباب التالية:
1- تاريخ الشعب الكوردي يعود إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد ربما اكثر والكيان العراقي المتمثل بالدولة العراقية الحالية تشكل قبل مئة عام من الآن بناء على قرار دولي بريطاني فرنسي بعد تقسيم غنائم الحرب العالمية الأولى، لذلك كوردستان اقدم من الكيان العراقي بآلاف السنين، اي ان الكورد قبل ان يكونون عراقيين كانوا كوردستانيين وعاشوا على ارضهم قبل الاف السنين.
2- الدولة العراقية التي تشكلت في عشرينيات القرن الماضي لم يكن بأستطاعتها استيعاب جميع المكونات تحت مظلة الوطن الواحد، بل كانت هيمنة النظم العربية وبالتالي المكون العربي على مقدرات العراق وتهميش المكونات الاخرى وبالاخص المكون الكوردي واضح دون الحاجة الى الادلة، اي العراق لم يكن دولة المواطنة بل كان دولة المكون الواحد دون اشراك الاخرين في السلطة وحرمانهم من الحقوق على الاقل الأنسانية والثقافية.
3- عندما طالب الكورد اخوتهم العرب (النظم العراقية) بحقوقهم القومية، بدلا من ان يستجاب لمطلبهم العادل والانساني، تم قمعهم بشتى الوسائل وبمختلف الاسلحة حتى وصل الامر الى دفن مئات الالاف من الرجال والنساء والاطفال احياء في مقابر جماعية فضلا على استخدام الاسلحة المدمرة الكيماوية والجرثومية المحرمة دوليا وهدم اكثر من (4500) قرية عن بكرة ابيها وتهجير اهاليها الى المجمعات القسرية التي اعدت لهذاالغرض.
4- الدولة العراقية طيلة القرن الماضي لم يكن بمقدورها أن تقنع المواطن الكوردي بأنه ابن لهذا الوطن او مواطن من الدرجة الاولى له حقوق وعليه واجبات بل حرم من ابسط حقوقه الانسانية والخدمات التي ينبغي للدولة ان تقدمها لجميع مواطنيها من دون تمييز وبعيدا عن الانتماءات القومية والطائفية.
5- بعد اسقاط النظام الدكتاتوري الصدامي على يد قوات التحالف الدولي بقيادة اميركا في 2003 تنفس الكورد الصعداء وظنوا ان مرحلة القمع والقتل والتدمير ولت وستفتح صفحة جديدة في ظل عراق حر ديمقراطي مستقل يوفر الحياة الحرة الكريمة لجميع المواطنيين عبر ترسيخ المساوات والعدالة الاجتماعية، بيد أن الشعب الكوردي ورغم تثبيت حقوقه في الدستور الدائم الذي صوت له اكثر من 80% من الشعب العراقي بنعم، تعرض الى سياسة الاقصاء والتهميش والتجويع بطريقة جديدة وذلك بقطع موازنة الاقليم السنوية وقطع رواتب الموظفين وعوائل الشهداءوالمؤنفلين واستمرار سياسية التعريب وتهديده بين آونة واخرى بقوة السلاح وضرب الدستور عرض الحائط.
الاسباب المذكورة اعلاه واستمرار معاداة الشعب الكوردي من قبل بعض القوى السياسية الشوفينية والعنصرية ومحاولة زعزعة الامن والاستقرار في اقليم كوردستان عبر التصريحات الاستفزازية وقصف اربيل بين فينة واخرى بطائرات الدرون كل هذه التصرفات اللامسؤولة والجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الكوردي طيلة القرن الماضي جعلت من المواطن الكوردي يشعر بخيبة امل وعدم الأنتماء الى هذا الوطن الذي ينبغي ان يكون خيمة للمكونات العراقية ويضمن حياة حرة كريمة للجميع، لذلك عندما يسأل المواطن الكوردي اليوم وبالأخص شريحة الشباب عن انتمائه الحقيقي سوف لا يختلف جوابه عن جواب السيد مسرور بارزاني.
اذ ان المشرف على الغرق يستجير بسعفة قش لأنقاذ حياته ، وهكذا اوهم هذا الشعب نفسه ان الأمور ستتغير وتبدأ مسيرة الخلاص من الطغمة التي جثمت على الصدور منذ عقد ونصف والحقت بالعراق ما لم يلحقه جنكيزخان من ضرر اذ لم ينج مرفق الا وناله التخريب واصبح هذا البلد ، الذي كان يشار اليه ، في اوقات الخير بالبنان، في اسفل قائمة الدول الفاسدة والفاشلة . طبعا لم يعد العراق ، نتيجة تسلط حكومة فاشلة واحزاب متخلفة وكياناتعنصرية ومذهبية متحجرة الافكار، تلك الدولة المهابة والمحترمة بين دول العالم ، ولم تعد الدبلوماسية العراقية تلعب الادوار الرائدة في الشرق الاوسط وفي العالم كما كان الامر في سنوات الازمنه الجميلة بل تراجع الى مستويات دنيا نتيجة تعيين من هب ودب من الأهل والاخوة والاخوات في وزارة الخارجية وسفاراتها في الخارج فيما المفروض ان يكون انتقاء موظفيها ودبلوماسييها وفقا لميزان حساس جدا تتوفر فيه شروط الوطنية ، الرصانة، الشهادة العليا والفكر النير والتصرف الحضاري .
للآسف الشديد لم تعد هذه الشروط مقبولة للطغمة الموغلة في التخلف وهكذا اصبحت وزارة الخارجية العراقية ملاذا للمنتفعين ماديا ووسيلة لهؤلاء الذين يكرهون العراق ويستغلون مناصبهم لنشر فكر هم الشوفيني للانفصال عنه .
انها حالة خاصة لم تحصل في دول العالم كافة حتى تلك الأكثر تخلفا ان يعاد تعيين سفير عراقي سابق رفض عام 2017 العودة الى العراق من هولندا للتحقيق معه اثر مخالفات عديدة وكثيرة واطلاق تصريحات ذات منحى شوفيني معاد للبلد الذي يمثله دبلوماسيا حيث قال امام الصحافة ( انني لست عراقيا ولااقبل ان تكون كردستان جزءا من العراق ) ، سفيرا جديدا في البرتغال ( !!! ) .
يحار المرء حقا ماذا يقول سوى ان الامر فيه ضحك على الذقون واستهانه بالشعب العراقي .. فالسؤال موجه الى حكومة السيد عادل عبد المهدي كيف ولماذا تحصل مثل هذه الامور ؟ هل يعقل رئيس الوزراء ان هذا الشخص سيمثل العراق ويدافع عن حقوقه ؟؟ هذا الشخص يجب ان يحاكم بتهمة الخيانة العظمى فكيف يعين سفيرا في البرتغال ؟؟
ولكن يبدو ان وراء الآكمة ما وراءها فالسفير المعين اسمه سيوان صابر البارازاني ابن شقيق مسعود البارازاني ( من مواليد شباط عام 1972) ، قيادي كبير في البيشمركة ، ومسؤول مالي في شركة كورك التي قيمتها اكثر من ملياري دولار
عين في ديوان وزارة الخارجية عام 2009 وكان قبلها يعمل ممثلا للحزب الديمقراطي الكردستاني ومكلفا بأدارة شبكة مخابراتية في اوربا تابعة للحزب المذكور واخرى ترعى المصالح والصفقات المالية لعائلة البارازاني. بعد فترة اختير سفيرا للعراق لدى ايطاليا وهولندا ولوحظ اثناء عمله في هاتين الدولتين انه لم يكن يعير عمله كسفير بل كان يزدري بلده امام المسؤولين الاجانب . لقد وفر له السيد هوشيار زيباري اثناء عمله وزيرا للخارجية الخارجية فرصة منحه التسهيلات المالية والادارية الاستثنائية مقارنة بغيره من السفراء.( كان يتقاضي راتبا شهريا مقداره 13 الف دولارفضلا عن 30 الف دولاريتم دفعها سنويا مصاريف مدرسية لأطفاله الذين يتعلمون في مدرسة دولية في مدينة لاهاي اضافة الى 3 الاف دولار يتم دفعها لأثنين من الموظفات المحليات يعملن في ادارة شؤون منزله والاشراف على تربية اولاده الى جانب مخصصات سرية غير معروف مقدارها كان يبعثها الوزير زيباري له وبشكل مباشر ) .
اثناء فترة الاستفتاء في اقليم كردستان للانفصال عن العراق جاهر سيوان بكل صراحة بعدم عراقيته وروج بشكل كبير لأنجاح الاستفتاء وعندما تحرك بعض الاكراد في ايطاليا وهولندا في تظاهرات احتجاجية ضد السلطة في بغداد سهل السفير سيوان لهؤلاء اقتحام السفارة وانزال علم العراق واحراقه والعبث بموجوداتها وبسبب موقفه المشين هذا استدعته وزارة الخراجية الى بغداد للتحقيق معه الا انه لم يعد وسافرمباشرة الى فرنسا التي يحمل جنسيتها .
في الختام نقول ان الجميع يعلم ان العراق ابتلى بنظام المحاصصة البغيض وقد يقول الكرد ان تعيين هذا الشخص جاء من حصة الأكراد ولكن الا يفترض ان تكون هناك معايير واضحة لمن يشغل مناصب عليا تهم سمعةالعراق في الخارج ؟ وهل يقبل السيد عادل عبد المهدي بمثل هذا التعيين ام انه حصل رغما عنه ؟
هناك من يجزم من العارفين بشؤون وشجون العراق ان فترة شهر عسل حاصلة بين الاكراد ومسعود البارازاني بالذات والقيادة الايرانية اذ يلاحظ ان البوصلة الكردية غيرت اتجاهاتها من امريكا الى ايران بعد ان وعدت الاخيرة الاكراد بأنها ستحصل لهم على حقوقهم واكثر من السلطة الاتحادية في بغداد التي هي بدورها تدور في الفلك الايراني حتى العظم .
هذه هي اللعبة التي جعلت موازنة العراق تمنح الاكراد اكثر بكثير مما يستجقون ( اكثر من 20% ) وهاهي الامور تتغير في كركوك لصالح الاكراد فيما التعيينات في مرافق الدولة ومنها وزارة الخارجية التي جاءت بسيروان البارازاني فأصبح من خائن ورافض لبلده الى سفير له تجري على قدم وساق وبأمر من الايرانيين طبعا .اما رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي فعند سؤاله ماذا يجري ولماذا يأخذ الاكراد كل هذه المنافع على حساب الشعب العراقي يجيب انهم حلفاء لنا ولهم حق في هذا البلد .لقد ابتلي العراق بأنصاف الرجال وحلم الجميع ان يأتي اليوم الذي يتم فيه قلع هؤلاء من جذورهم ويرمون في سلال النفايات عندها بالتأكيد سيعود العراق الى الزمن الجميل .. نعم انه حلم ولكن ليس ببعيد ان يتحقق .
الوطنية ليست شعارات بل هي فعل، كما يرى هادي جلو مرعي. ويتساءل لماذا لا يردع البعض ممن يدعون الوطنية، القتلة، والفوضويين، وسراق المال العام ، ومستغلي الوظيفة، والسلطة والمتحايلين على القانون والنظام ؟
على مستوى الخطاب السياسي والديني والمجتمعي والإعلامي وحتى على مستوى الباعة المتجولين، فإن الوطنية بمعناها العام تتراقص على الشفاه، وتتحول إلى نشيد يردده الجميع بلا استثناء ، فالسياسي يتخلى عن السياسة ويكون وطنيا قلبا وقالبا ، وهو مستعد للتنازل عن إمتيازاته وحقوقه من أجل الوطنية .ورجل الدين يمتلك القدرة على تفكيك المنبر الذي يعتليه ويحوله إلى حطب لإشعال النار من أجل تدفئة الفقراء ، وكل ذلك من أجل الوطنية المعذبة , ومثلهما كثير وعديد ،لكنهما وسواهما لايريدان أن يعترفا إن الوطنية ليست خطابا ونشيدا يرددانه صباح مساء ، بل هي فعل إنساني ، وليست تصنيفا سياسيا ، أو عقائديا .
والوطنية ليست إيمانا قلبيا وحسب، بل فعل ثوري في اللحظة ، يتفجر طاقة جبارة ، ويستثير الكوامن ، ولايترك مجالا لأحد أن يتراجع عن فعله الإنساني ليغير ما إستطاع التغيير ، وإذا كان الجميع وطنيين مخلصين ومدعين بذلك فلاقيمة لإدعائهم ماداموا عاجزين عن ردع لاوطنية البعض ..بعض الزملاء والأصدقاء والسياسيين ردعوني بقسوة وإتهموني بالمغالاة حين وصفت الوطنية أنها ذبيحة الفعل العراقي ، وهي تنحر يوميا في هذا الوطن ومن الجميع ، وعدوا ذلك تعسفا مني بإعتبار إن الوطنية متوفرة في جميع الأسواق ، ومحلات البقالة ، وفي المساجد ، والمستشفيات ، والمنتديات وفي مضايف الشعر، ودواوين الشيوخ الطامحين الى المجد والعلى ،وقلت لهم، ماقيمة الوطنية الخطابية حين يكون البعض سيدا والكل عبيدا ؟
فإذا كان من وطنيين حقا فلماذا يعجزون عن ردع البعض من القتلة، والفوضويين، وسراق المال العام ، ومستغلي الوظيفة، والسلطة والمتحايلين على القانون والنظام ؟ الله سبحانه يقول ( وإتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) فالذين ظلموا هم البعض، ولكن الذين أصيبوا بالضرر هم المجموع العام.. الله يعلم قدرة الكل على ردع البعض ،غير إن الكل تهاون مع البعض ، وإستجاب لفعلهم ،كأن تكون فئة خارجة عن النظام وعن العادات والتقاليد وهي في الأصل تنتهك علاقتها بالله، وتقتل، وتسرق ، وتتطاول ، بينما لايتحرك المجموع العام ضدها ويتساهل في تطبيق الأحكام وينسحب الى جانبها ، وينتفع بفعلها ، ويدافع عنها في المحافل ، فتتحول الوطنية الى حالة من التأويل غير المقنع لفعل يراه البعض سلوكا طبيعيا ، ويراه آخرون فعلا جرميا يستحق صاحبه عليه أن يعاقب بأشد العقوبات وأمضاها..
البعض يقتل ،بينما الكل يستسلم ويضعف ولايبدي ردة فعل حقيقية توقف البعض المعتدي عند حده،فتصيب العقوبة الجميع ولاتستثنيهم ، وهذا حالنا منذ زمن طويل ، فقد تعود البعض سرقتنا ،وقتلنا، وهتك حرمنا ،وتدمير بنيتنا القيمية والأخلاقية ونحن عاجزون عن فعل شئ ، ولانفعل شيئا سوى أن نكذب ،ونتردد ،وندعي ،ونجامل ،ونسوف، ونصنع لهم آلاف التبريرات غير المقبولة..
أنا لست وطنيا ، وأنتم لستم وطنيين، فلاتدعوا الكذب ولاتتهاونوا في الإعتراف ، وهو خير لكم إن كنتم تعلمون.