تمر علينا اليوم الذكرى الثانية لجريمة أغتيال (قادة النصر) على داعش كما أسمتهم المرجعية العليا عندما أقدمت أمريكا بقيادة ترامب بأستهداف موكب سيارات تقل نائب رئيس الحشد الشعبي ابومهدي المهندس وضيف العراق الجنرال قاسم سليماني ومرافقيهم بعد خروجهم من مطار بغداد بصواريخ وطائرات مسيرةمما أدى الى أستشهادهم مباشرة ,
لم تكن عملية أغتيال الجنرال الشهيد قاسم سليماني والقائد ابو مهدي المهندس في بغداد قبل سنتين عملية سهلة أو ممكنة الا بتوفر ومشاركة عدة جهات أستخباراتية لدول معادية للجمهورية الاسلامية من مصلحتها غياب القائد سليماني عن المنطقة وقديماً قيل (أنظر من المستفيد لتعرف الفاعل) لهذا كان من الطبيعي أن توسع دائرة الاتهام لتشمل كل الجهات التي من مصلحتها غياب القائد سليماني ولكن توجيه أصابع الاتهام لجهة معينة بدون دليل لا يمكن بأستثناء الجانب الامريكي الذي أعترف على لسان رئيسه ترامب بأنه هو من أعطى الاوامر بتنفيذ عملية الاغتيال قرب المطار بطائرات مسيرة و صواريخ ,
فقدذكرت شبكة “أن بي سي نيوز” الأميركية إن إسرائيل ساعدت الولايات المتحدة في العملية التي أدت لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020
وذكرت الشبكة الأميركية -بناء على مقابلات مع مصدرين مطلعين على تفاصيل العملية ومسؤولين أميركيين أحيطوا علما بشأنها- أن الاستخبارات الإسرائيلية شاركت في العملية حيث زودت الأميركيين بمعلومات استخبارية هامة.
وأشارت الشبكة إلى تلقي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أي”، معلومات من مخبرين في مطار العاصمة السورية دمشق، بشأن موعد إقلاع طائرة سليماني المتجهة إلى بغداد، والاستخبارات الإسرائيلية ساعدت في تأكيد التفاصيل.
وأوضحت بقولها إنه “عندما هبطت طائرة تابعة لخطوط أجنحة الشام طراز إيرباص A320 أكد عملاء أميركيون في مطار العراق الرئيسي، الذي يضم عسكريين أميركيين، مكانها بالضبط”.
على إثره “حلقت ثلاث طائرات أميركية في المجال الجوي العراقي الذي يسيطر عليه الجيش الأميركي بالكامل فوق موقع الطائرة، وتعقبت سليماني وهو يخرج من الطائرة ويستقل سيارة، قبل استهدافها بأربعة صواريخ هيلفاير”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، في اليوم التالي للعملية، أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت مبكر على الخطط الأميركية لاغتيال سليماني.
وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” إن بومبيو اتصل هاتفيا بنتنياهو مطلع يناير/كانون الثاني، على ما يبدو لشكره على دعم إسرائيل للجهود المبذولة لمحاربة إيران، بعد الهجوم على السفارة الأميركية في العراق.
وقبل مغادرة نتنياهو إلى أثينا في صباح يوم العملية، ألمح للصحافة أن “أشياء مثيرة للغاية” تحدث في المنطقة وصرح للصحفيين في مطار بن غوريون الدولي “نحن على اتصال مستمر مع صديقنا العظيم الولايات المتحدة”.وبعدها بساعات، حصلت العملية.
كما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” وقتها أن نتنياهو هو الزعيم الأجنبي الوحيد الذي يبدو أنه كان على علم بالعملية قبل تنفيذها.
ووفق التحقيقات الاستخباراتية التي عملت عليها الجهات الايرانية في دائرة أولية توصلت الى عدة خيوط أبتدائية لم تنتهي ووفق لهذا التحقيق الاولي قامت السلطة الايرانية بالتعاون من القضاء العراقي باعتباره صاحب الارض التي وقعت عليها الجريمة باقامت دعوى على اربعين متهماً من أصل 120 متهم وبدأ التعاون بين البلدين في هذا الاطار والتنسيق بين القضاء الايراني والعراقي لأكمال الاجراءات القانونية في محاكمة المتهمين في حين أعلنت الخارجية الايرانية أتهام ثلاث دول في المنطقة و ثلاث دول خارج المنطقة في المشاركة المباشرة وغير المباشرة في جريمة الاغتيال وكان الكيان الصهيوني على رأس هذه الدول مع وجود الدوافع وتوفر المصلحة لأسرائيل في التخلص من الفاعل الاكبر الداعم للفصائل الفلسطينية المقاومة بعد أن شهدت الساحة المقاومة الفلسطينية طفرات نوعية كبيرة وتطور غير مسبوق في مواجهتها للترسانة العسكرية الصهيونية وكسرها بفعل القوة الصاروخية الفلسطينية و دخول الطائرات المسيرة على خط المقاومة في غزة وهذا ما لمسناه في الحرب الاخيرة التي كسرت فيها المقاومة الفلسطينية أسطورة القبة الحديدية و ضربت المدن الاسرائيلية لأول مرة بالصواريخ الفلسطينية مما أجبر اسرائيل لطلب الهدنة و وقف العدوان على غزة و التوسط لدى مصر لأقناع الفصائل المقاومة بوقف الحرب وكل هذا لم يكن ليحصل الا بفضل حنكة وحكمة و تدبر القائد الجنرال قاسم سليماني ولهذا لم يكن بعيداً أن تكون لليد الاسرائيلية دور في العملية وهم لديهم سوابق كثيرة ولا يتركون أي خطر على كيانهم دون أن يحاولوا التخلص منه , وجاء تصريح الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال تامير هايمان في سياق مقابلة وداعية أجرتها معه مجلة مركز التراث الاستخباراتي “مابات مالام” متوافقاً مع سير التحقيقات حيث صرح في المقابلة “أن “فترة توليه هذا المنصب شهدت عمليتي تصفية هامتين، قتل في إحداها القائد الإيراني، وفي الأخرى، القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، بهاء أبو العطا، الذي تم اغتياله في نوفمبر 2019″ وهذا التصريح يجب أن يؤخذ على محمل الجد وفي سياق لائحة الاتهام القضائية حتى وإن تبرء قادة الكيان الصهيوني منه ومحاولتهم النئي بالكيان عن العملية خوفاً من ان تنالهم يد الانتقام الايراني التي أوجعت الامريكان في قاعدة عين الاسد وفي أستهداف بعض المتورطين من الامريكان و الصهاينة في أقليم كردستان فالاصرار الايراني على ملاحقة جميع المتورطين في عملية الاغتيال يخاف منه حتى الامريكان أنفسهم ناهيك عن اسرائيل التي رأت بأم عينها ماذا يفعل أصبع صغير من ايران بهم فكيف بقبضة منتقمة ؟
وهنا يجب الاشارة الى ضعف الدور العراقي في هذا المجال مع ملاحظة أن الاغتيال طال قائد عراقي كبير وهو نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي والقائد الفعلي لمعارك التحرير من داعشال وتطهير المدن العراقية من الخطر الداعشي القائد ابو مهدي المهندس بالاضافة الى أن القائد سليماني كان ضيف العراق ويعمل كمستشار عسكري كبير مع الحكومة العراقية وهو في زيارة رسمية لبغداد وبنفس الوقت نرى فتور وتلكأ في الجانب العراقي وهو نتيجة الحضور الامريكي وسيطرته على هذه الحكومة والقرار السياسي العراقي ومنعها من العمل ضد المستهدفين للقادة , وقد لاحظ العراقيون بوضوح تام أثر غياب هذين القائدين على الواقع العراقي السياسي والامني وهو اليوم يعيش في تخبطات خطرة خاصة بعد الانتخابات الاخيرة ونتائجها والتدخلات الاجنبية في العراق وخاصة الاماراتية والسعودية والتركية بعد غياب الدور الايراني فيه نتيجة قرار ايران بعدم التدخل الا بطلب رسمي من الحكومة العراقية مما فسح المجال لباقي دول الجوار في التدخل السافر في الشأن االعراقي وصل الى عقد الأجتماعات في أنقرة ودبي لتصفية الاجواء بين المتنافسين في المساحة السنية بينما يتهم الشيعة بتهمة التبعية لأيران ولا يتهم غيرهم بهذه التهمة بل يفتخرون ويعلنونها صراحة .