عجيب امر الشعب العراقي وعجيبة هي القدرة التي يمتلكها في النسيان او تناسي ما يمر به من احداث فبعد السنين العجاف سني الظلم والاضطهاد والقتل والتشريد ابان الحكم الهدامي اللعين عندما كان الشعب العراقي يقدم ابنائه وامواله في محرقة الحروب لا لشيء وانما ليبقى الطاغية وكان اكثر ما يطمح له العراقي هو ان يبقى على قيد الحياة والا يعتقل وما ان مرت السنين وهلك الطاغية الملعون على ايدي اسياده وتولى ادارة البلد من تولاها حتى عاد الشعب العراقي الى سابق عهده في صناعة الطواغيت ونسى كل ما مر به من الالام والمآسي عاد اليوم شعبنا شعب الحضارات شعب التاريخ الذي يمتد الى الاف السنين شعب علي والحسين عاد من جديد ليكتوي بنار الحروب عاد ليخرج في الشوارع ينادي “بروح بالدم نفديك…” وعاد لينادي بأعلى صوته “كل الشعب وياك نوري المالكي” ولا احد يسأل نفسه لماذا نفعل ذلك ولماذا نقتل اليوم بهذه الطريقة فنحن ومنذ 2003 نقتل آناء الليل واطراف النهار بقتل نفتخر به في الدنيا والاخرة وهو اننا نقتل لأننا من اتباع محمد وعلي ونقتل لأننا نحب الحسين ونقتل لان نوالي علي بن ابي طالب وهو فخر ما مثله فخر واما ان نأتي اليوم ليقتل شبابنا على لعبة سياسية الخاسر الوحيد فيها الشعب العراقي شيعته وسنته فهذا من المضحكات المبكيات ترى هل سأل ابن الوسط والجنوب انه لماذا يقتل ؟ وهل سأل الناس انفسهم لماذا نخرج في الشوارع او على الفضائيات وننادي اننا نساند الحكومة في قتالها هذا فاذا كان السبب هو مقاتلة الارهاب فأهل مكة ادرى بشعابها حيث ان عشائر الرمادي هي تقول نحن من يطرد الارهاب واذاكان الامر هو الدفاع عن العراق وان الموضوع حصرا متعلق بالقوات المسلحة والجيش اذا ما علاقة رئيس الوزراء بالموضوع لان الجيش جيش العراق وليس جيش الحاكم ثم لنفرض ان هناك تحديا من الارهاب فبالله عليكم كم عدد الارهابيين الذي يسمون أنفسهم “داعش” وهل يستحق عددهم هذا التحشيد لكل القوات المسلحة برا وبحرا واعتقد انه لايوجد جواب سوى ان نقول هو التخبط والعمل على ايجاد انتصارات وهمية انتصارات يكون ثمنها دم العراقيين وها نحن نرجع الى الثمانينات عندما تشاهد السيارات تجوب شوارع العراق متجهة الى النجف الاشرف وهي تحمل توابيتا قد لفت بالعلم العراقي فهل هي العودة الى ان نسجل قادسية جديدة تكون على غرار سابقاتها فانا لله وانا اليه راجعون .