على مر 42 عاما، ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يعتمد على توظيف الدين من أجل تحقيق أهدافه ومراميه، يستغل أفظع الطرق وأکثرها قسوة من أجل إحکام سيطرته على الشعب الايراني وضمان إستمرار حکمه القمعي الاستبدادي کما إنه يقوم بإستخدام العامل الديني أيضا ولاسيما من الناحية الطائفية من أجل ضمان بقاء وإستمرار نفوذه في بلدان المنطقة، وعلى الرغم من الانتقادات والادانات الدولية المتزايدة والمتصاعدة ولاسيما بعد أن وصلت عدد القرارات الدولية التي تدينه الى68 قرار إدانة دولية لإنتهاکاته الصارخة لحقوق الانسان، لکنه وبدلا من أن يرتدع عن نهجه هذا ويکف عنه، فإنه يتمادى أکثر بما يمکن أن نصفه بأنه تحد ليس للإرادة الدولية فقط وانما للمبادئ والقيم الانسانية والحضارية، وقد صار مٶکدا لتلك الدول التي راهنت على إمکانية إعادة تأهيل هذا النظام وجعله عضوا مفيدا في المجتمع الدولي من خلال مسايرته ومماشاته، بأنه لافائدة ولا أية نتيجة ترجى من وراء هکذا محاولات مع هذا النظام، بل قد صارت هناك قناعة بأن هذه المعاولات عقيمة بعد إفتضاح نشاطاته الارهابية في مختلف بلدان العالم وحتى إجراء محاکمة لعناصره المتورطة في هکذا عمليات.
تمادي هذا النظام وإيغاله في ممارساته القمعية وفي نهجه المشبوه بتصدير التطرف الديني والارهاب الى دول المنطقة والعالم وتمسکه ببرامجه الصاروخية المثيرة للقلق، أثر ويٶثر سلبا على السلام والامن والاستقرار ويوفر الارضية والمناخ المناسب لنشوء وبروز المزيد من التنظيمات والجماعات المتطرفة والارهابية والتي لها علاقة بصورة أو بأخرى مع هذا النظام، ولذلك فإن المجتمع الدولي بدأ ينتبه الى خطورة هذا الامر خصوصا بعد أن بدأت تصريحات ومواقف هنا وهناك تٶکد على إن النظام الايراني هو أکبر راعي للإرهاب في العالم، وکيف لا وهو بٶرة التطرف الاسلامي والارهاب ويمسك بزمام أمر هذه الظاهرة المعادية للإنسانية، والمهم والملفت للنظر هنا، هو إن القناعات التي إنتهى إليها المجتمع الدولي هي ذات الخطوط الاساسية التي طرحتها المقاومة الايرانية ورکزت عليها طوال العقود الاربعة المنصرمة وکررتها في العديد من المناسبات.
الترکيز الدولي على نشاطات وتحرکات هذا النظام من خلال الاجتماعات والمٶتمرات والجلسات الهامة التي عقدت وتعقد في العديد من المحافل الدولية الهامة وتجديد العقوبات الدولية ضده، ليس له أي معنى أو تفسير سوى إن المجتمع الدولي بات يسأم من هذا النظام وإن صبره قد نفذ معه بعد أن جرب معظم الطرق معه وثبت من إنها لاتنفع جميعها ماعدا طريقة واحدة وهي استخدام اسلوب ونهج الحزم والصرامة ضده، فهي اللغة و الطريقة الوحيدة التي يفهمها وتجدي معه في نفس الوقت، وهذه القناعة التي خلص إليها المجتمع الدولي کما يبدو لکنه في إنتظار تفعيل وتجسيد ذلك عمليا، هو کما يبدو ماقد زرع الخوف والقلق في أوساط النظام الايراني ولذلك فإن قيامه بإجراء مناورات عسکرية وإطلاق صواريخ باليستية خلالها وتناغم ذلك مع تصريحات عنترية متشددة أبرزها ماقاله الرئيس الايراني بشأن الرد الحاسم لنظام على أي هجوم يقع على نظامه، يثبت قلقه وتخوفه وليس قوته وإطمئنانه کما يريد أن يوحي للعالم!