العشائر والشرطة يعيدون السيطرة على حيين بالرمادي

العشائر والشرطة يعيدون السيطرة على حيين بالرمادي

 
استعاد افراد من العشائر وشرطيون عراقيون السيطرة على اثنين من احياء مدينة الرمادي من ايدي مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة لا يزالون يسيطرون على الفلوجة القريبة من بغداد.

وما زال مسلحون من العشائر واخرون من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) يسيطرون على مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) فيما ينتشر اخرون من التنظيم ذاته في وسط وجنوب مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، وفقا لمصادر امنية ومحلية.
وهذه المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون علنا على مدن عراقية منذ التمرد الذي اعقب الغزو الاميركي للعراق في العام 2003.
وقال محمد خميس ابو ريشة وهو قائد ميليشيا عشائرية لوكا “لقد حررنا بالكامل منطقتي الملعب والفرسان وقد تجولنا في اسواقها ورحبت الناس بنا”. واضاف “نعرف منطقتنا جيدا ونعرف من هو عدونا. وقد عزلنا الحكومة على جهة وحاربنا داعش بجانب ابنائنا من قوات الشرطة المحلية وارجعناهم الى مركزهم”.
وتوعد ابو ريشة بالقضاء على من تبقى من مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام في المدينة خلال الساعات المقبلة، قائلا انهم “لا يسيطرون سوى على 10% من الرمادي”.
وكان ابو ريشة وهو قريب شيخ عشيرة نافذ في المنطقة، دعم الاحتجاجات المعارضة للحكومة الا انه وجد في تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام عدوا مشتركا مع بغداد.
الى ذلك، تحدث طبيب عن مقتل مدنيين اثنين وجرح اربعة مدنيين وثمانية متمردين. وتعد هذه الاحداث الاسوأ التي تقع في محافظة الانبار السنية التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم، منذ سنوات، وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الاميركي العام 2003.
وحذرت الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من معاناة المدنيين اثر نقص المساعدات الانسانية جراء الحصار الذي تفرضه قوات حكومية.
وتمثل سيطرة المسلحين على مدينة الفلوجة اكبر تحد امام رئيس الوزراء نوري المالكي خلال سنوات حكمه الثماني، وتاتي قبل اشهر قليلة من موعد اجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في نيسان/ابريل المقبل.
وخلال صلاة الجمعة، طالب الشيخ عبد الحميد جدوع امام وخطيب جامع الفرقان وسط الفلوجة بحضور مئات المصلين، زعماء العشائر ب”التدخل لحل الازمة التي تمر بها الفلوجة”. وقال “لا تجعلوا من الفلوجة مكانا لاستقطاب القتل والدماء”. وطالب الحكومة ايضا بـ”عدم استخدام الجيش للاقتتال الداخلي في المدن ويجب ان تجعل منه سورا للوطن”.
و في الفلوجة نهاية الاسبوع الماضي عاد عناصر شرطة المرور الى شوارع المدينة، كما اعاد عدد كبير من المحال التجارية فتح ابوابه وسط عودة تدريجية للحياة، لكن المسلحين ما زالوا يسيطرون على المدينة.
والجمعة اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان القوات الحكومية العراقية والمسلحين الموالين لتنظيم القاعدة بالتسبب بمقتل مدنيين عبر اتباع طرق قتال “محظورة”. وجاء في بيان للمنظمة ان “طرق القتال المحظورة من قبل كل الاطراف تسببت في خسائر بشرية ودمار في الممتلكات”.
ويشارك مسلحو “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبطون بالقاعدة بقوة في الاشتباكات الجارية في الانبار الى جانب مسلحين من ابناء عشائر المحافظة المناهضين للحكومة.
واستعانت القوات الامنية في الوقت ذاته بالعشائر الموالية لها لمواصلة عملياتها التي بدات قبل عشرة ايام.
وحث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن عبر اتصال مع رئيس الوزراء نوري المالكي للمرة الثانية خلال هذا الاسبوع على “مواصلة بذل الجهود للحوار” مع مختلف القادة الوطنيين والعشائر، حسبما نقل بيان للبيت الابيض.
وقال متحدث باسم الجيش العراقي الثلاثاء “لا يمكن اقتحام الفلوجة الان حفاظا على دماء اهاليها”.
وتعد مهاجمة الفلوجة، ذات الاغلبية السنية، اختبارا كبيرا للقوات العراقية التي لم تنفذ عملية مهمة حتى الان دون دعم القوات الاميركية. وتعتبر حساسة للغاية من الناحية السياسية لانها قد تؤدي الى تصاعد التوتر بين السنة والحكومة التي يرئسها شيعي.
واعلنت جمعية الهلال الاحمر العراقي في بيان الاربعاء ان المعارك الدائرة قرب مدينة الفلوجة وسيطرة المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة عليها تسببت في نزوح 13 الف عائلة. واكدت الجمعية انها “تمكنت فرقنا من تقديم مساعدات لاكثر من 8 الاف عائلة خلال الايام الثلاثة الماضية في مختلف مناطق محافظة الانبار”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة