23 نوفمبر، 2024 12:49 ص
Search
Close this search box.

لماذا يكره الكرد أردوغان ،، ويحبون العربان !

لماذا يكره الكرد أردوغان ،، ويحبون العربان !

الكرد يحلمون بدولة قومية وهذا حق مشروع بنظري وهم اولى من اليهود الذين انشأوا دولة دينية رغم قومياتهم المختلفة .
لكن الكرد عنصريون جدا ايضا كاليهود وهذه صفة خطيرة تعيق انشاء الدول وتكوين الامم ، والقصد من وصفهم بالعنصرية المعيقة لانشاء الدول -اذا اعترض احد بالقول ان دولا اخرى يتصف مواطنوها بالعنصرية وهي دول قائمة وناجحة وقوية- ان الكرد عنصريتهم منعكسة من اضطهاد وصراع طويل تحت حكم الدول التي ينتمون اليها طوال قرون ، وهذا اثر في عقد نفسية جمعية وعقد سياسية لقادتهم جعلت منهم في صعوبة لتقبل الاطياف والاعراق الاخرى تحت مظلة دولة واحدة وهذا غير ممكن في انشاء الامم .
كذلك الكرد يتصفون بالانغلاق على النفس الى مدى كبير ، وهذا ايضا ينطبق على اقوام اخرى تجاوزت ذلك وانشأت دولا وان بحجم صغير وغير فعال . لكن الكرد انغلاقهم لم يدفعهم للنجاح في تكوين لوبيات واقليات او جاليات مؤثرة في المشهد العام في دول المسقط كما فعل اليهود طوال قرون عيشهم .فاليهود اموال واعمال وعقول محركة وعلماء ومفكرون واختراعات وسياسة دهاء قادتهم للتغلغل والتاثير على القرار العالمي ومن ثم التسلل لانشاء دولة ورغم كل ذلك مازالت مخلخلة ومعرضة للزوال لولا وجود الامارات اخيرا وال سعود .
وعقدة الكرد (العنصريين لقوميتهم خارج الدين) انهم -اقصد تلك الفئة منهم التي لاتدين بالاسلام – ان شعبهم لا يتوفر على تاريخ ديني من قومهم خاصة بمعنى نبوة او كتاب وهذا لم يشكل عقدة عند امم مسيحية ومسلمة كان انبياؤها من غير اقوام فدانوا بدينهم والتفوا حولهم واندمجوا معهم بل وحملوا ذلك الدين وحاربوا من اجله ، وامثلة امبراطوريات دينية حولنا مسيحية واسلامية قامت واندثرت وساهمت في الحضارة دون عقد ، الا ان المنظرين والقادة الكرد يجعلون هذا عائقا ويتخذون من الدين الذي يدين به اغلب شعبهم عدوا او منبوذا على اقل تقدير.
بعد هذه الاسباب المجملة وتأصيلها المتعجل نعود الى اصل المقال ، الكرد يتصارعون مع الترك منذ الازل تقريبا وهم يتشاركون العيش في وطن واحد ، وهذا يفعلونه مع العرب -في العراق وسوريا ايضا- منذ امد بعيد، العرب يتعايشون مع الترك على ارضهم كأقلية في مدن اخرى ولم يبدر منهم اي تمرد او انشقاق ، فالعرب يرون ان الترك بالنتيجة مسلمون وهم اخوة. اما الكرد فلايرون ان شيئا يجمعهم بالترك ، اضف الى ذلك التحريك الغربي الخارجي لهم ضد دولتهم كما تحاول ان تفعل ايران مع المكونات الشيعية في دول العرب والخليج.
حاول الاتراك احتواء الكرد بتقديم تسهيلات لهم وبعض التنازلات اضافة الى مساواة في الحقوق الا ان الكرد يريدون حكما ذاتيا على غرار اقليمهم في العراق طبعا املا في انشاء دولة لاحقا ، كان ذلك على وشك الحصول في تركيا لولا قدوم اردوغان -الدكتاتور القوي المنتخب- هذا الرجل من ضمن افعال تاريخية استثنائية قام بها في تركيا والاقليم بل والعالم هي قضاؤه على الحلم الكردي لكن باسلوب ماكر ومتدرج ومناور وثابت لدرجة ان الكرد وداعميهم في الغرب وقفوا حائرين ماذا يصنعون !
قطع اذرعهم التي كانت طويلة يهددون بها عمق الدولة التركية عسكريا فقضى عليهم قضاء مبرما ولاحقهم في اراضي دول اخرى قتلهم وقصفهم وشتت شملهم فيها ، وهذا حصل لاول مرة في تاريخ الصراع وعلى مراى ومسمع من العالم الذي سكت وقبل مقابل تفاوضات معه وتخلى عن حلفائه وعملائه الكرد نسبيا وجزئيا او مرحليا بل وكليا احيانا وفي بعض المواضع المهمة.
الب عليهم الشعب التركي من الداخل اجتماعيا وسياسيا اذ ناورهم بتعمير مدنهم واعطائهم حقوقا ومساواتهم بمواطنيهم الاخرين وهو يعلم ان الكرد لن ينفع معهم ذلك ولكنه اراد تعرية طموحهم -الانفصالي- امام الشعب وارى الشعب التركي ان هؤلاء لايرضون باي شيء ولايريدون الا هدم تركيا من الداخل، فاصبح الكردي التركي مشتبها به منبوذا شعبيا -حتى يثبت العكس- بعد ان كان متعاطفا معه ، وهنا انحسرت حاضنة متمرديهم حتى بين ابناء جلدتهم.
القى القبض على وحبس كبار قادتهم مددا ماراثونية غير معقولة ولا مقبولة لدرجة ان الناس نسيتهم وانفضت عنهم وناور الدول التي تطالب بهم او تدافع عنهم او ردعها بقوة وحزم وصل الى قطع العلاقات وطرد السفراء ما دعا تلك الدول الى الرضوخ وترك المعتقلين حفاظا على مصالح اقتصادية وعسكرية وسياسية كان قد خطط لها مسبقا ووضعهم فيها لاتمام اللعبة وبذاك قضى على امل كبير من آمال الكرد.
انتقد التجربة العراقية الكردية وعمل مااستطاع على تحجيمها عن طريق علاقات سياسية ما امكن ذلك مع العراق عن طريق بغداد ،ما اثر على ضعف التحرك من قبل اقليم كردستان العراق باتجاه كرد تركيا ووقف التفكير بالتواصل معهم او نقل التجربة.
تواصل مع القادة الكرد الطامحين في شمال العراق واسس معهم شراكة اقتصادية وعمرانية لايمكن لهم الاستغناء عنها ، فاربيل اليوم والسليمانية هي قطعة مصغرة من المدن التركية الحديثة بخدماتها المتقدمة وبناها التحتية العالية الجودة ، اغلبها منفذة من قبل شركات تركية اضافة الى تدريب الكوادر الكردية على الانتاج والصناعة والاعمار ، وقبل الكرد ذلك “لعبور مرحلة” كما يظنون ، بينما فعل اردوغان ذلك للسيطرة والتغلغل والنفوذ على المدى البعيد ومنافسة اسرائيل منطقة نفوذها عند كرد شمال العراق ومناورة الغرب على ذلك.
اوقف اردوغان تمدد الكرد في الداخل السوري وضيع عليهم الفرصة جزئيا وضحى من اجل هذا الشيء بكثير من جهد دولة تركيا واموالها بل وحتى من مبادئه في عدائه لبعض الاطراف الفاعلة ومجالستهم على طاولة واحدة لهذا الغرض.
هذه مجموعة من الاسباب التي دعت الكرد لبغض اردوغان كاكثر زعيم تركي او حتى اقليمي في تاريخهم ، وهناك اسباب تفصيلية اخرى لامقام لسردها .
اما لماذا يحب الكرد العرب بالمقابل وخصوصا قادة العراق ، فهذا يتلخص بسبب واحد بسيط . وهو “لانهم زمرة من الاغبياء والعملاء” وهذا يناسب الكرد واسرائيل وامريكا وايران كثيرا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات