الكثير من الكتاب والمثقفين لديهم رؤية إن واقع الإرهاب في العراق هو نتاج لتطرف ديني أملته اختلاف الفكرة والاجتهاد في العقيدة الإسلامية ، ولكن بمجرد إن ندرس الواقع للعالم العربي المجاور بل للدول المجاورة يتبين لنا عدم صحة هذه الرؤية ومخالفتها لمدلول الحقيقة والواقع ولكن التبرير والتسويغ اعتاد إن يجمع الحشد لهذه الفكرة لإخفاء الاستبطان في الدوافع السياسية والمطامع الدنيوية مع إننا لا ننسى بالطبع أدوات التنفيذ ماهية آلا مطايا وبهائم غُذيت فكريا وغُيب الوعي منها لتقوم بأعمال إجرامية تستهدف ناس أبرياء امنين من أطفال ونساء ورجال ومؤسسات لا ذنب لهم ولا ندري هل سال الانتحاريون أنفسهم يوما إن كانوا مسلمين ومن أي مذهب
ما هو حكم الإسلام من الدماء؟ وهل يحق لهم العمل بقاعدة يخلق الخلق الله وأفنيهم إنا ، أليس في الإسلام الشبهات تدرأ الحدود ؟
فإذا سلمنا للأمر بان الفكر المتطرف أفتى بان يقوم الوهابيون بقتل الشيعة لكونهم روافض وقيام البعض من الشيعة المتطرفين من الدولة المجاورة بقتل أهل السنة لكونهم نواصب فلماذا لا يقتل الشيعة في السعودية والكويت والبحرين وهم يشكلون نسبة عالية تصل أكثر من 30%من سكان هذه البلدان بل يأتي السعودي والكويتي لينفذ جريمته في العراق ويبارك عمله بالجهاد والشهادة وإذا ظهر منه هذا الفعل في بلده اعتبر عمله إرهابا وخيانة والى أخره من النعوت ، ولماذا لا يقتل أهل السنة والبلوش في إيران وهم كثر ؟
نحن لا نريد إن نحرض على العنف والإرهاب في هذه البلدان وندعو إن يعم الأمن والسلام لحفظ دماء المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم في أرجاء المعمورة ، ولكن أردنا إن نبين حقيقة الأمر يقف وراءه غرض سياسي بعضه لا تريد هذه الدول إن تستبدل تجارب الحكم التي اعتادت على توارثها من الآباء إلى الأبناء ، البعض يحمل الضغائن للعراق والعراقيين ويريده حطاما محترقا وهناك مَن استصعب عليه الوضع وواقع الحال ، كيف إن الحكم أصبح بيد طائفة بعد إن أقصيت لعقود طويلة من الزمن ، ولكن هؤلاء لم يفهموا فلسفة الفكر الشيعي جيدا وقاسوا بالقياس وفق أراء مذاهبهم الذي تعمل بتصويب نظرية الحاكم وحرمة الخروج عليه حتى ولو كان فاسدا ومفسدا .
إن الفكر الشيعي يعمل وفق مبدأ العدالة التي يحتاجها المكلف في كل شيء حتى في إمامة الصلاة فليس هناك صلة بين الحاكم والمحكوم في الفكر الشيعي إلا في إطار هذا المبدأ ولو استبعدنا نظرية ولاية الفقيه من حديثنا هذا فإقحام الدين بالسياسة مفسدة للدين على رأي الكثير من الفقهاء وخير ما نستشهد فيه في هذا المورد هو إن معاوية الصغير ابن يزيد اللعين قاتل الإمام الحسين (ع) يعتبره الشيعة رجلا مؤمنا وصالحا لأنه كان عادلا محقا بنفس الوقت إن جعفر بن الإمام علي الهادي (ع) ابن إمام واخو إمام وعم إمام ولكن يدعى بالكذاب لفقدان شرط العدالة .
إن هذه الفلسفة لم يفهما الكثير ولذا ناصبوا اكبر مكون من الشعب العراقي وأباحوا واستباحوا دمائهم بدون ذنب لمجرد إن يكون الحاكم من طائفتهم.
اخيران الإرهاب في العراق لم يكن وجوده اعتباطا بل خاضع لأجندة وتنظيم واستخبارات وتدريب في معسكرات وتمويل من مخابرات دولية وإقليمية وآلا هؤلاء الإرهابيون تحت حماية من ؟ ولكن لا نريد ان نكشف عن مستورفلقد نكشف عن جيفة وكل الذي نقوله هنا
اذا فسد الزمان فسوء الظن خير من احسانه .