26 فبراير، 2025 2:06 م

(النساء والكتابة 2- 45):  فقدنا نساء كُن سيضفن في مجالات عدة إبداعات أكبر من أن نحصرها في “أمومة المرأة المقيدة بأعرافها”

(النساء والكتابة 2- 45):  فقدنا نساء كُن سيضفن في مجالات عدة إبداعات أكبر من أن نحصرها في “أمومة المرأة المقيدة بأعرافها”

 

خاص: إعداد- سماح عادل

تتراوح آراء بعض الكتاب عن معاناة المرأة من الأعمال الكثيرة وصعوبات التفرغ للكتابة ما بين التعاطف وما بين تقليل شأن تلك الصعوبات.

هذا هو الجزء الثاني من تحقيق (النساء والكتابة)، والذي جمعنا فيه آراء الكتاب من مختلف بلدان الشرق عن الصعوبات التي تواجه الكاتبات، وطرحنا هذه الأسئلة:

  1. في رأيك هل مهام الكاتبة من عمل، ومسؤوليات الأمومة ورعاية الأسرة وأعمال المنزل صعوبات تمنعها من التفرغ للكتابة وتقلل فرصها للتواجد على الساحة الثقافية ككاتبة؟
  2. ما رأيك في مقارنة نصوص الكاتبات من النساء بنصوص وإنتاج الكتاب من الرجال رغم التفاوت الكبير في إتاحة الفرص وتوافر إمكانية التفرغ؟
  3. ما رأيك في تحطيم التابوهات في بعض كتابات النساء، والجرأة في الكتابة. وما رأيك فيها يسمى بالكتابة الأيروتيكية؟
  4. هل استطاعت كتابات المرأة أن تتواجد على الساحة الثقافية في مجتمعاتنا وأن تجد لها مكانا وفي رأيك هل ينصف النقاد كتابات النساء أم لا ولما؟
  5. هل تعتقد أن هناك اختلافات ما بين الكتابات التي تصدر عن النساء وتلك التي يكتبها الرجال وما هي هذه الاختلافات؟

 

المرأة  أكثر واقعية وأقرب إلى المجتمع..

يقول الكاتب السوري “نديم تيسير عرابي”: “بالنسبة للمرأة في عصرنا الحديث تغلبت على الكثير من العقبات ولم تقف عند حد معين، فلقد اقتحمت سوق العمل بقوة وأثبتت أنها ند حقيقي للرجل، وأما عن الشق الأساس من السؤال مهام المرأة المنزلية وتوفيقها بين العمل والمنزل هذا يحتاج إلى تفسير منطقي.

المرأة أكثر تنظيما لوقتها من الرجال، وتستفيد من الوقت، وتمكنت من إثبات هذا من خلال الكثير، لهذا أرى أنها كاتبة وطبيبة ومهندسة ومعلمة وعاملة وربة منزل، هذا يعني أنها كتلة من الطاقة مقابل رجل أصبح متأخر عن اللحاق بركب المرأة”.

ويضيف عن مقارنة النصوص: “المرأة والكتابة، كانت المرأة  أكثر واقعية وأكثر التصاق بالواقع وقربا من المجتمع، حيث دخلت المرأة فن الكتابة الواقعية مبتعدة عن الخيال والجموح ووصلت إلى رصد الواقع بشكل أصدق من الرجل بوصفها للمجتمع

ويواصل: “الكتابات الأنثوية لها خصوصيتها، مثال “أحلام مستغانمي” كانت لها نظرة لوصف المرأة، وقد ذهبت إلى حد كسر أنماط كانت تعتبر مخيفة للمرأة. وقد لحق بها العديد من الكاتبات، لا أريد سرد أسماء، ولكن في الكثير من الكتابات وصلت المرأة إلى مكانة تستطيع فيها وصف ما تريد والتعبير عن مشاعر كانت تعتبر من المحرمات، ونعم المرأة حين تقول تكون أكثر منطقية في سردها”.

وعن تواجد النساء على الساحة الثقافية يقول: “المرأة موجودة في كل الثقافات ومنها العربية، هي لها بصمة واضحة ولا نستطيع نكران وجودها في الساحة الثقافية، وهناك الكثير من الكاتبات وصلن إلى مكانة مرموقة في الأدب والكثيرات منهن اقتحمن عالم الدراما والمسرح ولهن مكانة محترمة.

وأما عن النقد فلا اعتقد أن في عالمنا العربي نقد متخصص أو نقاد لهم أسماء في عالم النقد الأدبي، لأننا بحاجة ماسة إلى وجود ناقدين وليس منتقدين، وما أراه على الساحة الأدبية والفنية أن هناك ثلة من المنتقدين وليس الناقدين المهنيين والمحترفين في فن النقد”.

وعن وجود اختلافات بين كتابات النساء وكتابات الرجال يقول: “نعم هناك فرق بين الكتابات الذكورية وآسف لهذا الوصف والأنثوية، هناك فرق واضح في الأسلوب والمنهج والخط الأدبي، فلكل منا طريقة وهذا يعني أن المرأة يمكنها ترك لون وعطر خاص في أي نوع من الأدب”.

المشاعر التي تفيض على شكل حروف ربما تتشابه كثيرا..

ويقول الكاتب المصري “محمد همام الراجحي”: “نعم الأعمال الكثيرة على عاتق المرأة  تقلل من فرص الكثيرات، فأعباء الأسرة ثقيلة على الأمهات الكتابات”.

وعن مقارنة النصوص يقول: “المقارنة تكاد تكون غبية جدا واعتقد أن المفردة تختلف من هنا إلى هناك، كما أن الكتابة تختلف من شخص إلى آخر”.

٣وعن تحطيم التابوهات في بعض كتابات النساء والجرأة يقول: “الجرأة ليست حرية ولا هي تفرد إن لم تشوه الصورة أو تنشر الرذيلة”.

وعن تواجد النساء على الساحة الثقافية يقول: “نعم وجدت لها مكانا.

وهناك بعض النقاد الذين ينصفون كتابات النساء”.

وعن وجود اختلافات في كتابات النساء وكتابات الرجال يقول: “اختلافات في استخدام الضمير ربما، فالمشاعر التي تفيض على شكل حروف في الفرح والحزن والحب والحرمان ربما تتشابه كثيرا”.

الكتابات النسائية دوما تطاردها الرقابة المجتمعية..

ويقول الكاتب من تشاد “أبو بكر محمد عبد السلام” إعلامي وسكرتير تحرير صحيفة أنجمينا الجديدة: “الكتابة النسوية إن أمكن لنا تسميتها تظل محل جدل منذ عقود خَلت، ولكن بعض الكاتبات في جميع المجالات تجاوزت هذه التابوهات التي تقول بأن المرأة لا تصلح للكتابة بل تصلح للأمومة وتربية الأطفال، المرأة هي الكل في الكل داخل المجتمعات وخصوصا العربية والإفريقية منها، لأنها هي التي توكل إليها جميع متطلبات الحياة المنزلية، ويظل الرجل خارج من هذه المسؤوليات كالشّعرةُ من العجين.

لهذا نجد كاتبات في أزمنة متفاوتة تجاوزن هذا، وأثرين الساحة المعرفية بالعطاء والانجاز الكتابي في تفكيك الواقع تعدى الكتابات الذكورية حتى، وهذا دليل قاطع بأن الكتابة والإبداع فيها لا يتوقف طوفانها أي كانت الأعذار سواءً مسؤوليات في العمل وساعاته أو حتى الأعمال المنزلية!”.

وعن مقارنة النصوص رغم التفاوت الكبير في إتاحة الفرص وتوافر إمكانية التفرغ يقول: “أظن المقارنة هنا ظالمة لو حصرناها في مجتمعاتنا المحافظة التي لا يسمح للمرأة فيها قطع سياجه الممتد من المهد إلى اللحد، ومع ذلك نجد من كتبن في الأدب والفكر وأبهرن العالم ومجتمعاتهن بالمقام الأول ، الرجل لديه مساحته الكبيرة في أن يكتب في كل شيء ولهذا نجد المكتبات مكتظة بالكتابة التي يسوق مبرراتها الرجل أكثر من الأنثي التي فقدت وظيفتها وفرصتها في الدراسة مع أول طارق بواب أهلها وطالب يدها، هنا يجب أن نقف أكثر ونقول فقدنا بهذا المنطق الخاطئ نساء كُن سيضفن في مجالات عدة إبداعات أكبر من أن نحصرها في “أمومة المرأة المقيدة بأعرافها”.

وعن تحطيم التابوهات في بعض كتابات النساء، والجرأة في الكتابة يقول: “تحطيم تابوهات الواقع وكسر أسواره في مجتمعات عديدة في أوساط الكُتاب خصوصا في الأدب والفكر يختلف من كاتب إلى آخر، وينظر إليه بأنه تحدي للمجتمع والخروج عن سلطته العُرفية، وفي الأدب عُرف “بالكتابة المكشوفة” نجدها عند “الطيب صالح” و”محمد شكري” في رواية “الخبز الحافي” وغيرهم كُثر. وفي الكتابات النسوية أيضا هناك ما يسمى بالكتابة التحررية التي لا يُنظر إليها إلا بأنها كتابات خجولة وذات منظور نسونجي كما “في الأخير مرأة بعني””.

وعن استطاعة الكاتبات التواجد على الساحة الثقافية في مجتمعاتنا يقول: “غالباً النقاد عندنا مؤدلجين وناس تلوي أقلامهم مؤسسات وحسب المدفوع، لذا دائما لا أعتمد على الناقد أو رأيه، ولهذا أي كتابة في أي مجال تظل بين مفارقتين الانحراف والتحرر، وهذا قد جعل الكثير من الأقلام المنكسرة والتي تدارت من ذواتها تحت مرآة المجتمع وسلطته”.

وعن وجود اختلافات ما بين الكتابات التي تصدر عن النساء وتلك التي يكتبها الرجال يقول: “الاختلافات موجودة لا يجب إنكارها لكن لكل كاتب زواياه التي يفكك بها نصه، والكتابات النسائية دوما تطاردها الرقابة المجتمعية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة