كفاءات علمية من جنوب الموصل
الدكتور صبحي الجبوري من ريف جنوب الموصل الى عمادة كلية التمريض…
لا يخفى على احد ومنذ الازل ان العلم ليس حكرا على احد وان من ثابر في دروسه واجتهد كان له نصيب في ذلك ولكن العلم في واقع مجتمعنا العراقي كان محصور لأبناء الطبقات البرجوازية والاقطاعية يليهم ابناء الطبقات المتوسطة من ابناء المدن الكبيرة فقط ولم يكن لأبناء الطبقات الفلاحية الا النصيب القليل والنادر على الرغم من ان ابناء هذه الطبقة قد منحهم الله الذكاء المفرط في كل شيء ولكن ظروف المعيشة الصعبة جداً في حينها والتردد والخوف الموجود لدى اغلب موظفين السلطة الحاكمة من عزل ابن الريف ووضعه في خانة الجهلاء دوماً خوفا من تمكنه من الاستحواذ على المنصب لعلمهم بشجاعته وذكاءه اللامحدود.. ومع هذه هناك عوائل جاءت من الريف المعزول عن التقدم العلمي واستقر بها المطاف في المدينة وهذا ما شجع رب الاسرة لتقديم الدعم المطلق لا بناءه للحصول على شهادة علمية في احد جوانب العلم والمعرفة..
اليوم اكتب لكم في مقالتي هذه عن الدكتور صبحي حسين خلف الجبوري وهو شخصية اكاديمية استطاع ان يكون احد رموز جامعة الموصل من خلال حصوله على اللقب الاكاديمي وقد تدرج بالوظيفة واللقب العلمي فلقد كان استاذ في كلية العلوم / جامعة الموصل /قسم علوم الحياة (الباي لوجي) وكان من المهتمين بأبحاثه العلمية في هذا المجال العلمي الدقيق حتى حصل على اعلى لقب علمي وهو درجة البروفيسور… وتدرج الدكتور صبحي الجبوري بوظيفته وحسب حاجة المؤسسة العلمية التي ينتمي اليها وهي جامعة الموصل حيث تم اختياره لكفاءته العلمية لقيادة كلية التمريض ويعتبر الاستاذ صبحي حسين الخلف من المؤسسين لها في جامعة الموصل ليكون بذلك اول عميد كلية علمية من ابناء الطبقات الفلاحية واستمر بعمادة الكلية لحين بلوغه السن القانوني واحالته الى التقاعد بعد نهاية مسيرة علمية استمرت لأكثر من ثلاثين سنة متنقلا بين اروقة الجامعات والبحوث العلمية…
والدكتور صبحي حسين خلف الجبوري هو من عائلة علمية معروفه لدى كل اهالي محافظة نينوى وكل افراد عائلته يحملون القاب علمية معروفه فمنهم الطبيب ومنهم القائد العسكري والموظف الاداري الناجح وجميعهم خدموا ابناء هذه المحافظة خدمة نزيهة مشهود لها من الجميع ولكنني اردت ان اكتب على احد افراد تلك العائلة لان هؤلاء العوائل بحاجة ان اكتب عنهم كتاب ومجلد كامل وربما لا افي حقهم….نعم من جد وجد ومن زرع حصد فلقد زرع العم الحاج حسين الخلف احد وجهاء قبيلة الجبور بذرة العلم في كل نفوس ابنائه وبناته لتجدهم يقودون المجتمع كلا حسب اختصاصه وهذه هي حكمة الله والله يهب الحكمة لعباده المخلصين
((يُؤْتِى الحكمة مَن يشاء ۚ وَمَن يُؤْتَ الحكمة فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا)) صدق الله العظيم
ان ما نراه اليوم من كفاءات علمية مميزة وكثيرة الاعداد تقود المجتمع وخاصة ابناء الريف يضعنا في موقع الفخر
والاعتزاز لهؤلاء العلماء العظام…وان ما كتبته في مقالتي هذه هي تمجيد وفخر باعتزاز لهكذا شخصيات اكاديمية ربما لم يكن الاعلام منصف لها يوماً…
متمنين الصحة والسلامة لدكتورنا العزيز واستاذنا الكبير البروفيسور صبحي حسين خلف الجبوري وان ينعم مع عائلته باستراحته التقاعدية بعد هذه المسيرة العلمية الحافلة بالإنجازات.. والله ولي التوفيق.