وكالات – كتابات :
نشرت مجلة (فوربس) تقريرًا عن تطورات أسعار (البيتكوين) في الوقت الحالي، موضحةً أن أسعار (البيتكوين) والعُملات المشفرة انخفضت انخفاضًا حادًّا، هذا الأسبوع؛ إذ فقدت القيمة الإجمالية لسوق العُملات المشفَّرة نحو تريليون دولار منذ بلوغ ذروتها، في تشرين ثان/نوفمبر عام 2021.
العُملات المشفرة: انخفاض حاد !
في البداية، ينوِّه التقرير الذي أعدَّه، “بيلي بامبروغ”، المهتم بالشؤون المالية، إلى أن سعر (البيتكوين) انخفض إلى أدنى مستوى له بما يزيد قليلًا على: 45 ألف دولار لكل (بيتكوين)، ما يُمثِّل انخفاضًا بواقع أكثر من: 30% من أعلى مستوًى له على الإطلاق؛ بعدما بلغ: 70 ألف دولار في الشهر الماضي، وفي الوقت نفسه، عانت أيضًا عُملات مشفَّرة رئيسة أخرى، من بينها عملات (الإيثيريوم) و(بي. إن. بي)؛ التابعة لمنصة (بينانس) و(سولانا) و(كاردانو) و(إكس. آر. بي)؛ التابعة لشركة “ريبل”، إذ انخفضت جميعها بنسبٍ ضخمة عن أعلى مستويات وصلت إليها.
والآن، مع سقوط (البيتكوين) و(الإيثيريوم) وغيرهما من العُملات المُشفَّرة في ظل تشديد سياسات البنوك المركزية حول العالم إلى جانب أسواق البورصة العالمية والأصول الأخرى، حذَّر الرئيس التنفيذي لمنصَّة (كراكين) لتداول العُملات المُشفَّرة؛ والتي يقع مقرُّها في “الولايات المتحدة”؛ من أنه يعتقد أن سعر (البيتكوين) قد ينخفض انخفاضًا حادًّا، في عام 2022.
ونقل التقرير تصريح، “غيسي باول”، الرئيس التنفيذي لشركة “كراكين”، الذي أدلى به في مقابلة أجراها مع مجلة (بلومبيرغ)؛ هذا الأسبوع: “يرى كثير من الأشخاص أن أي شيء يقل سعره عن: 40 ألف دولار؛ يُمثِّل فرصة شرائية عظيمة”، مضيفًا أن سعر (البيتكوين) قد ينخفض إلى أقل من: 40 ألف دولار خلال فصل الشتاء هذا.
وتابع قائلًا: “كنتُ شخصيًّا أشتري (بيتكوين) عندما انخفض سعرها إلى ما يُقارب: 30 ألف دولار، قبل بضعة أشهر. ويحتفظ كثير من الناس باحتياطيات نقدية (تحسُّبًا لحدوث ضغوط اقتصادية) في انتظار وصول (البيتكوين) إلى أدنى سعر ممكن”.
وفي وقت سابق من هذا العام، تصدَّر “باول” عناوين الصحف عندما توقع أن يصل سعر (البيتكوين) إلى: 100 ألف دولار قبل نهاية عام 2021.
التفاؤل لا يزال موجودًا..
وقال “باول”: “من الصعب معرفة منحنى سعر (البيتكوين)”، مشيرًا إلى أنه لا يزال متفائلًا بشأن (البيتكوين) على المدى الطويل، وأضاف: “وعندما تنظر إلى منحنى طويل الأجل لعُملة (البيتكوين)، فإنها تظل ثابتة باستمرار. إنني أقول دائمًا للناس: إذا كنتم تفكرون في شراء (البيتكوين)، فينبغي أن تفكروا في هذا الأمر بوصفه استثمارًا على مدار ما يزيد على خمس سنوات”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وفقًا للتقرير، بدأ مراقبو أسواق (البيتكوين) والعُملات المُشفَّرَة الآخرون، في انتقاد بعض توقُّعات أسعار (البيتكوين) الأكثر طموحًا، وذكر “مات هوغان”، كبير مسؤولي الاستثمار في مؤسسة (بيتوايز)؛ في مقابلة أجريت معه أنه: “يصعب توقَّع وصول سعر (البيتكوين) إلى: 100 ألف دولار بحلول نهاية العام، وأعتقد أنه يمكن الوصول إلى: 100 ألف دولار في عام 2022، ولكنني لست متأكدًا من الوصول إلى هذا الرقم خلال هذا العام”.
ويتَّبع آخرون نهج المراقبة والمشاهدة مع سعر (البيتكوين) في ظل تحرُّك نظام الاحتياطي الاتحادي الأميركي والبنوك المركزية الأخرى في جميع أنحاء العالم؛ إلى تقليص التدابير التحفيزية التي فرضتها جائحة (كوفيد-19).
وأبرز التقرير ما كتبه “تامي دا كوستا”، المحلل في موقع (ديلي. إف. إكس)، في تعليقات أُرسلت عبر البريد الإلكتروني: “لا يزال مسار الانخفاض المتعلق بعُملة (البيتكوين) حاليًا على وضعه مع استمرار المشاركين في السوق في تسعير المواد الأساسية”.
وأضاف: “وفي معظم أوقات هذا العام، دَعَمَ ارتفاع التضخم أسعار (البيتكوين)، ما مكَّنها من الارتفاع إلى أعلى مستوى على الإطلاق مرةً أخرى، في الشهر الماضي فقط، غير أنه مع إعراب صُنَّاع السياسة على مستوى العالم الآن عن نبرة تتَّسِم بمزيد من التشدُّد، استقرت أسعار (البيتكوين) إلى ما يزيد على: 45 ألف دولار، وهو ما يواصل تقديم دعم للخطوة الوشيكة”.
“البيتكوين” وأسعار الفائدة..
ويؤكد التقرير أن نظام الاحتياطي الاتحادي؛ أكَّد خلال هذا الأسبوع؛ أنه يتوقع رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات، خلال عام 2022، فضلًا عن أنه سيُعجِّل بتقليص سياسة شراء السندات الضخمة في ظِل ارتفاع التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى له خلال 40 عامًا، وأضاف “دا كوستا”: “على غرار الذهب وغيره من الأصول الآمنة، استخدم المستثمرون عُملة (البيتكوين) ضد ارتفاع التضخُّم”.
واختتم الكاتب تقريره مستشهدًا بما ذكره، “دا كوستا”: “في ظِل توقُّع استمرار ارتفاع مُعدَّلات الفائدة وزيادة سرعة الانخفاض التدريجي، قد تُشكِّل الزيادات الأخرى في أسعار الفائدة حافزًا إضافيًّا لحركة السعر على المدى الأطول. ومن ناحية فنية، حقيقة أن الأسعار هبطت إلى أكثر من: 20%؛ منذ بلوغ ذروتها، في تشرين ثان/نوفمبر؛ تؤكد أن (البيتكوين) دخلت سوقًا هابطة، وعلى الرغم من أن حركة السعر يجري تداولها حاليًا ضمن نطاق مُحدَّد للغاية، فإن المضاربين على صعود أسعار (البيتكوين) قد يواجهون صعوبات في استعادة السيطرة على الاتجاه البارز المنتظم، على الأقل في الوقت الحالي”.