17 نوفمبر، 2024 2:45 م
Search
Close this search box.

الفوضى الخلاقه ام خلق الفوضى .. !

الفوضى الخلاقه ام خلق الفوضى .. !

كلنا نتذكر عبارة مستشارة الأمن القومي السابقة كوندليزا رايس بأحد المؤتمرات الصحفية عندما سألوها عن الفوضى في العراق بعد دخول الجيش الامريكي بغداد ٢٠٠٣ .
اكيد كان في مخيلتها التجارب التي مرت بها دول اوروبا الشرقيه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي اذ تحولت من النظام الشمولي الى النظام الديمقراطي وحرية رأس المال ..عندها ظهرت احزاب وتيارات ومافيات استغلت تشتت اركان الدولة لجني أموال كبيره على حساب الصالح العام لضعف اجهزة الدولة وفساد الادارات الحكوميه المزمن ..لكن شعوب تلك الدول استعادت المبادره ونظمت صفوفها وصعدت الى الواجهة وجوه جديده تملك حسا وطنيا مسكت البلاد وعبرت بها الى بر الامان ..استعادوا الامن وانعشوا الاقتصاد بأستثمارات أجنبيه بعد ان خلقوا بيئته آمنه للاستثمار وقضوا على ظاهرة الفساد بشكل كبير .
لكن حالنا ليس كحالهم ..صعدت الى الواجهة احزاب وتيارات كان لهم تاريخ معروف كمعارضة في الخارج ولهم في الداخل قواعد شعبيه مهدت لهم الطريق للوصول الى السلطه ..رغم الدعم الشعبي والدولي الذي حصلوا عليه لم يتصرفوا في الحكم كرجال دوله بل رجال قبائل يتقاسمون الغنائم بعد ان تمكنوا من مسك خيرات البلد ..منهم من كان أمره مرهونا بدول الجوار التي آوته ومنهم من اغرته السلطه وتراكم الاموال بلا حسيب او رقيب فصار عبدا لجشعه وشهواته وحول موقعه الرسمي الى واجهه عشائرية او حزبيه وكأنه ملك صرف قد ورثه بعد حرمان السنين .
ضاع الوطن والمواطن بين سياسات عشوائيه وقرارات ارتجاليه ..صارت الفوضى مناخهم المثالي للاستمرار بتداول المواقع في السلطه ..لان عودت الدوله تعني القانون والحساب والعقاب فلا بد من خلق الفوضى والازمه بعد الازمه كي تبقى عجلة الإصلاح مكبله وتبقى مصالحهم عامره ومازاد الطين بله اصطفاف مصالح الدول المحيطة بالعراق مع مصالح الفوضويين كي يبقى العراق ضعيفا ..سوقا رائجا لبضائعهم الرديئه وملئ الفراغ الاقليمي الذي خلفه سقوط بغداد .
خلق الفوضى اصبح صنعه بل ارى حتى الناس وليس كلهم قد استأنس الحال وصارت الفوضى جزء من ثقافته اليوميه واي اجراء حكومي صارم للحد منها يجابه بالاستنكار كأنه اعتداء على حريتهم في استغلال موارد الدوله استغلال اراضي الدوله استغلال ممتلكات الدوله بل حتى دوائر الدوله اصبحت لها مافيات شبه رسميه تتحكم بمواردها وطريقة عملها.
اصبحت الدوله رهينه بيد احزاب سياسيه لها اجنحه مسلحه وماحدث مؤخرا في الانتخابات الاخيره نقطه فاصله في تاريخ الاحداث منذ ٢٠٠٣ فأن قبلوا واقع النتائج وتشكلت حكومة اغلبيه ومقابلها معارضه حقيقيه سار البلد الى بر الامان ..وان تزمتوا وتعصبوا آلت الامور الى المجهول ..!
لدينا الامل ..بأن تدرك النخب السياسية العاقله حجم الازمه وان يتداركوا امر البلد قبل ان يتهدم على الجميع .

أحدث المقالات