لاتزال الصورة بخصوص محادثات فيينا بشأن التوصل الى إتفاق من أجل منع النظام الايراني من إنتاج الاسلحة النووية، غير واضحة وتکتنفها الضبابية والغموض، ولاسيما بعد تعنت من جانب هذا النظام وقيامه بفرض شروط غير واقعية تطلب رفع العقوبات وإنهاء العزلة الدولية من دون أن يرفق ذلك بخطوات وإجراءات عملية فيما يتعلق ببرنامجه النووي، وهو الامر الذي جوبه برفض أوربي وأمريکي قاطع لأنه إن دل على شئ فإنما يدل على النوايا المشبوهة وغير السليمة للنظام وعلى إصراره على المضي قدما ببرنامجه النووي حتى التوصل لصناعة الاسلحة النووية.
النوايا المشبوهة للنظام الايراني من أجل إمتلاك الاسلحة الذرية باتت واضحة ولم يعد بإمکان النظام الايراني إخفائها أو التستر عليها ومواصلة الکذب وخداع العالم، بل إن الحقيقة الدامغة التي طرحتها المقاومة الايرانية خلال الاعوام الماضية وأکدت عليها والتي صارت العديد من الاوساط والشخصيات السياسية تشير إليها وتٶکدها هي إن بقاء وإستمرار هذا النظام يعني بقاء وإستمرار مساعي هذا النظام من أجل إمتلاك الاسلحة النووية، ومن هنا فإن جون بولتون، مستشار الامن القومي الامريکي في عهد الرئيس دونالد ترامب قد کتب في مقال له في هيل يوم الأحد، 12 ديسمبر / كانون الأول، يعيد التأکيد على هذه الحقيقة رابطا بين بقاء وإستمرار النظام وبين سعيه من أجل إمتلاك الاسلحة النووية عندما خلص الى القول في مقاله المذکور:” إذا كانت إيران النووية غير مقبولة حقا، فالسبيل الوحيد للمضي قدما هو تغيير النظام في طهران واتخاذ إجراءات استخباراتية عسكرية من شأنها الإضرار ببرنامج إيران النووي” خصوصا وإن بولتون قد لفت الانظار قبل ذلك الى أن”على مدى عقود، أعلن رؤساء الولايات المتحدة أن الأسلحة النووية “غير مقبولة” بالنسبة لإيران. قالوا نفس الشيء عن كوريا الشمالية. لقد فشلوا إلى حد كبير في حالة كوريا الشمالية وهم على وشك الهزيمة في حالة إيران. فشلت العقوبات الاقتصادية دون مزيد من العقوبات”. ولاريب من إن ماجرى ويجري منذ بدايات التواصل والحوار مع هذا النظام من قبل المجتمع الدولي وبعد الاتفاق الذي أبرمه وفد الترويکا الاوربية مع طهران في عام 2004، وتبين بأن النظام الايراني يخادع ويکذب فيه وکذلك بعد الاتفاق النووي في عام 2015، حيث ليس لم يسعى النظام الايراني للتمسك ببنوده وتنفيذها فقط بل وحتى قام بخرقها ومواصلة مساعيه السرية من أجل صناعة الاسلحة الذرية والتي أکدتها تقارير صادرة عن المخابرات الالمانية والسويدية والفرنسية والامريکية.
خطر المساعي السرية لهذا النظام من أجل إمتلاك الاسلحة الذرية وإستخدامه لترهيب بلدان المنطقة والعالم کما فعل ويفعل فيما يتعلق بصواريخه البالستية وطائراته المسيرة ولذلك فإن الطريقة الوحيدة لمنع إيران نووية، تکمن في تغيير النظام القائم في طهران!