لا تتفاجئ عزيزي القارئ الكريم إذا ما تناهى لسمعك مثل هذا الخبر مستقبلاً فذلك ليس بمستحيل على جهات فخّخت وفجّرت واستغلّت كلّ شيء لتدمير العراق منذ عشر سنوات ؟ لم يبق شيء لم يُفخّخ أو يُفجّر سوى الزوارق النهريّة , ولا ندري ما الّذي عطّل الإرهابيّون لحدّ اللحظة عن هذه الوسيلة وقد تهيّأت شوارع بغداد ومدن العراق غمرا بالمياه أكثر من مرّة ! , أم انّ هؤلاء المجرمون بانتظار مطراً أغزر كي يمارسون إجرامهم ؟ أم هل يراهنون مثلاُ على ما وعدت به التقارير المناخيّة الدوليّة بما سيسقط على مناطقنا غزارة أمطار بكمّيّات قياسيّة غير معهودة لربّما ستسقط في الأيّام القادمة “هي مقدّمة لعصر جليدي كما يقول العلماء” قادرة , إذا ما بقيت حركة الإعمار على حالها البائس في مدننا ؛ إغراق شوارعنا بمياه عمقها القياسي أقرب عمقاً مع مستوى عمق الأنهار ! ..
بعض أحياء بغداد والمحافظات لا زالت شوارعها تعاني غمر المياه , والقادم من الأمطار لربّما أتعس , لأنّ غمر مياه الأمطار للشوارع وبهذه الكمّيّات بإمكانها حمل زورق لا بأس بحجمه , خاصّةً في الكثير من المناطق ذات المنخفضات أو الغير مبلّطة أو الّتي تصب مصبّاتها الواحدة فوق الأخرى أو من الّتي تعاني أرضيّة رخوة , وما أكثرها , جميعها تساعد أكثر على تجمّع المياه , ومع تواصل انهمارها ستكون أغلب مدننا تماثل مدينة فينيسيا الإيطاليّة “البندقيّة” , لذا فإنّ عجز الأجهزة الأمنيّة لغاية الآن عن منع التفجيرات اليوميّة الّتي تحصد عشرات الأرواح في اليوم الواحد غير مؤهّلة حتماً لمنع مرور الزوارق النهريّة المحتمل دخولها حلبة الصراع وهي محمّلة بما لذّ وطاب من أنواع المتفجّرات , لأنّها من المؤكّد ستجهّز بمحرّكات دفع تخترق أقوى الحواجز “الحواجز العائمة بالطبع” .. مثل هذا الطرح ليس بمستبعد حصوله رغم أنّنا نتوقّع أن تنتهي هذه الفصول الإجراميّة بأقرب وقت , لكنّ الأمر ليس بتلك السهولة , فقد عوّدنا المفخّخون على التكيّف مع كلّ إجراءات تتّخذها أجهزتنا الأمنيّة حتّى عرف العراقيين أنواع لا تحصى من أساليبهم الإجراميّة ؛ درّاجات هوائيّة أو ناريّة , عجلات , باعة متجوّلون , حيوانات , مطبّات , أحذية ملابس حاويات زبالة الخ عدا أنواع العجلات بأنواع التمويه .. أو لربّما كان قد عزم الإرهابيّون فعلاً على تنفيذ نوع قريب من هذا الأسلوب مؤخّراً لكن بزوارق مطّاطيّة صغيرة الحجم مثلاً , لكنّهم وجدوا أنّهم بحاجة لمياه أعمق , لذلك , لربّما يعني , دفعوا بأكثر من صخرة داخل المجاري وليس صخرة واحدة “كما تصوّر السيّد عبعوب” لحصر المياه فترتفع أكثر ! فلو كان كذلك يمكن أن يكون الأمر عندها سنقول : ألم يسخر الناس من سفينة نوح ! .. لربّما سنقولها .. لربّما يعني .. على كلّ حال فالأخذ بجميع الاحتمالات من أولى شروط الأمن الناجح .. ؟ ..
تضييق المجاري في بغداد وباقي المحافظات قد حصل تحت حجج “مقاولات تطوير المجاري” ؟ فقد انتبه بعض أهالي بعض مدن العراق أنّ أنابيب المجاري “القديمة” قد استبدلت بجديدة لكنّ فتحاتها كانت أضيق من سابقاتها القديمة ؟ , علاوةً على رداءة في النوعيّة والمتانة ! , فيما بيعت القديمة بأسعار أعلى من الجديدة ؟ لكونها ألمانيّة أو انجليزيّة المنشأ كما رأوا ذلك منقوشاً عليها ! , وفتحاتها أوسع , في حين لا أحد يعرف المنشأ للأنابيب الجديدة الّتي تمّ تنصيبها ! هذا الأمر ليس تخميناً , بل قد حدث فعلاً في مدينة الفلّوجة تحديداً , لذا أنا شخصيّاً لا أستبعد استهداف ومقتل قائمقام المدينة “عدنان حسين” لعلاقة ما تربطه بمقاولات المجاري هذه ؟, خاصّةً وقد تزامن مقتله مع غرق مدينة الفلّوجة بمياه الأمطار! ..