23 نوفمبر، 2024 12:20 ص
Search
Close this search box.

اجتمعت العرب على أن يتفرقوا

اجتمعت العرب على أن يتفرقوا

(( كل الأمم والشعوب في العالم تحاول لملمت شملها وأن تبسط يدها إلى جاراتها من المجتمعات خيرا وإقامة أفضل وأقوى العلاقات مع بعضها البعض في سبيل تسلق سلم الرقي والتقدم الاجتماعي والاقتصادي بغض النظر عن كثيرا من الأمور كالدين والمشاكل التي لا تعيق هذه العلاقات لتتركها خلفها ساعية إلى تحقيق مصالحها المشتركة وجلب المنفعة لشعوبها لكن ليس على حساب مبادئها وقيمها ومواطنيها التي تبذل قصارى جهدها لإسعاده وتطويره لهذا تشكلت الكثير من التجمعات والاتحادات والمواثيق بين الدول في شرق وغرب وشمال وجنوب العالم متخطية كل العقبات لذا نرى كثيرا من الأمم سابقت الزمن وتخطت بخطوات سريعة وقفزة نوعية في الاقتصاد وسارت في ركب التقدم والرقي .إلا أمة واحدة في هذا العالم ومنذ الأزل ولغاية الآن تتراجع وبقوة ملفتة للنظر إلى الوراء وتسير نحو الهاوية والتردي في مجتمعاتها اقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا وسياسيا وبقيت تراوح في مكانها منعزلة عن العالم الخارجي تبكي على أطلال الماضي السحيق وركام حضارة طمرها التراب والنسيان علما أن العالم ينظر بنظرة الحاضر نحو المستقبل تاركا ورائه الماضي بما حمله ساعيا نحو الآخرين في ركوب سفينة التقدم والازدهار . فالأمة العربية خير شاهدا ودليلا على عجزها في مواكبة الحاضر والمستقبل مجهول لدى شعوبها تطفو على أمواج من التناقضات والأزمات والتقاطعات الدينية والسياسية والاجتماعية فأن هذه الأمة العربية الواحدة تجمعها الأزمات والحروب والعقد النفسية وما زالت غير قادرة على إيجاد مفتاح الحل لهذه الأزمات المشتركة فيما بينهم بوجود عقول لا تريد لهذه الأمة أن تتوحد ثانية عقول ونيات أصرت على السير بهذه الأمة وشعوبها نحو التشظي والشرذمة والتردي في كثير من مفاصل الحياة وإسكات كل الأصوات النقية الصادقة المفكرة الحريصة في محاولة أخراجها من معادلة خدمة المجتمع وتهجيرها خارج حدودها مرغمة تخدم مجتمعات أخرى خارج نطاق دولها بطريقة منظمة مدروسة لغايات في نفوس وعقول مصممي سياسة الدول العربية والقائمين على ولاية أمور شعوبهم فقد وقفت هذه العقول والتي تربعت على كثير من عروش الدول العربية موقفا سلبيا للتقدم والتقارب وتذليل العقبات وأزالت الفوارق بين الشعوب العربية لأعادت هذه الأمة العربية لازدهارها وتطورها لغاية في نفوس أسيادهم ومؤسسي مدارس تدمير الشعوب في العالم وتمرير المخطط المهم الذي عملوا عليه منذ سنين وهو ضرب الجامع القوي والمهم الوحيد للأمة العربية وما يسمونه ( المارد النائم ) هو الدين الإسلامي بمفهومه الشامل العابر للطائفية والعرقية والمذهبية وهو القاسم المشترك لها والداعي إلى التواصل مع العالم ومجتمعاتها فالدين الإسلامي أو الدين بمفهوم سياسي العالم هو أفيون الشعوب فالدين الموحد الجامع ( الإسلام ) النقي الصحيح الخالص الملبي لطموحات البشرية الذي جعله الله تعالى خالق الإنسان بودقة تجتمع فيه الأمم جميعا على صعيد الكرة الأرضية بتشريعات ونظرية متكاملة تلبي طموح واحتياجات هذا الإنسان الأرضي بعيدا عن المسميات فالدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي تجتمع تحت رايته وظله جميع شعوب العالم فلو عرفت الأمة العربية الإسلامية كيفية توظيف فكرة الإسلام ومبادئه وقيمه مترجمة على أرض الواقع شكلا وتطبيقا بعيدا عن التزييف والتشويه والتدليس لسادت به الأمم الأخرى وبقيت متربعة على عرش العالم وبقيت خير أمة أخرجت للناس لكنها أبت على نفسها وأجمعت على أن لا يجتمعوا وأصروا على أن يكون الدين هو المفرق لشعوبهم حيث أسقطت كثيرا من الأنظمة العربية وغيبت كل المشتركات الاجتماعية والدينية للأمة العربية بسياستها ليخلوا لها الجو لتتربع على عروشها طويلا )

أحدث المقالات

أحدث المقالات