نعم إننا في العراق كطائر العنقاء يزداد صلابةً وجأشاً كلما اشتدت عليه نيران الأعداء ودوماً ما نتفاخر بحضارةٍ قِدمها عرض السماء ولنا الحق في ذلك دون رياء.
هل يُعقل اذن إن مَنْ ظل على ارض هذه البلاد وانجبته رحم الأمهات وهو بلا شك ابن العراق ان يهين تأريخ الأجداد ويغدق بالعطايا لمن لفظته حضارة الفراعنة لأهل مصر الأحباء!
ما هذا بحق السماء! لما هذا الجنون في الإعجاب لمن سفّه هوية بلدٍ نكن له كل الحب والثناء! إنها ارض الكنانة ولن تحتاج منا التعريف بتراثها في الفن والأصالة لعقودٍ وعقودٍ من التميز والتفرد في التمثيل والطرب والغناء.
إننا اهل الكرم دون شك ولكن لما هذا الإسفاف في العطاء لهذا وذاك! إظهروا إعجابكم ودعوا زائرنا يعرف بمدى حبنا له كضيفنا ولكن دون ان نهين أنفسنا كما فعلنا…
ما شاهدناه مِنْ جنون الإعجاب والإغداق بالعطايا يهين مصر قبل العراق! نرجو المعذرة لكل من شاهد تلك المهزلة… ليس هذا بالعراق الذي نريده ان يتعافى مِنْ الجراح ولا هيه بمصر ارض العروبة التي جاءنا منها زائراً لايمثلها بكلِ شكلٍ مِن الأشكال.
لن نقول لكم لا ترحبوا بالضيوف زائرينا مِن البلاد ولكن لتحترموا تأريخ بلدكم قبل المبالغة بالتملق والثناء! هل فعلتم نفس الشئ لأيٍ من رواد فن العراق؟ الم يشربوا من ماء دجلة والفرات وطحنتهم سنينٍ عجاف من الحروب والبلاء ومع هذا ظل العراق يسري في عروقهم حباً بدل الدماء؟
لنحترم حضارةٍ وقف لها العالم أجمع احتراماً وإجلالاً! لنخجل ممن سن اول قوانين هذا الكون حمورابي وجاء بعده من جاء او لبرجٍ عانق السماء في بابل قبل أن تكون في حاضرنا ما نعرفها مِنْ أبراج!
هل يعي هذا الكلام جيل اليوم في العراق؟ إنه دور الأجداد والأباء ممن هم على قيد الحياة لتعريفهم بتأريخ بلدهم كما كان قبل ان نقرأ على العراق السلام…