26 نوفمبر، 2024 12:34 م
Search
Close this search box.

التفريط  بالوطن

أتساءل أحيانا من يستحق اللعنة نحن أم الزمن؟ ؟ أواصل التفكير لأجد بأننا نحن من يستحق اللعنة,   قوانين غريبة لا أعلم هي تضعنا أم نحن نضعها,, مسلسلات مستمرة من أحداث حياتنا تدور بذاكرتنا كشريط سينمائي ,, مشاهد متكررة من تمثيل البشر يخرجها القدر حاكما علينا بانتظار الحلقة الأخيرة,, هذه المرة تأخذنا مسلسلاتنا إلى عالم آخر،عالم ضحيته الشعب توفا وهو واقف بسبب غفوة الضمير….ولكنها غفوة تكاد  أن تحسب  بسنين,, واليوم، إذ يعاني مجتمعنا من هذه الأزمة الشاملة التي باتت تهدد كيانه وتعمل على تحطيم مستقبله،  وقد استغلتها بعض الأصوات الناعقة هنا وهناك منادية ببعض الدعوات التي لا نتيجة لها سوى تقويض الوحدة ,, وبث أسباب الفرقة والشقاق بين العراقيين ، مدعومة بقوى( اقليمية وأجنبية )  فاعلة لا يخفى عداؤها للشعب  وعملها المستمر على تشتيت كيانه.. نحن بحاجة ماسة إلى إعادة التفكير في مقومات وحدتنا  واستدعائها من جديد إلى بؤرة الشعور الجمعي لأفراد المجتمع، حتى نضمن لها الاستمرارية في النفوس والأرواح قبل الواقع والأوضاع,,.ايها السياسيين الا ترون  البنيان كيف يتركب من الحجارة الكبيرة، والحجارة الصغيرة،( والمواد الأخرى ) التي تلحم بها الحجارة ، وكل ذلك محتاج إليه في رص الصفوف، فكذلك مجتمع السياسيين  فإنه متكون من جميع أفرادهم على اختلاف طبقاتهم، فالكبير والقيادي  له مكانه، والصغير والحقير له مكانه، وعلى كل واحد أن يسد الثغرة التي من ناحيته، مع شعوره بارتباطه مع غيره من جميع أجزاء البنيان التي لا غناء لها عنه، كما لا غناء له عن كل واحد منها، فكل واحد من السياسيين  عليه بمكان ، بمقدار المركز الذي هو فيه، والقدرة التي عنده، ولا يجوز لأحد وإن كان أحقر حقير أن يخل بواجبه من ناحيته، فإنه إذا أزيل حجر صغير من بنيان كبير دخل فيه الخلل بمقدار ما أزيل، وإذا ابتدأ الخلل من الصغير تطرق للكبير والعكس اصح,, .علينا أن نعتقد بقلوبنا أن الوحدة  واجب أكيد، محتم علينا  وعلى  جميع السياسيين  وأن فيه قوتنا ووجودنا ، وفي تركه ضعفنا وشتاتنا ، وأن نعلن ذلك بألسنتنا في كل مناسبة من أحاديثنا وحواراتنا، وأن نعمل على تحقيق ذلك بالفعل باتحادنا وتعاوننا مع إخواننا في كل ما يقتضيه وصف الإيمان الجامع ,, . من أبسط المفاهيم المتفرعة عن الوحدة ؛ التعاون فيما بين أفراد المجتمع لاسيما  السياسيين منهم    وتناصرهم على أعدائهم أولا، ثم الحذر من أي محاولة يحاولها أولئك الأعداء لتقويض هذه الوحدة، فيحاولون الدخول من النافدة حين يعجزون عن الدخول من الباب، وذلك بواسطة إثارة النعرات التي من شأنها أن تحيل الوحدة إلى فرقة، و تنازع وصراع .. نحن العراقيين   بحاجة ـ اليوم أكثر من أي وقت مضى ـ إلى الانتباه إلى هذه القضية، واستحضار الخطر الكبير الذي سينجر حتما إذا ما غفلنا عن أساليب الأعداء ومحاولاتهم المستمرة لتقسيم كياننا الوطني وإثارة النعرات الطائفية  التي لا هدف لها سوى تقويض هذه الوحدة  التي نعتز بها ونعمل على تمتينها واستمرارها،

أحدث المقالات