يحكى أن في بلدة ما طبيب يلجا اليه أهالي هذه البلدة الطيب اهلها، الذين انخدعوا كثيرا به لورعه، ودماثة خلقهِ المصطنع تاركين بقية اطباء البلدة رغم حرصهم، وخوفهم عليهم، والمسخرين جل طاقاتهم لخدمة بلدتهم، وأبنائها، لكن لهذا الطبيب اسلوبا خاصا، ملتويا لكسب الناس، واستلطاف عطفهم لاسيما عندما يتناول قضايا اجتماعية، ونفسية لا هالي البلدة تهيج مشاعرهم، وتزيد من تعاطفهم معه بالرغم من عدم اجادته وصف الدواء المناسب لهم ليجعلهم كحقل تجارب في كل مرة تنتكس حالتهم يغير العلاج من شخص الى اخر وكأنه لا يعرف سوى انواع قليلة من العلاجات يداورها بين مرضاه بغض النظر عن النتائج، وسلبياتها.
انا لله وإنا اليه راجعون، حالنا نحن العراقيون حال اهالي تلك البلدة التي لا تميز بين الخبيث، والطيب ولا بين الخائن، والخادم؛ لاهثين خلف اناس لاتهمهم سوى مصالحهم الشخصية، والحزبية، والفئوية الضيقة؛ اناس لا إستراتيجية لهم، لا رؤية واضحة، ومدروسة.
عند مراجعتنا للإحداث في العراق، لوجدنا الكثير من التخبط ،وانعدام التخطيط، والاسترتيجية في اغلب ان لم نقل كل مفاصل حياتنا، وعدم وجود حلول جذرية مدروسة، وناجعة؛ لنجد بعد كل سلسلة تفجيرات، وانعدام الامن، واستياء المواطنين نجد ان التنين الخماسي(القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، وزير الداخلية، وزير الامن الوطني، مدير المخابرات ) يقوم بحركة بهلوانية بتغيير القيادات الامنية كل مكان الاخر.
ملف الخدمات الذي حقق هو الاخر فشلا ذريعا كما اخوته من الملفات في دولة الدعاة فلا شي يدعوا للتفاؤل، والأمل بالخدمات في هذه التشكيلة العرجاء، الصخرة التي كسرت ظهر المرشدي ليستفاد منها مكتشفها كولومبس المالكي عبوب فلتت زمانه (مصائب قوم عند قوم فوائد) لتجرنا الى مؤامرة كبرى على العملية السياسية حيكت من قبل بعض الخصماء( الكلمة التي اطلقها المالكي لأول مرة على شركائه المفترضين في العملية السياسية بشكل عام، والتحالف الوطني بشكل خاص)؛ ليضعوا تلك الصخرة الشهيرة ذو 150 كيلو في مجاري بغداد في أي مكان لا اعرف، ولكن النتيجة معروفة.
حجج واهية، واعذارا اقبح من الذنب، ونفسية مريضة تحب التسلط والتخريب؛ هذا حال اغلب سياسيو وطننا الجريح، ليبقى لنا الاختيار نعم نختار للتغير، نختار من يخدمنا، الذي له الشرف ان يخدمنا، نختار مَن شعاره( شعب لا نخدمه لا نسحق ان نمثله).