18 نوفمبر، 2024 11:25 ص
Search
Close this search box.

تالي الليل تسمع حس العياط

تالي الليل تسمع حس العياط

وهذه كناية عن الامر المكتوم يظهر بعد حين، ويحكى في هذا ان احد اللصوص ببغداد، احتال على الحاج احمد اغا، صاحب الشرطة، وسرق ما اشتملت عليه دار من الدور، بمرأى ومسمع من احمد اغا، وذلك ان الاغا كان عظيم العناية بحفظ الامن في بغداد، وكان يدور طوال الليل في ازقتها، فعمد احد اللصوص الى احدى الدور، وتسور عليها مع اصحاب له، واوثقوا صاحب الدار وعياله، ثم فتحوا بابها، واضاؤوا المصابيح، واوقدوا النار تحت قدر كبيرة ملأوها بالماء، ولما مر الاغا بهم، اخبروه بان شابا من اهل الدار قد توفي، وهم يهيئون الماء لتغسيله، فقال لماذا لا اسمع العياط من اهل الدار؟ فقالوا: تالي الليل تسمع حس العياط، ولما مر الاغا في طريق عودته بالدار ، سمع اهلها يستغيثون من اللصوص الذين سرقوا جميع ما فيها، هذه الحكاية كانت في بغداد وهي تتكرر حاليا مع لصوص يمتلكون صفة رسمية، اللصوص في كل مكان وفي كل مفصل من مفاصل الدولة، حتى صار الامر يبعث على الاشمئزاز، ويتساءل من خلاله الكثيرون: هل من المعقول ان يحتوي شعب من الشعوب على هذا العدد الهائل من اللصوص.
ونحن بدورنا نتساءل لو كانت الهزة الارضية بدرجة اقوى مما وقعت فيه، ماذا سيفعل العراقيون، وماهي تحضيراتهم للكوارث، خصوصا اذا ماعرفنا ان امطارا بسيطة اغرقت العاصمة وشردت سكانها، فمابالك بهزة ارضية ربما تبلغ 7 درجات على مقياس رختر كما يتوقع المتوقعون، ربما سيعمد المالكي او امين بغداد الى الامور الغيبية، واقامة الصلوات، مبينا انه الحل الوحيد، في حين ان جميع الدول تمتلك الطوارىء للكوارث، حتى وان كانت بسيطة امام الكارثة، لقد تمادى السياسيون في العراق ولم يجلبوا للعراقيين سوى الموت والفاقة والحسرة، وان الله رأى ان يكشف المستور من امورهم ويظهرهم على حقيقتهم، مرة بالامطار واخرى بالزلازل وثالثة بالمفخخات ورابعة بالكواتم، فصارت اسباب التشرد والموت في العراق كثيرة حتى عادت لاتعد ولاتحصى، والشعب فيها يعمد الى التحشيش مرة ومرة اخرى الى النكات التي تنسيه بعض مايمر به من مأساة، كنت اتوقع ليلة امس ان يعمد السياسيون الى الهرب من العراق، هربا هذه المرة من الزلازل، حيث يقدرون ان السفينة تحترق فيسرقون منها مايستطيعون حمله، ويتركون الشعب الى قدره المحتوم، وانا اتوقع انهم يفعلونها في اول كارثة ستحل بهؤلاء البسطاء، الهزات الارضية تحدث في مختلف دول العالم ونحن لانطلب من الحكومة ان تصنع لنا كبسولات ندخلها عند حدوث الهزة كما هو عليه في اليابان، ولكننا نعلم ان حكومتنا ودولتنا لاحول لها ولاقوة، واذا ماحدثت اية كارثة ستكون مدمرة وهائلة وستحرق الاخضر واليابس، كان يضحك من هول الصدمة لقد تحركت الاريكة واهتز الكرسي، وربما خلصتنا الهزة من المجاري المتهالكة، وانابيب المياه المتآكلة، واعمدة الكهرباء المنخورة التي قتلت شابا صغيرا قبل ايام لانها تسرب الكهرباء باسلاكها الهشة، ربما نستطيع الخلاص من الفيضانات السنوية، وربما وربما وربما، كل شيء قابل للانهيار، حتى الطرق، والموازنات السنوية تصب في جيوب معينة، والتعيينات لاناس معينين لخالتي وبت خالتي والسواد الاعظم من الشعب محروم من فرصة العمل البسيطة، مهندس ومحامي ومدرس يملأون الزقاق ولايتباهون بشهاداتهم لانها معطلة، فهم لايملكون الدفاتر التي تدفع للتعيينات، هذه الاخطاء جميعها وهذه الانكسارات التي يمر بها الشعب تجعل من لسان حاله يقول: تالي الليل تسمع حس العياط.

أحدث المقالات